الفتى التائه
15تشرين12011
أبو صهيب
أبو صهيب (فلسطين) الضفة الغربية
رجـلاً أرى في صورةِ النسوان فـي الـشكل ِوالتقليد ِ أو عاداته لـم يـبـقَ إلا أنْ يُسمّى باسْمها فـحـسـبْـتُـهُ أنْثى لأوَّلِ وَهْلَةٍ يـا أيـها الرَجُلُ المُرَخِّصُ نفْسَهُ إنْ كُنْتَ لا تُرْجى بخيرٍ في الصّبا الـنـفسُ تُبْنى والفضائِلُ رُكْنها لا خَيْرَ في نفسٍ تعيشُ على المُنى تـقـضي الليالي لاهِيا ًأوْ لاعِباً بـطـنٌ وفَـرْج ٌ يـا فتى وتمتُّعٌ نـاهـيكَ عَنْ أخْذِ السُّمومِ جميعها وتَـقُـصُّ شـعْركَ قصَّةً غربية ً أتـعَـلِّـقُ الـسلسالَ قَبْلَ أوانِه ِ أتـقَـلِّـدُ الـكُـفّارَ في عاداتهِمْ لـهـوٌ ورَقْصٌ وانحِرافٌ جارِفٌ مـا هـذهِ الأوشـام ُمِثْل خريطَةٍ أتُـلَـطـخ ُالجسْمَ النظيفَ قذارَة ً وتـراهُ يـمـشي لابسا ً نظارَة ً مـتـكـسـراً فـي مشيهِ مُتلَفِّتا ً ومُـفـاخـراً للناسِ في سيجارَةٍ أضـحـت أظـافِرُهُ مخالِبَ هرَّةٍ أمـا مـعـاكسة ُ النساءِ فلا تسَلْ فـي الليلِ هاتِفَه ُلإزْعاجِ الورى كـمْ سَـبّـةٍ أهـدَتْهُ كُلُّ شريفَةٍ وَلَـرُبَّ عاري الجِسْمِ أهْوَنُ فتنةً أمـا رسـائِـلُـهُ فَلَيْسَتْ تنْتَهي وبـقـربِ مدرسَةِ البناتِ مرابِطٌ خَـلْـفَ الـنوافذ واقفٌ ومراقبٌ يـنـسـى مـراقـبَة َالإله لفعْلِهِ فَـيـصوِّرُ العورات في غفلاتِها ويـطـوفُ يَنْشُرُ مُنْكراً ووقاحَةً يـا ذاكـرَ العورات ِ ينسىما بِهِ يـا بـاحـثاً للناسِ عَنْ عوراتِهِمْ مـا لـيسَ تَقْبَلُهُ لنفسِكَ فاحْتَرِسْ يـا تـائـهـاً إنَّ العقوقَ جريمَةٌ صَـدَقَ الرسولُ بما عنى بحديثِهِ وَلأَنْ يُـرَبِّـيَ والـدٌ جـرواً لهُ يـا فرحةَ الأبوينِ إذ ولد الصبي يـا ترحةَ الأبويْنِ إن مات الفتى يـا مَـنْ يُـعـامل أهْلَهُ بفظاظَةٍ يـا أيُّـها الرَجُلُ المُضَلّلُ فارْتجعْ أنـسـيـتَ أنّك ما خُلِقْتَ لِمُتْعَة ٍ فـاسْـمَـعْ حكايَةَ هذه الدنيا معي هَـرَبَ امْـرُؤ في غابَةٍ مِنْ ذئبِها فـرأى أفـاعيَ مِنْ جوانِبِ بئرِهِ فـي الثقبِ منها قد رأى عسلاً بهِ وهـنـاكَ فـأرٌ فـاحـمٌ بسوادِهِ قـد واصـل الفَأْرَانِ كُلّ غُصْنِهِ فـهوى الغَبِيُّ وقد هوت أغصانُهُ هـذي هـي الـدنيا وذاكَ مثالُها فـمـصـائبُ الدنيا أفاعٍ يا فتى والـبـئـرُ ضـيقة تُشَبَّهُ بالدنى أمـا عَـنِ الـفأريْنِ حالهما معاً وكـلاهُـما نقص لعمرِكَ فاعتبرْ يـا أيـهـا الـمغرورُ كُفَّ لربّما هـذا الـشبابُ بلا ضوابطَ هائِمٌ إنَّ الـشـبابَ ربيعُ عُمْرِكَ بَعْدَهُ أقْـلِـعْ بُـنـيّّ عن الفساد ِوأهْلُهُ | ِهـذا لـعـمْـري المَسْخُ لـم يـبـقَ وصفٌ فيهِ للذكرانِ ويـبَـدّلَ الـبـنطالَ بالفسْطانِ فغَضَضْتُ طرْفيَ خشية َ العِصيان إنَّ الـشـبـابَ لَـميزَة ُالشُجْعانِ هـل نـرْتـجيكَ وأنْت شيْخٌ فانِ يـبـقـى الـبـناءُ بقوةِ الأرْكانِ تـعـصي الإلهَ بطاعة ِالشيطانِ أمَّـا الـنـهـار كـنائم ٍ كسْلانِ وتـسـكُّـعٌ معْ صَحْبكَ الزعرانِ بِـئْسَ السُّمومُ وبئسَ منْ سكرانِ أفَـمُـسْـلِـمٌ أمْ أنـتَ أمريكاني أتُـجَـرّبـن َّ سـلاسِلَ النيرانِ قَـد ْحـرِّمَ الـتـعـليقُ للصّلبانِ وتَـخَـنُّـثٌ وديـاثـة السعدانِ بـمـواقـعِ الأنْـهـار ِ والبلدانِ أمَـرَ الـنـبـيُّ إزالَة َ الأدْرانِ سـوداءَ يـخفي ما ترى العينانِ مـتَـأوِّهـاً كـالـعاشقِ الولْهانِ قـدْ أبْـدَلَ الـمِـسواك َ بالدخانِ أوْ مـخْـلَـبَ الغربانِ والعقبانِ لـيـلاً نـهـاراً عـنـدَهُ سِيّانِ كـمْ لَـعْـنَـة جـاءتْهُ مِنْ لَعّانِ هـيـهـاتَ يشْعُرُ ميِّتُ الوجدانِ يـا عـاري َ الأخـلاقِ والإيمانِ مـكـتـوبـةً بـالعار ِ والبهْتانِ مـتَـبَـخْـتِـرٌ بلباسِهِ المُزْدانِ يـرنـو لأهـلِ الحَيِّ والجيرانِ سـبـحـانَهُ ذي المُلْكِ والسلطانِ فـي آلـة ِالـتصوير ِ والعصْيانِ بـمـسـجـلٍ للفُحْشِ والألحانِ هل فيك َ شيءٌ مِنْ ذوي الإحْسانِ هـذا وربـي مـسْـلَـكُ الديدانِ صُـنـعـاً لَهُ مََعَ سائر الإخوانِ أبَـوَيْكَ تعصي في رضا الخِلانِ غَـيْـظٌ لأهـلِ مـكْرِمُِ الأقْرانِ خـيـرٌ لـهُ مِـنْ إبـنِهِ الخوّانِ والإبـنُ يـسـأمُ إذ هُما شَيْخانِ لا يـقْـلَـقَنَّ وإنْ قضى الأثنانِ فـغـداً بـنـوكَ عليْكَ بالعُدوانِ مَـنْ ضَلَّ يُرْشَد مِنْ ذوي العِرفانِ ولـقـد خُـلِقْتَ لطاعةِ الرحمنِ يـا تـائـهـا ً فـيها بلا عُنوانِ فـهـوى بـبئرٍ ممسكَ الأغصانِ وبـقُـعْـرِهـا يرنو إلى ثعبانِ والـشَـهْـدُ يـبرئُ علَّةَ الإنْسانِ بـالـبـاب ِ رافقَ أبيضَ الفئرانِ قـضـمـا ًيـؤدي القطع للأفنانِ طـمـعـاً بأكل الشهد في نسيانِ والـمَـرْءُ مـغـرورٌ بعيشٍ فانِ والـقـبـرُ ذاكَ الـفـاهُ للثعبانِ والـشـهـد مـتـعتها لِلاَهٍ جانِ فـأرٌ كـلـيـلٍ والـنهارُ الثاني فـإذا انـتـهـى فالقَبرُ للإسْكانِ يـأتـيـكَ مـا لا كان بالْحُسبانِ كـالـشِّـعْـرِ يُنْظمُ دونَما أوزانِ صَـيْـفٌ حـرورٌ لافح الأبْدانِ واسـمَـعْ نصيحَةَ ناصح ٍمعوانِ | للشُّبانِ