هذي معالم رحلة الأيامِ =فتبينوها قبل يوم حسابِ
دربانِ في الدنيا أمامك يا فتى =درب الجهالة ثم درب كتاب
وذوو الجهالة ميتون بعيشهم =وذوو الكتاب منائرُ الأحقابِ
فاربأ بنفسك أن تكون مجللاً =بظلال جهلٍ أو قتامة عاب
شر الجهالة أنَ تعيش سبهللاً =من غير ما مثل ولا آراب
وتضيع العمر القصير بلذةٍ=حمراء فانية فناءَ سراب؟
من نور ربك أشرقت هذي الدّنا=أتظل يا هذا رهين سرابِ؟
أوتيت عقلك كي تكون منزهاً =عن ضلّة الأنعام والأوشاب
هلاّ سألت عن الوجود وسره=سرّ لوجود مبين بكتابِ
يا أيها الإنسان إنك حامل=لأمانةٍ عظمى ليوم مآب
فهل الأمانة صنتها ورعيتها=حتى تفوز بجنةٍ وثوابِ
إن الأمانة أن تظل مجاهداً =حتى يعيش الناس نهج صوابِ
كيف الصواب تذيعه إن لم تكن =نبراس علم أو جليس كتابِ؟
فالعلم نور والجهالة ظلمةٌ=هيا فنورْ غاسقاً بشهاب
والعلم موطنه الكتاب فهل لكم=من نسبةٍ تعلو على الأنسابِ؟
فإذا انتسبت الى الكتاب وعلمه =فاعلم بأنك من أولي الألبابِ
وهم الذين منزل في حقهم =آي من التنزيل جد رطابِ
فعليكم بالعقل فهو عمادكم =في هينات أموركم وصعابِ
لا تطفئوا هذي العقول فْربكم =بالعقل خاطبكم أجل خطابِ
إن تهملوا هذي العقول فعيشكم=مر وفي الأخرى عظيم عذابِ
غذوا العقول بكل ما يسمو بها =عن ترّهات حياتكم وسرابِ
اقرأ كتابَ اللّه وآنظر آيه =مبثوثةً بسمائهِ وترابِ
وأجعل جليسكَ سفرَ علْم نافعٍ=فالسّفر نبراسٌ على الأحقابِ
فيه معارفُ كلّ جيل سطرتْ=فيه معالم مجدنا الوثابِ
فيه الذي إنْ تجنه متدبّراً= تجد الحياة تفوح عطر ملابِ
إنّ الكتاب لخير مجدٍ للفتى=هّيا ادخلوا للمجد أوسع بابِ
هيّا اقرأوا فالله خير معلمٍ=فرض القراءة بدء خير كتابِ
إقرأ لتعلم فالقراءة آلة =لتطوف في الدنيا بغير ركابِ
إقرأ فما مثل القراءة متعةْ=إلا التي في سجدة المحراب
بالعلم والدين القويم نجاتكم =إن كنتم ترجون يوم حسابِ