يا شام

البيّاسي

البيّاسي

[email protected]

إلى الحبيبة الخالدة دمشق

و إلى الجبل العظيم قاسيون

مَـنْ تـلـك مـثلُكِ  تُتّقى و iiتُهابُ
إنْ كـان مـلـكـاً فـالملوكُ كثيرةٌ
أشـهـادُ حُـسـنـكِ رفعةٌ و iiتكبّرٌ
و اذا الـمـلـيكةُ كان نفْساً iiعرشُها
مـا  عـاد يعنيني و قد حَكَمَ iiالهوى
مَـنْ  بـاتَ نـشـواناً فليس iiيهمُّهُ
مَـنْ  لـي سـواكِ أحبُّها و iiتحبني
مـنـذ افـتـرقنا و الظنونُ iiوسادةٌ
حـتّـامَ  تُـوغِلُ في هوايَ iiمخالبٌ
هـل  يا تُرى دمعي ترقرقَ أمْ iiدمي
فـي الصالحية حيثُ كان من iiالهوى
أسـهـبـتُ في شَرحِ الغرامِ و ليتَه
إنْ  لـم تـجـيبي إنّ صمتَكِ iiرائعٌ
هـدأتْ  هـنـاكَ على يديكِ iiخميلةٌ
الـيـاسـمـينةُ  تلك.. ما iiأخبارُها
هـلْ  لـم يزلْ تشرينُ يُسبلُ iiزهرَه
كـيـف  الحريقةُ و العتيقُ و جوبرٌ
و  الـجـامعُ الأمويُّ كيفَ iiعروسُه
و  الـعـزُّ و النوويُّ و ابنُ iiعساكرٍ
و  نـزارُ هـلْ ما زالَ يزفرُ iiوردَه
فـي كـل شـبرٍ مِنْ ترابكِ iiكوكبٌ
مـن  هـا هنا التاريخُ أخرجَ iiرأسَه
و  تـفـرقـوا فـمـضمَّخٌ بجميلها
مـا الأرضُ فـيـها الله يُعبد iiوحدَه
وإذا  بـلادٌ أجـدبـتْ مـن iiجهلها
يـا قـاسـيـونُ و أنتَ ظلُّك فوقها
نـفـسـي  فـداءً ما حييتُ iiجعلتُها
ذو  الـغـوطـتـين وكفُّه iiمخضرَّةٌ
يـنـسـابُ نهراً في الزمان عطاؤه
مـا كـانَ مـثلَ أخي الندى iiمتطفّلٌ
تـأوي  الـيـه الـدهرَ ويكَ حمائمٌ
ما ضرّ أنْ في الأرض جذرُكَ راسخٌ
تـتـزاحـمُ  الـتيجانُ تحت iiبنوده
مـا  كـان مِـنْ مـجْدٍ فأنتَ iiمليكُه
مـا الـمجدُ إلّا السيفُ يقطرُ من iiدمٍ
يـا  شـامُ يـا وجـهاً أموتُ iiبحبّه
لـكِ  أنتِ في جوِّ الحضارةِ iiشمسُها
أيـكـونُ مـثـلَ مـعظّمٍ متعظمٌ ii؟
إن  كـان مَـسَّـكِ نازغٌ فلقد قضى
و الـسـنـديانةُ , و السحابةُ iiتاجُها







































وتـطـاعُ حـتى في الجفا و iiتُجابُ
لـكـنّ  حـبَّـكِ قـاهـرٌ iiغـلّابُ
و شـهـودُ حـبـي ذِلّـةٌ و iiعذابُ
بَـذَلَ الـنـفـوسَ لأجْلها iiالخُطّابُ
أنـي أحـبّـكِ مـا هـي iiالأسبابُ
مِـنْ  أيِّ كَـرْمٍ تُـجْـمَعُ iiالأعنابُ
مـا  بـيـن قلبينا . فُديتِ. iiحِجابُ
و الـنـائـبـات حـمائلٌ و ركابُ
و  تُـقـيـم بـين أضالعي الأنيابُ
إذْ  إنّ قـلـبـي مـثخنٌ و iiمصابُ
مـالـمْ يـذقْـهُ بـشـهدِه iiالأحبابُ
فـي  الـحـبِّ ينفعُ شارحاً iiإسهابُ
إذْ أنـتِ عـنـكِ تُـحدّثُ iiالأطيابُ
و  ارتـاحَ تـحـت شفاهِكِ iiالعُنّابُ
و الـفـلُّ و الـجـوريُّ و iiاللبْلابُ
ويـطـيـلُ  سـالـفةَ البنفسجِ آبُ
و  الـسـورُ و الأحجار و iiالأبواب
و  الـنـسـرُ و القِبْليُّ و iiالمحرابُ
هـلْ  لم يزلْ في الحضرةِ iiالأقطابُ
إذْ لـم تُـجِـبـهُ إلى الغرامِ iiربابُ
وهـل  الـبـصيرُ إذا رأى iiيرتابُ
فـإذا الـخـلائـقُ لـجّةٌ و iiعُبابُ
أو  مُـنـكِـرٌ و مـنـافـقٌ iiكَذّابُ
كـالأرضِ فـيـهـا تُعبد iiالأنصابُ
فـهُـنـا الـزروعُ مـآذنٌ و iiقبابُ
و لـقـد تَـقِـي ما تحتها iiالأهدابُ
لـكَ  أيـهـذا الـرابـضُ iiالوثَّابُ
فـي كـلِّ كـفٍّ مِـنْ نداهُ iiخِضابُ
أرأيـتَ نـهـراً مِـنْ يـدٍ iiينسابُ
أو كـانَ مـثـلَ الـزارعِ iiالحطّابُ
و تـمـوءُ خـوفاً من عَصاهُ iiذئابُ
فـخـمـيـسُ  ذكرِكَ سائرٌ iiجوّابُ
و تـسـيـرُ خـلفَ بعيرِه iiالألقابُ
إنّ الـمـلـوكَ لـمـجدكَ iiالحُجّابُ
أوْ  لا .. يـراعٌ نـازفٌ و iiكـتابُ
كـمْ مـاتَ قـبلي في هواكِ iiشبابُ
ولِـمـنْ سـواكِ اذا رضيتِ شهابُ
و  تـكـونُ مـثـلَ الهامةِ iiالأذنابُ
تـبـقى  البيوتُ و يرحلُ iiالأغرابُ
بـنـعـالـهـا  تـتمَسَّحُ الأعشابُ