عودة إلى مدينة الظل
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
طلال سليم لهف العودة في محطة الانتظار
عـمّدتُ في ماءِ الأسى شرياني
أرسلتُ قلبي في حروف قصائدي
أرسـلـته يغري السماء جداولاَ
مـا كنتُ لولا دينُ حبك شاعراً
وتـفـلـّتت منّي القصائدُ عنوةً
سـكنتْ شواردُ عبقرٍ في أحرفي
تـجتاح قلبي الذكريات وتنطوي
تـتـنـهـّدُ الأزهارُ حين لقائنا
ويـغارُ نجمُ الصبح عند مرورِه
وتـشـي الحمائمُ للمويجات التي
فـتزورُ أسرابُ النوارس بيتـَنا
أنا شاعرُ اللمحاتِ أوقدُ من دمي
فـتضجّ في رأسي وتسحبُ ذيلها
تـتـمرّدُ الكلماتُ بين أصابعي
تـقـتاتني جمراتُ كلّ مواجعي
فأعود نحوي حيث كنت مسافرا
آتٍ إلـيَّ إلـى مواطن صبوتي
فأصيح في وادي الضياع أنا هنا
أنـا ها هنا يتلو الهيامُ قصائدي
آتٍ وبـعـضٌ من رماد تنهّدي
يـكـفي أنا كفني جريدةُ نخلتي
قـلـبـي الفرات برملِه وضفافه
آتٍ وتـأخـذنـي شواهدُ ديرتي
بـعض أنا من مهرجان مشاعر
لـي هـيّـئـي ليلا يبلل وقتنا
فـتـعـجُّ فـي رشفاتنا أقداحنا
أنـا جـئتكم حبي أمير مسافتي
فـتـقربي نحوي تكون وسائدي
أنـا متعبٌ أكل الدمار حشاشتي
قد جئتُ في دنّي عصارة غربتي
لـولا حديثة ما احترقت بغصّتي
لـولا الـبقايا من زمان طفولتي
ولـمـا رجعت أشمّ عطرَ ترابها
أنا ريشةٌ سجّلت بعضَ ملامحي
فـاسـتـقبليني عند بابك مقعديوغزلتُ شعري في لظى الأحزانِ
وبـه اسـتـحمّت ريشة الفنانِ
فـيطوف في شفةِ اللحون مثاني
مـذ أومأتْ عيناكِ صرتُ أغاني
فـغـزتْ أراجيحُ العبيرِ لساني
مـذ ذاب لحن الحب طيّ كياني
فـي بُـردهـا رفـّافة الألوانِ
فـتـبـوحُ للأطيار والأغصانِ
بـدروبـنـا فـيـذيـعُ للأفنانِِ
سـهرَتْ لتعزفَ أعذب الألحانِ
لترى الندى قد صار من ندماني
ألـوانَـهـا فـتجيءُ كالطوفانِ
مـزهـوّة فـي لونِها النوراني
لـهـفى وتغرقني رؤى أشجاني
وتـقـدّ لـي ثوبَ الصبا الريانِ
فـي كوكبي ويلوذ بي هجراني
فـأطـير مشغوفا لنصفي الثاني
هـل من يد ترفو جراح جَناني؟
وأنـا هـنا الجمهورُ في هيماني
يـهـتـزُّ بـي حبا إلى أوطاني
لـو أنـها حانت لصحْتُ كفاني
وبـمـوجـه يـأتي بلا استئذان
نـحـوي وتملأ بالخمورِ دناني
فـيـهـا يبوح بسرها شيطاني
فـتصيح في أحضانها أحضاني
وتـظـل مـمـا قد أبيح تعاني
ويـرجّ فـي مـجـدافه شطآني
عشبُ الخمائل في ندى الريحانِ
فـتـعرّت الشهقاتُ في أركاني
بـاحـت بها في سكرها عيداني
كـلا ولا عـودي رعى إرناني
مـا عـدت يرسمني لديه زماني
وتـحـوطـني بحنانِها جدراني
ورسمت في أفق الرؤى عنواني
لـتـجـرّنـي عيناك بالطوفانِ