رقصة النصرين
حفيظ بن عجب الدوسري
كأنَّ النورَ لم يُسْرَق من العنينْ ..
كأنَّ الدمَّ لم ينزف من الشفتينْ ..
كأنَّ القدسَ في دارٍ بلا بابينْ ..
لها قدمانِ حائرتانِ في المنفى
بلا ساقينْ..
لها عينانِ تختلفانِ بينَ
الصمتِ، والمنطوقِ، والمفهومِ ،
والمنسي، والحركي، والنظري
بينَ وبينْ ..
لها من سورةِ الإخلاصِ توحيدٌ
تُرتِلُهُ ، وتحفظهُ من الوحيينْ..
لها حَجَرٌ يُمزِّقُ طُغمَةَ الوثنينِ
يُقَسِمُهَا إلى نصفينْ ..
فنصفٌ واضحٌ للناسِ تعرفهُ من القرنينْ ..
ونصفٌ يحتمي بصليبهِ ويكرُّ بالنابَيْنْ ..
لها .. ، ولها..
بلا ظُلِمِ ، ولا غدرٍ ، ولا حقدٍ ؛
لأنَّ العدلَ يعرفُهَا على الوجهينْ
كأنَّ هلا لنا من فوقِ قُبْتِهَا
بلاَ حدْينْ ..
بلا وجهٍ ، ولا جسمٍ ، ولا قدمينْ ..
متى يا أيها العربي تنقذنا من " النَابَلْمِ "
والغازِ المسيلِ لكل عزتنا على النهرينْ ..
متى يا أيها الوثني عفواً أيها الوطني ؟!
تحمينا من الشرقينِ والغربينِ والدينينْ ..
متى دمنا يجفُ على أراضينا من الشيشانِ
للأفغانِ للكشميرِ للصومالِ
نحو عِرَاقنا حتى يُضَرَّجَ ثالثَ الحرمينْ..
متى سَنُفِيْقُ من غيبوبةٍ طالت على العمرينْ..
وماجت بَيننا الأوهامُ
راجت بيننا الأحلامُ
تاهت بيننا الأقلامُ ؛
تكتُبُنَا على ورقٍ تُخضِّبهُ جرووحُ القهرِ في حرفينْ..
دم، ويدينْ
وروحٌ
تحتفي بالموتِ
تكتبُ بالشهادةِ رقصةَ النصرينْ ..
متى يا أمتي نصحو ونُعْلِنُهَا على الملأينْ .