دعوني
01تشرين12011
شيماء الحداد
شيماء محمد توفيق الحداد *
يـقـولونَ: إنَّ المصاعبَ نـطـاوعُ صـمـتاً نراوغُ كِذْباً وَهـذا الـصَّوابُ؛ فَذَا عصرُنا وَمَـنْ لـيسَ ذئباً قضى كالنِّعاجِ فـقـلـتُـ: دعوني فهذا مَعيبٌ وَإنَّ الـحـقـيـقةَ ليستْ تُوَلِّي دعـونـي فـإنَّ إلـهي يقولُ: سـتـسـعـدُ دنيا وَتسعدُ أُخرى دعـوني فقدْ عفْتُ حزني وَهمِّي دعـونـي فقدْ طالَ ليلُ السُّباتِ بـكـاءُ الـيتامى وَنَوحُ الثَّكالى تـرى أمَّـتـي ما تزالُ تعاني وَمـا جُـرْمُـها غيرُ طهرٍ نقيٍّ دعـوني فإنْ كانَ دربي عسيراً وَماذا مصيري سوى جوفِ قبرٍ وَيـومَ الـقـيـامـةِ ألقى إلهي وَأمَّـا الـعُـداةُ فـيصلونَ ناراً دعـونـي أبـلِّـغُ كـلَّ الأنامِ وَتـحـلـو بـكلِّ البلادِ جميعاً دعـونـي سأكشفُ سِرَّ الوجودِ دعـونـي لأمضيَ في كلِّ حينٍ دعـونـي فَـوَاللهِ إنَّ الـبرايا وَلـيـسَ يَـصُـحُّ خِتاماً أُخَيَّ لـماذا السُّكوتُ؟! وَفيمَ الجمودُ؟! إلـهـي سـينصرُ ديني العظيمَ وَرغـمَ الـمآسي وَرغمَ التَّناسي دعـونـي وَلـكنْ دعوني وَحالاً وَعـمرُ الورودِ قصيرٌ، وَأقصرُ مـصـيري كما شاءَ ربِّي يكونُ سـأصـمـدُ دومـاً بِعَونِ الإلهِ وَلـنْ أنـحني في سبيلِ الهوانِ إلـهـي يـرانـي إلهي شهيدي عـلـيـهِ تـوكَّلْتُ ربِّي القديرُ دعـونـي فما كلُّ صمتٍ حميدٌ وَقـدْ طـالما كنتُ أخفي دموعي وَلـكـنَّ ديـنـي ينادي بِعَزمٍ: فـقـولوا صواباً وَخَلُّوا التَّواني إذا حـكـمَ الـظُّلمُ فوقَ البرايا سـيـشـقـى الأنامُ بكلِّ البلادِ وَشـرعُ الإلـهِ سـبيلُ الرَّخاءِ، فَـحُـقَّ لأمَّـتـيَ الإزدهاءُ[1] وَأنْ تـرفـعَ الرَّأسَ فوقَ السَّناءِ وَرايـةُ ديـنـيَ تـعـلو الأنامَ وَشِـرعـتُـنا سوفَ تحيا خلوداً دعـونـي فـنفسيَ ليستْ أَحَبَّ أريـدُ الـكـفـاحَ أريدُ الفلاحَ وَإنِّـيَ فـردٌ وَهـذي جـموعٌ فـمـا أنبلَ السَّعيَ نحوَ المعالي! فـهـيَّا دعوني فقدْ طالَ صبري دعـوني سأمضي لِنصرةِ ديني | تَتْرىوَلـيـسَ لـنا حيلةٌ في وَنـحـيا على هامشٍ في الحياةْ! خـطـيـرٌ وَيَزْخَرُ بالمشكلاتْ وَمَـنْ لـيسَ ذئباً رأى الحادثاتْ وَإنَّ حـيـاةَ الـذَّلـيـلِ مماتْ فـقـومـوا انصروها بِعِزِّ الأباةْ لِـتـصـدعْ بديني ستلقى النَّجاةْ وَلا خـوفَ ثَـمَّ وَلا مـعضلاتْ وَفـاضَ الأنـينُ بِذي المفجِعاتْ وَأفـجـعـنـي ما رأيتُ الغَداةْ؛ وَجـرحُ الـعذارى وَبغيُ الطُّغاةْ كـوارثَ ظـلـمٍ لـها مُدْمِياتْ وَشـرعٍ حكيمٍ عظيمِ الصِّفاتْ!! فـإنَّ الإلـهَ حـبـانـي الثَّباتْ وَلـيـسَ مـآلي لِغَيرِ الرُّفاتْ؟! كَـطَـيرٍ ضَحوكٍ بَهِيِّ السِّماتْ خـلـوداً؛ أوانُ الـنَّدامةِ فاتْ! شـريـعـةَ ديني لِتسموْ الحياةْ وَتـغـدوَ آمـالُـنـا نـاجعاتْ وَأهـتـفُ فـيمَنْ أطالَ السُّباتْ وَأدعـوَ لـلـحـقِّ في الكائناتْ تَـرُومُ الـحـقـيقةَ وَالباقياتْ! سـوى الـحقِّ يخلدُ رغمَ البُغاةْ أزيـحـوا الـلِّثامَ وَكونوا حُماةْ عـلـى رغـمِ كلِّ عِداءِ العُداةْ وَرغـمَ الـبـعادِ وَرغمَ الشَّتاتْ فـإنَّ الـحـيـاةَ كَـعُمرِ النَّباتْ مـنـهُ حـيـاةُ الهوى وَالشَّتاتْ وَإنِّـيَ أرضـى بـمـا هوَ آتْ وَلـنْ أنـكثَ العهدَ طولَ الحياةْ وَلـنْ أَسْـتَـلِـذَّ بِكِسْرِ الفتاتْ حـفـيظي وكيلي لدى النَّائباتْ سـلاحـي قُرَاني وَزادي التُّقاةْ وَإنْ طـالَ دهراً تمادى العُصاةْ أعـالـجُ جـرحي بصبرِ الأناةْ أوانُ الـفِـعـالِ أتـى يا كُماةْ أطـيـعـوا إلـهي وَكونوا هُداةْ فـإنَّ الـرَّوابـي سـتغدو فَلاةْ! وَتُـمـسـي الـحياةُ يَبَاباً مَواتْ دلـيـلُ الـتَّـقدُّمِ، طَوقُ النَّجاةْ بـثـوبِ فـضـائلنا السَّامياتْ وَلـيـسَ السَّنا مثلَ وحلِ الطُّغاةْ وَتـحـكـمُ بالعدلِ وَالصَّالحاتْ بـعـدلٍ وَحـقٍّ كطهرِ الصَّلاةْ إليَّ – وَربِّي[2] – مِنَ المكرُماتْ لِـيُـهـزَمَ عُـزَّى وَيُهدَمَ لاتْ بـديـنـي مضينا جميعاً ثُباتْ وَما أروعَ النَّهْلَ مِنْ ذي العِظاتْ! وَديـنـي يـنـادي أسوداً دُعاةْ وَلـو كـنتُ وحدي وَكنتُ فتاةْ! | انفلاتْ
الوزن: بحر المتقارب.
[1] الازدهاء: الهمزة همزة وصل أساساً، ولكنها هنا همزة قطع لضرورة الوزن، وهذا جائز شِعريّاً.
[2] وربي: قسم.
*عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية