لماذا أنا وهو لا؟
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
بـرغـم أذاكَ أنـا فـيكَ صبُّ
ويـسـعى على ضلعِ نارِ الهمومِ
تـشـدُّ خـطـاه سنينُ الحصارِ
وتـخـفقُ عطشى رؤاه اشتعالاً
ومـا بي نزيفٌ حَوى لوْنَ موتي
فـفـيـكَ احترقتُ بثوبِ الغيابِ
وذبـتُ اشـتـهاءً ونارُ العروقِ
فـيا أنتَ يا رقصَ هذي السطورِ
يـلمُّ صدى صرخةٍ في الضلوعِ
فـخـذنـي إلـيك وفكَّ الجنونَ
فـلـيـس سـوانا هنا عاشقانِ
فـكـيـف بروحيَ أُخفي غراماً
ويـغـلبُ شوقي صراعَ العروقِ
فـما كنتُ أعرفُ معنى الجنوحِ
فـعـشْـتُ الـعناءَ وبي برّحتْ
وضـقـتُ بنفسي وسخرِ الحياةِ
وجـئـتُ لوادي المماتِ احتساباً
وعـشـتُ تـخلّفَ كلِّ العصورِ
وقـاتـل روحَ الـحـضارة ليلٌ
أنـا روحُ أنـثـى أباحوا شذاها
ضـحـيـةَ كـلّ زمانِ وضيعٍ
إلـيـك أنـا جئت درب الزمان
مـنـحـتـك أحلى فنون الحنان
أنـا غـمـرة مـن وداد مضاع
ونـهـدٌ تـكـوَّرَ خلفَ القميصِ
أنـا روح أنـثى وطهر الشموس
لـقـد مـزقـتني ظبى العاديات
ولـمـا أبـوح بما في الضمير
حـرام أنـا اعـشـق المغريات
وصـوتـي إذا صحت لي عورةً
وكـلّـيَ عـيـبٌ وهم يغرقون
أنـا كـومة من غريب العيوب
لـهـم قـد أبـاحوا بما يشتهون
أنـا مـثلكم في شعوري وطبعي
أنـا مـرأة سـيـدي المستشار
وضلعي رهيف كرجفِ الغصون
أعـاني اضطهادي بكل العصور
أنـا صـيـحـة أطـفأت نارها
أعـيش كبعضِ الدُّمى المهملاتِ
نسيتُ رؤى صوتِ قلبي وصوتي
أنـا مـثـلكم مثلُ باقي القلوب
أنـا مـثـلـكم يا طغاة الزمان
وأرْجَـمُ فـي ألـفِ ألفِ حصاةٍ
وتـحـمي العشيرةُ رأسَ الجناةِ
لـمـاذا أنـا يـا صهيلَ الرجالِ
لـمـاذا تـبـوحُ بـما تستطيعُ
أقـيلوا فمي عن مهاوي السقوطِ
أعـيـروا لنا بعضَ حقٍّ سليبٍ
كـفـانـا نـسـامُ وراء الخدورِ
فـيـا مَنْ هضمْتُمْ حقوقَ النساءِوقـلـبي بجرحي لوصلكَ يحْبو
كـطـفـل قلاهُ على الجوعِ رَبُّ
ويـحـصدُ روحَ المباهج كَرْبُ
ويـدْمـى بـوقتِ الترحّلِ نخْبُ
وضـاعـفَ حبي لوَعدِكَ ريْبُ
وفـيـك اشتعلتُ وجرحيَ ندْبُ
تـلـظَّـتْ وخطّتْ شهيقيَ كُتبُ
أتـوقُ وشـعْـري لِحبكَ كَسْبُ
وشـدَّ انـتـهائي فصمتيَ عُجبُ
ودونـكَ شرْعي فصدريَ رحْبُ
ولـيـسَ بـروحِ المحبَّةِ عـيْبُ
تـضـرّى ونارُ التلهّفِ غَـيْبُ
ويـفضحُ عيني من الوجدِ ذَوْبُ
إلـى أنْ حَـبـبْتُ فأزهرَ جُدْبُ
هـمـومٌ ولـذعُ الـصبابةِ نهْبُ
وأُوهِنَ منّي على اليأسِ صُلـْبُ
وفـوقـي غـيومُ المواجعِ سكْبُ
ومـزّق لـيـنَ الـتدلـّلِ رعبُ
وصـانـعَ وهـمَ الخرافةِ شَعْبُ
سـأبـقى بضعفي أعاني وأكبو
كـثـيـرِ الـسوابقِ فيها يَخُبُّ
إلـى مـهـد قـلبك دربي يهبُّ
وأطـيـب طـيب بجيدي أصبُّ
وجـسـم يـعـاني رقيقا يشبُّ
وعـنـدَ الـمـآزرِ أينعَ خِصْبُ
أشـم الـرجـولـة أنّـى تدُبُّ
وعـرف الـعـشـيرة لما أحب
ومـا قـد يوسوس عندي ويربو
وصـوتـي حرام وضحكيَ ذنبُ
فـتعلن عندي على الروح حربُ
بـحـان الـليالي ويسكرُ شَرْبُ
وقـومي على صوت موتي تشبُّ
وبـيـنـا يـضاجع جلدي سلبُ
أحـس وأشـقـى وجوفي قلبُ
تـرفـق بـها إن عودي رطبُ
خـفـيُّ الـمـلاحةِ ريقيَ عذبُ
ويـحـيـا بروحي ونفسي جبُّ
سـنـيـن التناسي فزُلزِلَ درْبُ
ويـغـمـرُ روحَ التعفِّفِ ثلبُ
فـضـاعَ اتـزانـي وضُيِّعَ لبُّ
هـوايَ عـنيفٌ وشوقيَ صعْبُ
لـمـاذا إذا جـئت شيئا أسَبُّ ؟
ويـبـقـى الـمسيءُ ذنوبا يعبُّ
وتـؤوي لـهـا مَنْ بها يستتبُّ
أصـارعُ وحـدي وعنّي أذبُّ ؟
وتلجمُ ثغري عن البوحِ حُجْبُ ؟
ولا تـجـنـحوا إنّ ظلميَ نكبُ
كـفـانـا دمـوعاً علينا نصبُّ
وفـيـنـا تـألـهَ غـولٌ وذئبُ
لـقـد صـاغَ هذي المبادئَ ربُّ