أسف على فلسفة الجهاد
عمر أبو عبد النور الجزائري
[email protected]
الى الذين شوّهوا الاسلام بالجهل والاوهام ،حيث حجبوا سماحته بالدماء والاشلاء، تصديقا لافتراءات الاعداء، وميَّعوا الجهاد الذي اراده الله ان يكون رحمة للعباد، يٌحمى به الحق، ويُقام به العدل ويُحرر به المستعبد، وينصر به المستضعف.
قـد نـقـصدُ النُصح لكنْ لا يُحالفنا
قـد نـقـصدُ الحقّ لكن حين نجهلُه
قـد نقصدُ النَّصرَ دون الحسم في عِللٍ
الـحـقُّ كـالـنور فالأحداق تدركهُ
فـأوَّل الـنَّصر انْ تُعلى الحقيقةُ في
وأوَّلُ الـطُّـهْـرِ إخـلاصٌ نبوء به
يـا نـاصـر الدين بالأشلاء من عمَهٍ
كـيـدُ الأعـادي رمى غِرًّا يريد يدا
قـد ولَّـد الـضرَّ للمنصور من شُبهٍ
كـم شـامـتٍ يطعن الإسلام معتمدا
كم ضاع في الدَّرب من نفس ومن أملٍ
كـم لاذ بـالـكفر مرعوبٌٌ ومنذعرٌ
كـم حـقَّـق الكفرُ من نَّصر يتيه به
قـد خـطَّـط الـكـفر ما بتنا ننفِّذهُ
هـل بالمذابح يُرعى الشَّرعُ يا اسفي؟
* * *
يـا عـابـثـا بهدى الإسلام مرتكبا
آذيـت جـمًّـا وباسم الدين من خطلٍ
بـل قـد أفـاد عـدوًّا مـاكرا حنِقا
فـكـم تـلاشـت رُؤى حقٍّ لمظلمةٍ
قـد ولَّـد الـجهلُ بالإسلام من يدِكمْ
قـد عـزَّز الكفرَ فارتدَّ الضعافُ فكم
قـد أهـدر الـمالَ والأرواح في بددٍ
ان الـجـهـاد الـذي جاء الكتابُ به
يرعى الضَّعيف يُنجِّي العبد من عَنتٍ
الـحـقُّ رايـتـه، والـرِّفـق آيته
ان الـجـهـاد الـذي صالَ النبي به
حَـنـا عـلى القوم حتى حلَّ عقدتَهمْ
كـم حـاقـدٍ شـانئ ٍارضاه مسلككمْ
نـفس البريء كبيت الله ، كم هَدمتْ
ديـن الـسَّـماحة دينُ العدل مُرتكَسٌ
إنَّ الـشـريـعـة يا شؤم الهدى أملٌ
إنَّ الـشـريـعـة عـدلُ الله رحمتُه
عـدالـةُ الله روحُ الـكون قد جعلت
عـدالـة الله روح الـشَّـرعِ لُحمتُه
* * *
يـا مـن تـجاهد نصراً للهدى فرضاً
دربُ الـفـظـاظـةِ تعتيمٌ وزعزعةٌ
شـكـلُ الـبشاعة لا يدعو الى نظرٍ
بـالـرِّفقِ والعدلِ والإحسان في أدبٍ
مـا أوجبَ الله فرْضَ الحقِّ في صَلفٍ
ازعْ بـحـبٍّ بـذور الـحقِّ منتظرا
ازرع بـصـبرٍ بلا خوفٍ ولا عجلٍ
لا تـكـتـم الـحـقَّ لا تظلم به أبدا
دافـع بـعـدلٍ بـلا حـقدٍ ولا نزَقٍ
الـعـلـمُ والـسَّعي والإحسان قوَّتنافـهـمٌ صـحـيحٌ فيُذكي نُصحُنا فِتناَ
يَـستوحشُ القلبُ في جُبِّ الهوى زمَناَ
فـيـنـزلُ الخذلُ من تلك العيوب بناَ
اذا تـجـلَّـى ومـا هـدَّ العمى عيُناَ
قـلـبٍ يـطـهَّـرُ، لا نُبقي به درَناَ
صِـدقـا وحُـبًّـا وإيـمـانا لخالقنا
فـنـصـرك الفظ ُّقد أضحى له كفَناَ
مـن قـوَّة النَّصر فاستدعى به حزَنا
طـالـت حـقـائقه بل قد غدا عفَناَ
عـلـى رزايـا بسوء الفهم تعصرُنا
فـالـقـتـلُ والجورُ والآفات تنهشُنا
مـن صولة الفتك باسم الدِّين واحزنا
فـي أنـفـسٍ يئست عانت على يدنا
فـي لـيـل غـفـلتنا هدَّ الأمانَ بِنَا
هـل بـالمظالم ربُّ الناس ينصرُنا ؟
* * *
حـمـقـا يُـنـيخُ بأهوال على غدنا
فـمـا افـاد الأذى ديـنـا ولا وطنا
يـغـذوه فـكرٌ يبيحُ الشُّرْب من دمنا
وكـم تـوَّلـت بـإيـذاء فـضائلُنا
فـي صـلـب أمَّتنا فسقا طغى وخنا
مـن مـسـلم بالأذى الى العدى ركَنا
أزرى بـامـتـنـا قـد زادها وَهَنَا
يـحـمـي الوجود ولا يُذكي به فِتناَ
يُـزجـي له في الشَّقا شرع الهنا سُفنا
يـرعـى الكتاب لصدِّ الكفرِ والسُّنناَ
أسـدى الـى النَّاس في كلِّ الدُّنا مِنناَ
وانـحلَّ في النَّفس ما قد كان مُختزنا
بـالـفـتك والهتك والإرهاب يشتُمناَ
يـد الـجـهـالـة مـن بيت بأمَّتنا
قـد صـار بالزَّيغ في التَّكفير مُرتهنا
لـلـخـلـق يملؤ أرجاء الوجود هَناَ
فـي الأرض ما خالفت في ملكه سُننا
كـواكـبَ الـكونِ رغم السَّير متَّزنهْ
تهدي الى النَّاس في هذا الورى سَكَناَ
* * *
اجـعلْ جهادكَ في نصرِ الهدى حسناَ
لـلـحـقِّ مـن كُرَبٍ قد هيَّجتْ سَنَنَا
والـخـيلُ إن جَفلَتْ قد تقطعُ الرَّصَناَ
تُـهـدى الـنُّفوسُ ويزداد الهداةُ سَناَ
بـالـعـدلِ نـنـصره والله ينصرُنا
فـالبذر يمكث في جوف الثرى زمنا
الله يـنـبـتـه ، ربُّ الـورى معنا
ولـو تـجشَّمت في درب الهدى مِحنا
لا يـطـغـيـنَّكَ من بالحقد قد حُقِنَ
الـحـقُّ والـعـدلُ والأخلاق منهجُناَ