قالت: سأرحل

قدري شوقت محمد الراعي

[email protected]

(1)

قالت : سأرحل يا حبيبي

إني قد سأمتك والحياة

تعيشُ العمرَ أوهاماً

وتهـــــــــــــــديني

كتاباتٍ من الشعر

وأوزاناً مقفاة..!

تعيش العمرَ أغنيةً

تناجيني

فلا أدري أفي نجواك مدفأتي

ومكحلتي

ولحني

حين القلبُ ينشده ويهواه..؟!

(2)

كتبتَ الشعرَ في الأوطان والأحلام والأحزانْ

رسمتَ الحبَ بالأقمار والأجرام والخُلجانْ

أجدتَ العزفَ أغنيةً وإنشاداً وألحان

فما بالي علي بابي

أراك ترسمني علي مَهَلٍ

علي بطءٍ

فقدتَ الاسمَ والمفتاحَ والعنوانْ

تسافر في المجهول أزماناً

وتتركني لأشجاني

وتنسي أنني وطنٌ

يتوق إلي الإعمار والقانون والقبطانْ

وتنسي أنني يمٌ

يصدُ الموجُ عن صدري

نداءَ الرغبة الثكلي

ودعوةً لاحت علي شطي من القرصانْ

وتنسي أنني شعبٌ

يحبُ السيرَ منضبطاً علي عرفٍ

من الأحكام والدستور والإذعانْ

وحين تأتيني

تسافر في شراييني

تغازلني

تقول بأنني قمرٌ

وأن القلبَ منتظرٌ

لهذا الوصل مُذ غاب

فأعجب منك

تقتلني

وتحييني

فأنسي فيك مظلمتي

وأنسي منك هجراني

وأنسي منك ما كانْ

(2)

وحين يغيبُ الوصلُ عن قلبي

تموج النفسُ بالأفكار

تسألني

لماذا الهجر في الأوطان مكتوب ؟!

لماذا العيد في التقويم مشطوب ؟!

لماذا البدر أرقبه ولا يأتي..؟!

أكل الناس يأتيها..؟!

وقلبي وحده وَجِلٌ

بالنار يصلي ومشبوب

(4)

يا أيها الرجل المسافر في شراييني

أنا لستُ الدمية الحمقاءَ

ترفعني

ثم ترميني

أنا لستُ الزهرة البلهاءَ

ترحمني

وتسقيني

أنا لست جارية بسقف الليل

ترمقني

وتشرييني

أنا لستُ معني بحرف الشعر مدثراً

تعابثني

تناجيني

أتزعم أن العزف منفرداً علي نايٍ

يمجدني

يخلدني ..؟!

وربة الشعر المقفي تكمن في مجافاتي

وتشرق حين إقصائي وهجراني..؟!

إني أحبك يا سيد العمر الوقور

وقد نقشت الحبَ أقفالاً علي قلبي

وأحرازاً بوجداني

لكن سأرحل لن أعود

إلي الذي

يسكب الحرمان في صدري

علي أرضي

في أحاييني

يسكن في القصيد ولا يبالي

ربة الأشعار والألحانِ