رقصُ الجلنار
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
كـنـتِ احتراق دمي في ساعة الألمِ
أسـتـلّ مـن وجـعي أصداء قافيتي
أنـا شـعـورٌ ومـا سطّرت من نغمٍ
ثـمـالة الحزن روحي فيه قد سكرت
تـدفـّئـي فـالتماعاتي غدت حُرقي
وكـنـتِ لـي وطـنا يحتل ذاكرتي
أسـرجـتُ روحي شموعا في محابره
وكـنـتِ أنت ارتهان البوح في لُجج
وكـنـت لـونـا حوى أسرار قافيتي
وكـنـتِ حـبـا أناجي بوح همسته
وكـنـتِ نـزفـا بـشـرياني أخبؤه
قـد جـئت موجا بصحرائي يفتـِّقها
مـنك احترقتُ وعانقت اللظى عطشاً
يـا أنـت إنـي أنـا يغتالني شظفي
تـوسّـدي ضـرمـي قد تدركين أنا
كـونـي سـمائي ودوري عند نافذتي
أنـا بـقـايـا زمان الموت يا وطني
عـمـري حـروب أبيحت كلها مدني
مـنك احترقت وعانقت اللظى عطشاً
ومـا أزال هـنـا الأسلاك تحضنني
كـنّـا الـمـقـابـرَ والذؤبان تتبعنا
أحـتـاجـك امـرأة أشكوك معضلتي
أنـا رسـمـتك في وجهي وخارطتي
كـونـي قـميصي بلا ذنبٍ يؤانسني
تـنـمـو الـقصائد في كفيك أسورة
أشـكـوك مابي جراحي أينعت حرقا
وأنـت صـمـتٌ وحزني قد تآكلني
أنـا بـلادي رؤى عـيـنيك يعشقها
قـومـي ارسميني مسلاتٍ على طبقٍ
أنـثـى أرانـي بـها أحتاجها مطرا
أريـدك الـصـحو أقرا فيك أزمنتي
أنـثـى بـروحي بها شطآن أوديتي
بـغـدادُ قـولـي متى والحلمُ أنطره
يـا أنـت يـا وجع التاريخ تسكنني
أريـدك الـحب كي أروي به ظمأي
كـونـي نـخيلي فإنّ الموتَ أخرسهاوكـنـتِ نزف حروفٍ صاغها قلمي
وتـشـتـكي غصتي بي ثورة الوهمِ
إلا وكـنـتُ اشـتـعـالاً ناره كلمي
وأنـتِ سـكـر الندى في رجفة البلم
وعـنـد ضـلعي نمت قارورة الندمِ
وكنت صوتي يذيعُ الصوتَ في نغمي
وفوق ضلعي خططتُ الحرف فابتسمي
صـيـرتـهـا مركبا في نورك العرمِ
وكـنـتِ مـمّا أعاني صرخة الضّرمِ
ومـنـه ألـفُ سؤال صاغ لي حكمي
منه اكتويت وكنتِ الومض في سُدمي
أحـيـا مـواتَ دمي في لحظة الورمِ
عـلّـي أراك بـه فـي لـمحة الحلمِ
أحتاجك الريح في صمتي وفي عدمي
مـابـي وإنـي أنا ضيعت لي قدمي
دمـي غـبار الأسى ،يا، لملمي رُقمي
كـنـتُ الـشظايا فكوني النهر للكرمِ
ومـا أزال تـثـير الموت حول دمي
عـلـي أراك بـه فـي لـمحة الحلم
بـهـا ارتميت شهيدا مذ هوَتْ أكمي
وتـقـتـفـي أثـري خـلفي ولم تنمِ
لأسـتـريـح وقـلبي منك جدّ ظمي
كـونـي على هُدُبي لو أطبقت علمي
وهُـدْهُـدي في مسار الدرب والظُّلمِ
ومـا أزال أنـا أهـواك يـا صنمي
وأنـت نـارُ فـمٍ يروي حريقَ فمي
وأنـت مـن حكتِ في أوراقها برمي
جـوى الحروفِ بها في جمرها رممي
مـن الـجـنـون وناديني على تهمي
يـنـثُّ حـباً على قحطي على سقمي
وأسـتـظـل بـه فـي ساعة الوهمِ
مـنـها يراقص هدب العين لي كلمي
عـلـى ضفاف السنا ألقاك فاعتزمي؟
حـمّى هواكِ وآذى الروحَ بي وَصَمي
وكـي أرشّ طـريـق الـليل بالعنمِ
وَهَـدْهِـدي مـوجة النهرينِ واحتلمي