الوعد الآتي

زينب الخالدي

زينب الخالدي

أطلب من جلادي أن يعطيني شبه هوية

أن يعطيني قطعة أرض من بستاني هبة ً

لوحتى هدية ْ

أزرعها زيتوناً .. قمحاً

أرسم فيها خارطة لبلادي

أدفن فيها من أوهامي كل بقية ْ

أقتل فيها كل الأ حلا م الوردية

أطلب منه شربة َ ماءٍ .. من نهري

أن أغتسل بمطرسمائي من أدراني

أن اكتحل برمل بلادي

أن أنشق عبير الحب الصافي من صحرائي

أطلب منه هواءً ..أتنفسه دون عناء   

أطلب منه إذناً ببصق مرارتي والأحقاد

يضحك جلادي .. وبلهفة

يطلب مني نسيان الماضي والتارات

أن أمحو من قاموسي اسم بلادي

أن أغفرَ.. أن أعفوَ.. أن أتناسى  كل خلافِ

يطلب مني قلع جذوري .. وأد ضميري والآهاتِ

أطلب منه أوراقاً أغرس فيها حلم حياتي ..

آمالي ..أشعاري

بقاياكرامتي والأمجاد

أطلب منه عنباً أجعله خلاً كي أحفظ فيه ملف قضيتي ..كل كياني

أطلب منه ليموناً يقطفه من أشجاري من بيارتي من بستاني

ويعصره في عيني جمراً يخطف صوري 

يغتال بلحظة ْ كل بريق للألوان

أطلب منه سر حياتي ..تاريخ ٌ .. وطنٌ ..وهُوية ْ

أن أحتضن شمس بلادي

أن أغفوَ بين الأغصان

أن ألهوَعند الجيران

يرفض جلادي وبشدة   ... منطق قوة

ممنوعٌ .. ممنوعٌ ..حظرُ تجول

أستعطفه .. انظر ..انظر عندي قضية

يستهجن جلادي ويهزأ

ليس هناك أي قضية

لاوطنٌ .. لا أرضٌ .. لا حرية ْ ..

ولا حتى شِبه هُوية

أن تتسول تلك قضية

ننظر فيها .. قد نعطيك بعد العطف

مِسخَ هوية

مرحى ..مرحى لك جلادي

قد فزت في الوقت الحالي

خذ هاك صك استعبادي

لكن احذر ... لا تتعجل

فسيجرفك الوعد الآتي ..

وسيسحقك بغير أناة