نعي القذافي إليه
منى الساحلي
هوّن عليكَ قليلَ الجَورِ و الكِبَرِ
دنا الحسابُ فلا منجى من القدرِ
نذيرُكَ الآن قد بانتْ بشائـرُهُ
إنْ كان أغـنى ظلوماً بيّنُ النُّذرِ
إليكَ أنعاكَ فارقبْ في الورى أجلاً
قد صار منكَ على مرمى من البصرِ
فابغِ النّجاة إذا أبصرتَ مسلكَها
هيهات أجداكَ ما هيّأتَ منْ حذرِ
قد ضاع سعيُكَ في زوجٍ، وفي ولدٍ
وخاب فألُكَ في رهْطٍ وفي نَفَرِ
فالكلُّ ساعٍ كما شاءتْ غوايتُهُ
ولا يرى فيكَ إلاّ عثرةَ الحجرِ
هذا هشيمكَ في كفّيكَ خيبتُهُ
فاقبضْ حصادكَ من غدْرٍ ومنْ كَدَرِ
واخرج بسوئك مذموماً ومنتبذاً
يحيطك اللّعنُ أنّى سرتَ بالأ ثَرِ
وانفذْ بجلدِكَ لا نُعِّمتَ صحبَتَهُ،
واذهب فأنتَ طليقُ الرّكضِ والعَثَرِ!
جهلتَ لمّا ظننتَ القومَ قد خُدعوا
وقد أطلتَ سوام الذّلِّ والصّغرِ
فلم يزلْ في بني المختارِ منْ أنفتْ
فيه الأرومةُ أنْ تعنو لمحتقَرِ
ذكرى سنينٍ عجافٍ كلّ ما بقيتْ
من شؤم عهدك.. عهد السّوء والبطر
تظلّ سيرتك النكراءُ باقيةً
للّعن ما ذرّ من نجمٍ ومن قمرِ
وما بدتْ في سماءٍ شمسُ منتقمٍ
تُصليكَ غضبةُ باريها لظى الشّرر
هيّئْ قصاصك يا مظلومُ قد أزفتْ
- من بعد طول ارتقابٍ- ساعةُ الظّفَرِ
وأنتمُ، أيّها الأذنابُ، فادّرِكوا
مِنْ قبلِ أخْذٍ بلا منٍّ ولا أَسَرِ
نصحتكم إن أفاد النصحُ مستمعاً
وكَمْ لكمْ في مصابِ القومِ منْ عِبَر
دنا الحسابُ وللمظلوم غضبتُه
فهل ترون لكم منجى من الخطر؟!
رأسُ الفساد لدى الجارينِ * قد قُطعتْ
وإنّكمْ يا ذيولَ الشّرّ بالأثرِ
لكنّها غضبةُ الأجيال في دمنا
تأبى سوى كفِّنا تمتدُّ للثّأَرِ
قد أوشك الفجرُ أنْ تبدو طلائعُهُ
بصادقِ الفعلِ لا بالكاذبِ الخبرِ!