الرئيسُ السِّحْرِيُّ

المعتصم بالله الشامي

المعتصم بالله الشامي

اظهرْ علينا أيُّها الرَّجُلُ الخفيُّ...

عليك يا هذا الأمانْ

فشبابُنا قد كفَّنُوا آلامَهمْ

وتبادلوا أدوارهمْ

واستعبدوا أسيادهمْ

وتمردوا من لحظتينِ على الختانْ

ونساؤُنا قد خضَّبتْ حُلْوَ الزَّغاريدِ...

التي ملأتْ سلالَ الياسمينْ

أطفالُنا قطعوا لسانَ الصَّمتِ...

من ثغر الجنينْ

دفنوا الخنوعَ بقلب تابوت من النسيانِ...

ثم رموه وسطَ مياهِ بحرِ المستحيلْ

ها أنتَ تقبعُ خلفَ شاشتكَ الصَّغيرةِ...

ترقبُ الأخبارَ علَّ مُنَافِقَاً يشفي الغليلْ

بخمودِ بركانٍ من الوزن الثقيلْ

فإذا انتهى ذاك المنافقُ من بكاء النائحةْ

يتلو على قبر القتيلِ الفاتحةْ

قلَّبْتَ طرفَكَ من قناةٍ مغرضةْ

تبغي الصوابَ إلى قناة مغرضةْ

فرأيتَ نيراناً تزمجرُ في الشَّوارعِ غاضبةْ

لا شيءَ يسكتُ رعدَها حتى الرَّصاصْ

لا شيءَ يطفئ حرَّها حتَّى القِصَاصْ

فتصيحُ من بردِ المصيبة: دثروني دثروني

أبعدوا هذي المشاهدَ عن عيوني

واتركوني في جنوني

أحتسي كأسَ المنونِ