حوار مع ميت
06آب2011
د. سعيد أحمد الرواجفه
د. سعيد أحمد الرواجفه
الْـمَـوتُ أَقَـبْلَ مِنْ فُتُوقِ مَجعَّدِ الْـكُـلُّ يَـلْهَثُ فِي الْحُطَامِ مُكَبَّلاً طَـعْـمُ الْـمَنَايَا فِي الْحَنَايَا مُبْهَمٌ يَـا رَبُّ عَـبْـدُكَ قَدْ دَنا مِنْ قَبْرِهِ هَـذَا مِـلاكُ الْـمَوْتِ لَمْلَمَ شَكْلَهُ فِي الْوَجْهِ ذِي اللَّوْنَيْنِ عَيْنٌ عٌوِّرَتْ أَطْـرَافُـهُ كُـثْـرٌ فَـلَمْ أَعْدُدْ لها فِـي كُـلِّ إصْـبَعِ مِدْيَةٌ قَدْ عُلِّقَتْ هَـلْ أَنْـتَ يَا هَذَا ذَوِينَا الْمُبْتَغَى وَبـدَا يُـلَـمْلِمُ مُهْجَتِي وَحَشَاشَتِي قَـدَمَـايَ تَـبْـرُدُ مُستَقِيلٌ حِسُّهَا وَشُعَاعُ نَفْسِي فِي الصِّفَاقِ وَفِي الْ فَـتَـتَلْتَلتْ أَنْوَارُ رُوحِي وَدُوِّرِتْ وَالـرَّغْرَغَاتُ تَكَدَسَتْ فِي مِنْحَرِي وَرَأيْـتُ ذَاتِـي قَدْ تَحَرَّرَ سِجْنُهَا وَرَأَيْـتُ جِـسْمِي قَدْ تَحَوَّلَ جُثَّةً فَـتَـكَـاثَـرَ النُّوَّاحُ حَوْلِي فُجْأَةً وَبَـدَأْتُ أَسْـمَعُ مِنْ قَرِيضٍ مَادِحٍ كَـثُـرَ الـثَّـنَـا وَتَعَدَّدَتْ أَشْكَالُهُ وَضَـعُوا لِجِسْمِي فَوقَ لَوْحٍ أَحْدَبٍ صَـلُّـوا فَـلَمْ يَرْكَعْ بِهَا أَحَدٌ وَلَمْ وَتَـعَـاقَـبَ الْخُطَبَاءُ هَذَا وَاعِظٌ لَـوْ كُـنْتُ أَنْطِقُ حِينَهَا لَوَعَظْتُهُمْ وَتَـنَـازَعَ الْـعُبََّادُ حَمْلَ جَنَازَتِي عِـنْـدَ الْـمِـقَابِرِ وَالْحَقَائِقُ نُوَّمُ عِـنْدَ الْمَقَابِرِ حَيْثُ صَمْتٌ نَاطِقٌ هَـذِي إلأمَاكِنَ قَدْ عَفَتْ أَضْرَابُهَا بَـلَـعَ الْـخَلائِقَ والْحَيَاةَ وَكُلَّ مَا فِـي ذي الْمَقَابِرِ أَلْحَدُوا قَبرْيِ أنَا وَضَـعُوا الْجَنَازَةَ قُرْبَ قَبْرٍ مُلْحَدٍ وبَـدَا يُـلَـقِّـنُ مَـيِّـتاً كَلِمَاتِهِ أُدْخِـلْـتُ فِي رَحِمٍ حَنُونٍ لا يُرَى هَـالُوا التُّرَابَ وَأسْرَعُوا خَطَوَاتِهِمْ ذَهَـبُوا جَمِيعاً خَائِفِينَ مِنْ الرَّدَى وَتَـنَـازَعَ الْـمَلَكَانِ كَوْنِي بَيْنَهُمْ مَـا كُـنْـتَ يَا هَذَا تُصَلِّي دَائِماً هَـذَا كِـتَـابُـكَ فَاجْتَرِئْ لِقِرَاءَةٍ فَـرَفَـعْـتُ مِنْ وَجَلِي بَنَاناً أَيْمَناً قَـدْ كُـنْـتُ أَعْلَمُ أَنًّ رَبِّي وَاحِدٌ وَالـظَّـنُّ بِاللهِ كَـرِيِـمُ جَـنَابِهِ فََـرَأيْتُ نَفْسِي فِي الْفَضَاءِ مُصَعَّداً وَدَخَـلـتُ قَصْراً فِي الْفَرَاغِ مُعَلّقاً مُـتَـحَـمِّـراً مُـتَخَضِّراً مُتَلَوِّناً فِـيـهِ الـضِّـيَاءُ تَعَدَدَّتْ أْشْكَالُهَا وَتَـكَشَّفَتْ حُجُبٌ لِذِي وَاقْشَوْشَعَتْ وَبَـدَا هُـنَـالِكَ بَرْزَخٌ لا مُنْتَهِي وَتَـجَـمَّعَتْ فِيهِ الأنَامُ فَذَا الضِّيَاءُ كُـلٌ تُـشَـاهِدُ رُوحُهُ مَا أسْفَلَتْ مَـا كَـانَتِ الصَّلَوَاتُ غَيْرَ وَسِيَلةٍ لـتِـحَمُّلِ الأنْوَارَ مِنْ ذَاتِ العَلِي نَـامُـوسُ خَـلْقٍ وُفِّقتْ أَسْرَارُهُ | لا فَـرْقَ بَـيْـنَ مُـوَسَّدٍ وَالْمَوْتُ يَرْقُبُ مِنْ ثُقُوبِ الْمِرْصَدِ الْـحَـتْفُ يَأتِي رَغْمَ أَنْفِ السُّؤْدُدِ يَحْثُو الْخُطَى رُحْمَاكَ إِنْ لَمْ يَزْهَدِ نِـصْـفَ الْبَيَاضِ لِنِصّفِهِ الْمُتَسَوِّدِ فِـي بُؤْيُؤءِ الأُخْرَى لَهِيبُ الْمَوْقِدِ أَخّـمَـاصُـهُ آلآفُ لـمَّـا تُعْدَدِ وَتَـسَدَّدَتْ غُزْرٌ كَعَصْفِ الْمَحْصَدِ هَـلْ أَنْـتَ فِـي رَوَعٍ عَمٍ مَتَعَنْقِدِ بَـيْـنَ أَصْبَعَيْنِ وَثَالِثٍ فِي مِكْبَدِي وَكَـذَا الأنَـامِلُ وَالْمَرَافِقُ وَالثَّدِي قَـفَـا مُتَنَسِّلٌ مُتَلفْلِفٌ فِي الصُّعَدِ فَـشَخٌصْتُ أنْظُرُ فِي دِمَاغِي فَرقْدِ مُـتَـحَـشْرِجٌ أُوَّارُهَا المُسْتَنْجِدِ أُطْـوَى بِـكَـفِّهِ مثْلَ ضُوءٍ مُبْعَدِ كُـلٌّ يـقـولُ فَـنَـى فَلَمَّا أُرْدَدِ وَدُمُـوعُ ذَاكَ الـصَّاِرخِ الْمُتَوَجِّدِ لـلـهِ دَرُّهُ مِـنْ طَـبِـيبٍ أَمْجَدِ لا يَـنْـفَـعُ الإطْـرَاءُ مَهْمَا يُفْرَدِ بَـعْـدَ الْغَسِيلِ وَبَعْدَ لَفِّ الْمُنْضَدِ يُـذْكَـرْ بِـهَـا إسْمِي وَلَمَّا يُسْجَدَ أَوْ ذَاكَ أسْـهَبَ فِي الزُّغَا الْمُتَوَعِّدِ "هَـذي مَـخَاوِفُكُمْ تُؤَرِّقُ مِنْ غَدِ" كُـلٌّ يٌـرِيـدُ ثَوَابَ رَبِّ الْمَشْهدِ ولَـسِـانُ حَالِ لُحُودِهِمْ لَمْ يُصْدَدِ وَالْـبَحْرُ يَبْتَلِعُ السُّكُونَ السرمدي فِـي بَـطْـنِ دَهْرٍ لَمْ يَزَلْ يَتَزَوَّدِ تُـعْـطِـيـهِ لَـمْ يَسْأَمْ وَلَمْ يَتَرَدَّدِ وَاللهُ يُـجْـزِلُ أَجْـرَ مَـا لِلْمُلْحِدِ قَـعَُـدُوا وَذَاكَ الـشَّيْخُ لا لَمْ يَقْعُدِ هَـلْ يَـنْـفَعُ التِّلْقِيِنُ مَنْ لَمْ يَعْدُدِ مُـتَـشَـكِّـيـاً عَدَداً وَلَمْ يَتَمرَّدِ قَـدْ كُنْتُ أسْمَعُ وَقْعَ مَشْيٍ صَرْبَدِ هَـلْ يَـرْهَبُ الأحْيَاءُ إلاَّ مَرْقِدِي مَـا كُـنْـتَ يَا هَذَا رَفِيقَ الْمَعْبَدِ كَـثُـرَتْ ذُنُـوبُكَ مِثْلَ بَحْرٍ مُزْبِدِ إنَّ الْـكِـتَـابَ مُـحَصَّنٌ لَمْ يُفْقَدِ اللهُ زَارِعُ ذِ الْـبَـنَـانَةَ فِي يَدِي هَـذَا الـنَّـجَاءُ وَذَا بَنَانِي شَاهِدي أبَـداً تَوَحَّدَ فِي الأْمُورِ وَمَقْصِدِي جَـنْـبِـي خَـيَالٌ لِلْمِلاَكِ الأَسْوَدِ أَحْـجَـارُهُ مِـنْ جَوْهَرٍ وَزُبُرْجُدَ مُـتَـجَـمِّـعاً فِيهِ بَرِيقُ الْعَسْجَدِ والْـعِـلْـمُ فِـيـهِ مَـنْبَعٌ لِلْوَافِدِ أسْـتَـارُهَـا وَتَقَلَّصَتْ لَمْ تَصْمُدِ فِـيـهِ الْـبِـدَايَةُ والنِّهَايَةُ والْهَدِي مَعَ الضَّبَابِ مَعَ الشَّهِيدِ مَعَ الدَّعِي لَـيْـسَ الْـمُـهِمُّ كََثِيرَ بَيْعِ الْعُبَّدِ فِـيـهَـا إكْـتِمَالُ النَّفْسِ لِلْمُتَوعِّدِ لا تُـوِهِجُ الأنْوَارُ فِي شَيءٍ صَدِي فِـي تَـانِكَ الدُّنْيَا وفِي ذَا الْمَوْعِدِ | وَمّسَهَّدِ