بين الأمس واليوم
بين الأمس واليوم
زينب الخالدي
كاتبة وشاعرة أردنية
الأمس ياعربُ صباح
صباح الأمس ياعربُ ... صباح ملؤه العتـبُ
صباحٌ شمسه خجلى ... وليلٌ طال واستعصى
صباحٌ مجده ولى ... وأهوالٌ به تترى
صباحٌ كله أسفُ ...على ماض ٍ أضعناه
تغنينا به دهراً .... وآتٍ قد نسيناه
أيا من كنتمُ للمجد نبراساً وعنوانا
فأصبحتم من بعد عزٍ للطاغوت أعوانا
أيا من كنتمُ للكون شموساً غير آفلة
فبات الذئب ينهشكم آحاداً وقطعانا
أيا من كنتمُ قبل اليوم إخواناً وخلانا
تفرقتم ..تشرذمتم ..تباغضتم
فصار العود عيدانا
أيا من كنتمُ في حومة الوغى آساداً وفرسانا
و للورى فيما مضى سلاطين َ وأسيادا
فأين الآن مجدكمُ؟!
وأين الآن عزكمُ؟!
فوا أسفي على أهلي على وطني
على من كانوا بالأمس ِ
في ظلمة الليل للحضارة
أنجماً زهراً وربَّانا
لكم شجني ..لكم حزني ..
لكم ألمي ..بكم أملي
ياعاذلي في هوى الأوطان والأحباب والأهل ِ
لاتلم حرفي إن تفجرإعصاراً أو ثار بركانا
ففي الجوى جرح نازف
وفي القلب أوجاع
قد أوقدت في الحشا نارا
أبناء يعرب ماذا أصابكمُ
حتى تفرقتمُ شيعاً وأحزابا
تناسيتم هوى الأوطان
وهوى النفس قد طغى، وقد زاد ا
قد حدتم عن درب وحدتكم
فأضعتم الدرب
فما نلتم إلا ذلاً وخسرانا
صباح اليوم / صباح الخير ياعرب
صباح اليوم ياعربُ
صباح كلـُّه حبُّ
صباح كلـُّه فخر
صباح عطره فـلُّ
صباح شوقه فاض
فأحيانا و أشجانا
صباح شمسه حبلى
بأحفاد لعدنانَ وقحطانا
ففي عراق العز مفخـرة
وفي فلسطينَ أسود الغاب ولبنان
يذيقون المتغطرس الباغي
كؤوس الذل ألوانا
بالأظفار بالأشعار
نصون العرض والدارا
إليكم يابني قومي أزف النصر تيجانا
و أهديكم إكليل غار حروف الضاد عرفانا
يامن ألقمتمُ إبليس نعالاً فوق قيمته
فظن النعل إهداءً وقربانا
يضاحكنا ..يمازحنا
وخلف البسمة الصفرا
كم يخفي غيلانا وحيتاناً وأضغانا
تأكلنا وتنهشنا ولا تبقي كائناًمناوإنساناً
خسئت من مدع ٍ للحق
سفاك للدم
و للعهد ستبقى غداراً و خوانا
فإن كنا تناءينا فلاشرق يباعدنا ولاغرب يفرقنا
ودين الله يجمعناعُجماً وعربانا
وكتاب الله نحفظه إنجيلاً وقرآنا
صباح الخير ياعرب صباح كله أمل
صباح القهوة الحلوة
صباح الأمة الحرة
صباح الزيت والزعتر
صباح العود والعنبر
صباح من الأعماق لا أحلى ولا أجمل
