وعدتَ يا شهرَ الفتحِ

شريف قاسم

[email protected]

أتـيـتَ  فارتعدَ الطاغوتُ iiمضطربا
يـداكَ يـارمـضـانَ الخيرِ iiضمَّدتا
هـلَّـتْ لـيـالـيـك أذكارا iiتجندُنا
وفـي  نـهـارِك مـيـدانٌ iiلرفعتِنا
فـفـي  الـمصاحفِ للأجيالِ iiتربيةٌ
مـن  رحـمـةٍ ، وإلى أفياءِ iiمكرمةٍ
نـسـائـمُ  الغيبِ تحيي ميْتَ أنفسِنا
والـذكـريـاتُ  وقد طابتْ iiتؤانسُنا
نـهـارُ  بـدرٍ ولـلأمـلاكِ iiجلجلةٌ
تـعـيـشُ  أيَّـامَها العظمى iiهُويتُنا
وهـجـمـةُ الـرِّدةِ النكراءِ iiأركسها
كـم  حـاولَ الشَّرُّ أن يجتثَّ iiدعوتَنا
فـفـرَّقَ  اللهُ شملَ الكفرِ iiوانتصرتْ
شـذاكَ يـارمـضـانَ الفتحِ iiأنعشنا
نـهـفو  إلى السَّحَرِ المشهودِ iiمحتفيا
يـروي  الظماءَ فلم يحرم يدًا iiرُفعتْ
قـلـوبُـنـا  غمرتْها بالمنى iiسحبٌ
خـيـر  الشهورِ نسجنا حبنا ، فصَبا
لـلـيـلةِ القدر حثَّ الروحَ iiموعدُها
*      ii *
وهـبـتُـكَ  العمرَ أستجديك iiفرحتَه
ولـحـتَ تملأُ وجهَ الأرضِ iiمرحمةً
الـظـالـمـون وكم للظلمِ من iiمهجٍ
والـمـجرمون  أباحوا حرمةً iiفشكتْ
والـمـفـسـدون  أشاعوها iiعلانيةً
وصـبـيـةٌ  حـكموا فانهار iiسامقُنا
وعـاث  مـنـهـم جُناةٌ في iiمآثرِها
فـغـامَ  فـي قبضة الباغين iiمبسمُها
والـهـمُّ  فـي النفسِ آذاها iiوأقعدَها
أغـنـوا مـرابـعَها من كلِّ iiمكتئبٍ
هُـمُ الـطـغـاةُ أبـاحوا خيرَ iiأمتنا
وحـاربـتْ  شرعةَ الرحمنِ iiخسَّتُهُم
كـم  فـاجـرٍ فـاغـرٍ فاهُ iiوطلعنُه
فـي عـالَمٍ جانبَ التقوى فما iiوجدتْ
والـنـاسُ  بين أهازيج الهوى iiزمرٌ
واسـتـأسـدَ الـوغدُ تحميه iiكتائبُهم
ونـخـبةُ  الدَّجّلِ الممقوتِ قد iiبرعوا
أضـرَّ  بـالأمـةِ الناسُ الذين iiرأوا
وفـاتـهـم أنَّ ربَّ الـعرشِ يمهلُهم
ولـن يـرى فـتـكَ أنيابٍ له iiبفتىً
مـصـارعُ الـظالمين المجرمين لها
*     ii*
يامَن هجرتم هدى الرحمنِ قد خسرت
ولـم تـفـوزوا بـدنـياكم iiبمكرمةٍ
حـاربـتُـمُ  اللهَ إذ غـرَّتـكمُ رتبٌ
ولـم  تـزل رحمةُ الباري iiبحوزتكم
فـتـوبـة  مـنـح المولى iiمثوبتَها
ويـفـرحُ اللهُ لـلـتَّـوَّابِ iiيـكرمُه
فـاغـنـمْ  لـيـاليَ بالقرآنِ iiتقرؤه
إنَّ الـرقـيَّ الـذي تـدعو iiمحافلُهم
وهـل تـفـيـدُ صـناعاتٌ iiمجنَّحةٌ
يـعـيـشُ  مـمتَهََنا ، يُفني iiسعادتَه
فـعـيـشـةٌ  بُليتْ أشطانُ iiسؤددها
لـهـفـي  على أمة الإسلامِ iiساومها
يـلـوكُ أيـامَها شدقُ الأسى iiويُرى
يـهـزُّها  اليومَ إيمانٌ ، وإن iiفُجِعتْ
وفـطـرةٌ بـسنا الإسلامِ ما iiانطفأتْ
لـولا  هـدى اللهِ مـااشتاقت لعزتها
إنَّ  الـهـوانَ الـذي نـاموا ببردتِه
لـن تـنـقـذَ الأمةَ الموهونَ جانبُها
ربِّ  اجـعـلَنْ رمضانَ الفتحِ iiفاتحةً




























































ولاذَ  بـالـمـكـرِ مذمومًا ومنسحبا
جـرحًـا  لأمـتِـنـا مازالَ منسكبا
لـلـسـعيِ  نحوَ سُمُوٍّ عانقَ iiالسحبا
بـه  دفـعـنـا الهوانَ المرَّ iiوالريبا
لاتـعـرفُ الـزيغَ والأهواءَ والكذبا
إلـى مـحـاريب أنسٍ شذوُها iiعَذُبا
وتـمـنـحُ  القلبَ من رقراقِها iiنسبا
وتـبـعـثُ العزمَ في الأحناءِ iiملتهبا
وفـتـحُ مـكَّـةَ وافـى القومَ منتَدَبا
فـتُـسقطُ  الزيفَ والزورَ الذي iiجُلبا
جـلالُ عـهـدِك إذ أفـنـيتَها iiحقبا
ويـجـعـلَ  الحقلَ من إفسادِه iiخرِبا
شـريـعـةُ المصطفى فارتدَّ iiمنشعبا
وبـالإنـارةِ وافـتْ كـحَّـلَ iiالهُدُبا
بـالـمـؤمنين ، سناهُ الدهرَ iiمانضبا
إلـى الـكـريـمِ ترومُ العفوَ iiمنتَخَبا
يـدرُّ بـالـودقِ أحـلاها  وقد iiعَذُبا
لـمـغـزلِ الـشوقِ كهلٌ للِّقا iiرغبا
فـلـم  نـزل نـتـفانى دونها iiطلبا

فـي  يـومِ فـتحٍ أرى إسلامَنا iiغلبا
وقـد تـغـشَّـاهُ خطبٌ أضرمَ اللهبا
تُـشوَى  على الجمرِ لاترضاهُمُ iiنُجُبا
مـنـهم  حرائرُ ذقنَ الويلَ iiمختضبا
بـلا حـيـاءٍ ، ولـمَّا يعرفوا iiالأدبا
ولـم تـجـدْ أمـتي مجدا لها iiحُجبا
وراقـصـوا العبثَ المأفونَ iiوالطربا
وأنَّ  قـلـبٌ شـكا الأوجاعَ iiوالكُربا
فـلـم  تـردْ فـي غُدُوٍّ موردًا iiعذُبا
إذا  رنـا مـا رأى إلا الـذي iiاكتأبا
وأبـدلـوه  بـشـرٍّ يـجلبُ iiالنَّصبا
وجـنَّـدت  لقتالِ الحقِّ مَن وثبا ii!!!
كـطـلـعةِ  الذئبِ ساءت نفسُه كذبا
لـتـوبـة  الـخـلقِ في آمادِه iiسببا
فـراكـبٌ  لـهـواهُ خلفَ مَن iiركبا
واسـتنسرَ  البومُ في الأجواءِ إذ iiنعبا
بـلـعـبة  المكرِ يوليها الأذى iiعجبا
أغـلـى مـواقـفِهم إن غيرُهم iiسُلِبا
فـلـن  يـفوتَ الذي للبغي قد iiنُسبا
إلا وأيـقـنَ أنَّ الـبـغـيَ قد iiغُلِبا
يـومٌ  أتـى بـالحسابِ المرِّ واقتربا

أرجـى  تـجارتكم ، والربحُ قد سُلبا
ولـن  تـكـونـوا مدى أيامها iiنجُبا
فـأمـرُكـم  باتَ بين الناسِ iiمنشعبا
إذا  رجـعـتم إلى إسلامكم بإبا ii(1)
لـمَن  يؤوبُ ، ويجفو الذَّنبَ iiواللعبا
ويـغـفـرُ  الذنبَ مهما جلَّ أو iiجَلَبا
واعـمـرْ فؤادًا بسوءِ الفعلِ قد iiخربا
إلـيـه  لـم يَرْقَ بالقلبِ الذي iiعُطِبا
فـي ثـورةِ العلمِ والإنسانُ قد غُلِبا ؟
فـي دارِ بـؤسٍ طوى نجواهُ iiمغتربا
مـا آثـرتْ قـيما ، أو جدَّدتْ iiطُنُبا
عـلـى الـهوانِ جناةٌ عزمُهم iiنضبا
كـريـمُ  مـيثاقِها قد باتَ iiمضطربا
فـفـجَّـرتْ  ثـورةً لاتـقبلُ iiالعتبا
رغـمَ الدجى يتحاشى أن يرى iiاللهبا
نفوسُ  قومي ، ولا راموا العلى iiأربا
ولَّـى  يـطـاردُه الوعيُ الذي iiغلبا
إلا شـريـعـةُ مـولاهـا وقد وجبا
لـطلعةِ  الفجرِ ، وانصرْ أهلَه iiالنُّجُبا

هوامش :

(1) بإبا : المراد بإباء