وداعاً أيُّها الأسدُ
المعتصم بالله الشامي
أَزِفَ الرَّحيلُ فقلْ: وداعاً أيُّها الشَّعبُّ البَطَلْ
يا مَنْ صَبَرْتَ عليَّ حتى ضِقْتَ ذرعاً بي...
وذقتَ المرَّ فوقَ المحتَمَلْ
أزفَ الرحيلُ فقلْ: وداعاً يا هُبلْ
أزفَ الرحيلُ فضعْ جنونَكَ...
في حقيبتكَ الصَّغيرةِ وارْتَحِلْ
أتريدُ حلاً يا طبيبَ العينِ؟!...
هذا خيرُ حَلْ
كنا نظنك للسَّلام حمامةً
سيعيشُ تحتَ جناحِهَا كلُّ البشرْ
فإذا بكَ الذِّئْبُ العَمَلَّسُ في ثيابِ النُّسْكِ...
تمتهنُ الحراسةَ عندَ بابِ الدَّيْرِ...
يعصرُكَ الخجلْ
فارْكبْ رعونتَك المحنَّطةَ القبيحةَ وارْتَحِلْ
جهِّزْ قطارَكَ للسَّفرْ
والْحَقْ بصحبِكَ قبلَ أن يهمي المطرْ
هذي البلادُ وضيعةٌ
ومقامُكَ المرموقُ لا لا يستحقُّ...
سوى حُكْمِ القَمَرْ
وهناكَ تُنشِئُ دولةً أسطورةً
فيها جيوشٌ لا تَهابُ الموتَ...
ثم تعزو كوكبَ الأرضِ الوضيعةِ في ثوانٍ يا بَطَلْ
أتُرَى القيامةُ قاربتْ ساعاتُها؟!
فأتى المسيحُ الأعورُ الدَّجالُ في شكل الأسدْ
ينهى ويأمرُ والورى ما بينَ معتقدٍ به ومكذِّبٍ
اجمعْ ثيابَكَ وارتحلْ
واقرأْ عليكَ الفاتحةْ
واكتبْ وصيَّتَكَ الأخيرةَ إنَّ نجمَكَ قَدْ أَفَلْ
واسلمْ بجلدكَ لا تغُرَّنْكَ الدَّراهم...
فالدَّراهمُ سوفَ تغدو كالبنادقِ قادحةْ
إنَّ الهروبُ تجارةٌ
هذي التِّجارةُ رابحةْ
فإذا جهلتَ علومَها فسألْ...
مُبَارَكَ بعدَ زينِ العابدينَ فربما نصحاكَ..
أنْ تمشي الطريقَ الواضحةْ
فاحزمْ حقائبَكَ المليئةَ بالهزيمةْ
وامسحْ برفقٍ مِنْ على كفَّيْكَ آثارَ الجريمةْ
لِتصافحَ الأصحابَ في منفاكَ...
بالكفِّ النظيفةْ والكريمةْ