رسالة إلى الإمام الشهيد حسن البنا
30تموز2011
أ.د/ جابر قميحة
بمناسبة مرور قرن على ميلاده
الإمام الشهيد حسن البنا |
أ.د/ جابر قميحة |
(نظمها الشاعر وألقاها في حفل إفطار الإخوان المسلمين بالقاهرة مساء الأربعاء 11 رمضان 1427ه)..( 4 من أكتوبر 2006 ) .
يـا إمـامـي الـشـهيدَ هاكَ صـاغ مـن مـهجتي رسالةَ صدقٍ قـلـمـي مـن أسًى، وقلبي مدادي وحـروفـي أُلْـهِـمْتُها من رُؤاكم ورأيـنـا الـتـاريـخ يتلو الخفايا * * * فـرأيـنـاك يـا إمـامـي شموخًا تـرفـع الـرايـة الـطَّموحَ عليها فـكـتـابُ الـسماء يسري ضياءً مـرَّ قـرنٌ مـن الـزمـان تجلتْ كـلُّ أيـامـه انـتـصـار عظيمٌ وتـربَّـى عـلـى يـديـك شبابٌ كـلـهـم فـي الـنهار فرسانُ حقٍّ فـيـفـيض المحرابُ نورًا وتقوى * * * كـنـتَ فـي الفيلقِ الهَصور إمامًا تَـمْـخُـرُ الصَّخْر في يقينٍ وعزْمٍ لا تـهـابُ الإعـصارَ فالحق أقوى من صدى الزحفِ قد صحا المشرقان وسـمـعـنـاك كـنتَ فينا تنادي بـقـلـوب تـفتَّحتْ .. مُصْغياتٍ "أيُّـهـا الإخـوانُ استجيبوا تعالَوْا ولْـتـعيشوا الأنفالَ والنورَ والإس ولْـتـنـادُوا "القرآنُ دستورُنا الحقُّ ولـتـعـيـشـوا مـحـمدًا وهداه ولـتـنـادوا "الـجـهادُ خيرُ سبيل واعـلـموا أن الموتَ في اللهِ أسْمَى * * * "سـيـقـول الـحـاقدون أنتم دعاةٌ ويـثـور الحكامُ حرصًا على الحك فـاصـبـروا لـلعذاب صبرَ بلالٍ لا تــمــيـدوا وإن مـادت الأرْ * * * ثـم سـالـتْ دمـاكَ من أجل دينٍ يـا إمـامـي لـو صـحَّ فيكَ فداءٌ يـومـهـا مـصـر يُتِّمَتْ وتجلَّتْ وحُـكِـمْـنَـا بـالبغي والظلم والنا وتـولـى قـيـادَهـا عـصبة من وبـهـا اسـتأسد الكلابُ وصارت وتــوالــتْ هـزائـمٌ ورزايـا فـعَـوالـي الـعروشِ ليس عليها والـسـجـون السوداء للحُرِّ سُكْنى والـنـفـاق الـخسيس خيرُ سبيل ولْـيـعـشْ شـعبُنا ضياعًا وجوعًا فـي جحيم التزوير والبؤس يمضي ثـم قـالـوا "الـتـوريث حقٌّ أكيدً فـهـل الـشـعـب كالعبيد ليُشْرَى يـا أمـيـرَ الـقـصـورِ إنا خُلقنا ديــنُـنـا عـزةٌ وحـقٌّ وعـزم لا نُـبـالـي بـمـحـنة وكروب قـد تـهـون الـدمـاءُ لكنْ لتبقَى فـهْـي مـن عـزة الإله، استُمدَّتْ يـا إمـامـي الشهيد بعدك صارت وغـدا الـديـنُ في الكنانة عِرْضًا غـيـرَ أن الـعـزاء أنَّـا رأيـنا فـي شـمالٍ وفي جنوبٍ، وفي شر حـيـث ذكـراك فـي كـل قلب أنـت إِسْـمٌ عـلـى مـسمًّى جليلٍ "حـسـنٌ" أنـت فـي الحياة عظيمٌ وبـنـيـتَ النفوسَ حصنًا حصينًا إن تـكـن قـد صـنعتَ جيلاً أبيًّا فـلـقـد كـنتَ في شموخِك جيلاً فـسـلامًـا وأنـت في جنة الخل حـيـث تـحـيا حياة طُهر ونُعْمَى | بيانيعـاجـزَ الـخطوِ، نازفَ ووجـودي ذَوَى وعـمـرِيَ فـاني نــاطـقٌ بـالإبـاءِ والإيـمـان زاكــيـاتٍ عـطـريـةَ الأردان فـي سـفـورٍ كـأنـه الـقـمران * * * مـشـرقَ الـوجهِ من وراء الزمان مـصـحـفُ الـحق حوله سيفان فـي حـمـى قـوةٍ مـن الـديّان فـيـه يـا سـيـدي جليلُ المعاني مـثـلُ بـدرٍ يـوم التقى الجمعان وشـيـوخٌ فـي عـزمـةِ الشبان ومـع الـلـيـل مـثـلما الرهبانِ إذْ يــخـرون فـيـه لـلأذقـان * * * إذ تـقـود الإخـوان كـالـرّبـان واعــتــدادٍ بـقـوةِ الإيـمـان مـن جـيـوش الـطغاة والطغيان فـاسـتـجـابـا وزُلزِل المغربان صـادقَ الـعـزم رائـعَ العُنفوان وعـيـونٍ إلـيـك كُـنَّ رَوَانـي ولْـيـكـنْ كـلٌّ مـنـكُمو قرآني راءَ والـفـجـرَ والضحى والمثاني ونـورٌ سـري بـلا نُـقـصـان فـهْـو فـيـنـا الزعيمُ في كلِّ آن لانـكـسـارِ الـطـغيان والكفران" غـايـةٍ حـرَّةٍ، وأرقـى الأمـاني" * * * لــدمــار الـسـلام والأوطـان م ومـا يـمـلـكـون من سلطان ولـتـكـونـوا أقوى من الصَّوَّان ضُ، وشُـمُّ الـجـبـالِ والأركانِ" * * * صُـنْـتَـه مـن تـآمـرِ الشيطان لـفَـدَيْـنـا بـالـروح والـولدان شـمـسُـهـا في الحِداد والأحزان ر وقـانـونِ الـغـابِ والـغيلان عـسـكـرٍ مـنْـسـرٍ ومن ذُؤبان مـرتـعـا هـانـئًـا لـكل جبان وضَـربْـنـا فـي الـتيه كالعُميان غـيـرُ لـصٍّ وداعـرٍ شـيـطان والـقـصـورُ الـغـنَّاء للقرصان لـقـلـوب الـسـلطان والأعوان وهـوانًـا مـا بـعـده مـن هوان وانـتـهـاك الـحـقوق بالإذعان لأمـيـرٍ مـن خـيـرة الـشبان" أو عـقـارٍ يـهـون أو حـيوان؟ أمــةً حــرةً عـلـى الأزمـان وإبـاءٌ يـعـلـو عـلـى التيجان أو بـجـوع وحُـرقـة الـحرمان طـيـلـةَ الـعـمـر عزةُ الإنسان والـرسـولِ الـعـظـيم والقرآن مـصـرُ نـهـبًا لعُصبة الشيطان مـسـتـبـاحًـا لـجاهل عُدواني فـي عـهـود الـتـسليم والخِذْلان قٍ وغـربٍ "وجـودَنـا الإخواني" كـضـيـاء مـعـطَّـرٍ رحـماني فـهـمـا فـي الـجـلال يلتقيان إذْ عـطـفـتَ الـقلوبَ بالإحسان شـامـخَ الـعـزِّ راسـخَ الـبنيان وبـنـيـتَ الـنـفـوسَ بـالقرآن أمـةً فـوق قـدرةِ الـنـسـيـان دِ سـعـيـدٌ بـالـروْح والريحان وخـلـودٍ فـي الـعـالم النوراني | الوجدانِ