على تلال الهمِّ

لطفي خلف

لطفي خلف

شاعر فلسطيني

[email protected]

حشرَ النهار َ بكيس ِ يأسِهْ

موغلا في وحل ِبؤسِهْ

الحزن ُ بوم ٌ حط َّ في حقل ِالفؤادِ

مذ غاب عن يافا بكل شموخها

 وظلال ِ قاماتِ البيوت الوارفة ْ

 وعذوبة الجلسات في المقهى

 بوادي العز ِّ و"النسناس ِ"

مع بعض ِ العباد ِ

والشط ُّ في أذنيه يوميا ينادي

حتى يعود لرمله ِ

لكنه قد ذاب في بحر الهموم الجارفة ْ

وقضى أبوه وأمهُ

وصغاره ُ كبروا وذاقوا

 في تشردهم مرارة بعدهم

وكرات ثلج الغم تنمو

وضمير ُ عالمنا الوضيعُ

أضحى يباع ويشترى

فمضى يصفق للغزاة بلا كلل ُ

 ولد ٌ بقلب السجن ِ متهم ٌ بتخريب ِ الجدار ِ

والجارُ في العهد ِ القريب ِ يئن ُّ من وجع ِ الحصار ِ

وله ابنة ٌ كبرى تمزّق ثوب َ لحظتها بسكين ِ الملل ْ

******

كم كان طفلا ناعما ً ومدللاً

بدفاتر ِالعمر ِ القديمة ْ

طير ُ السعادة ِ في حقول ِ العز ِّ كان يحلّق ُ

وروائح ُ الليمون ِ كانت تنطق ُ

واليوم ُ صار على تلال ِ همومه ِيغفو

فتلسعه سياط ُ الجوع ِ ُتنهش ُ ما تبقّى

منه ُ غربان ُ الهزيمة ْ !