شِرْعَةُ الْحُبِّ

فراس حج محمد

القصيدة الخامسة من مجموعة قصائد «أميرة الوجد»

لم تعد أميرة للوجد، بل إبراً للعذاب

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

يظن القلب أن الحب سهلُ

ألم يعلم بأن الحبّ قتلُ

يشردنا ويذرونا حطاما

ويصلبنا على وهم يُضِلُّ

ويكتبنا كسطر من غموض

فيقرأنا الزمان فلا يُحَلُّ

يقلدنا الجنونُ ببعض رؤيا

وينقلنا جنوح مستقلُّ

وتُسْهِرُنا النجوم على دروبٍ

فلا شاراتِ، والفلوات قُفْلُ

نمانا الشوق في خفق الحنايا

فأشقتنا حكايات تُجِلُ

ونشعل قلبنا شمعا تدلت

به الأضواء والأوهام أصلُ

ونجني الشوك، والأحلام ضغثٌ

وينشرنا اليراع علاه جهلُ

فهذا المنطق المعوجّ بهتٌ

ألا فاسمع، فإن القول فصلُ

أنا قلبي شهيد غير مَيْتٌ

فنهر الحب في مجراه سيل

يجدده الزمان ويصطفيه

فيرضى القتلَ والصبوات فضلُ

فهذا الحب يسكن في فؤادي

ويُغْرِمه الشعور، فلا يملُ

عجيب أمر قلب مستهام

فكيف ينام أو ينسى ويسلو

فهذا العيش لا عيش الخطايا

وذاك السِّفْرُ في الكلمات يتلو

جرت في الكون حكمته فكانت

هي التشريعَ، والشُّرَّاعُ نهلُ

يموت الكون إن لم يحيَ عشقٌ

خراب جامع ليل أشلُّ

فأحيوا الحب أزهارا تباهت

فلا حزن ولا قتل يَحِلُّ

يعيش الكون في وعد إلهي

فيسمو الكونُ، والأرواح قَبْلُ

ونكتب شرعة الأحباب سطرا:

يعيش الحب لا قتل وجهلُ