هذي الثّمانون
23تموز2011
صالح محمد جرّار
صالح محمد جرّار/جنين فلسطين
جـاءتْ تُـهَـنّـئُ بالأعوام فـالـعـمـرُ يـزكو بإيمانٍ وعافيةٍ لا تـحـسـبي هذه الأعوامَ مُجديةً مـاذا بـقي مِن سِنِيِّ العمر أُمضيها أكـلّـمـا مـرّتِ الأيّـامُ تـندُبها؟ قـد كنتَ في فُسحةٍ لو كنتَ تحفظها أيـن الـشّـبابُ ؟ فقد ولّتْ بشاشتُهُ قـد كـنـتَ في زينة الدّنيا وبهجتها أيّـامَ كـنـتَ معَ الأطيار في مرَحٍ فـكـم عـلـوتَ إلى الآفاقِ تمنحُها وكـم شـربت مع الأحباب خمرتَهم ثـمّ اعتلَوا في مراقي العلم في همَمٍ لـكـنّ أطـيـارَنـا هبتْ رياحهُمُ هـذا طـبـيبٌ له روضٌ يفوحُ شذاً شـهـمٌ كـريمٌ سليمُ القلب ذو بصَرٍ فـوفـق اللهُ مـسـعـاهُ بـلا كدَرٍ وذي الـحـبـيـبـةُ نسرينٌ معلمةٌ قـد قـدّر الله أن خـاضتْ سفائنُها كـلٌّ يـسـيـرُ كـما شاء الإلهُ لهُ لـو كـنتُ أملكُ أمراً في مسيرتنا فـأنتٍ يا وردةَ الطُّهرِ الشّذيّ سرى فـعـاد مـنها الشّذا يروي لنا خبراً نـسرينُ بين الورى رمزُ التّقى أبداً وذاك إسـلامُ مـا غـابـتْ مشاهدُهُ وكـيف تُنسى وقد جلّتْ وقد كرُمَتْ فـأنـت إسـلامُ أسـتاذُ التقى أبَدا فـذِكْـرُكَ الشّهْدُ في أفواه مَن سُئلوا فـأيـن غـبتَ عن الفتيان تمنحهم إن قـيّـدوك ففي الذّكرى لهم قبَسٌ أدعـوك ربّـيَ تفريجَ الكروب وأنْ * * * والآن عـوْدَاً لـمَن قد جاء يمنحني يـجـزيـكـمُ اللهُ يـا أغلى أحبتنا هـذي الـثّمانونَ قد جاءتْ بسَوْءتها أدعـوك ربّـيَ حُـسْناً في خواتمها | أطويهايـا لـيـتها ملئتْ خيراً وتنزيها !! وفـعـلِ خيرٍ فلا شيءٌ يساويها !! أعـمـارُنا في سبيل الله نُحصيها !! في طاعةٍ كنتُ قبل اليومِ أُرْجيها ؟! وهـل تـعـود لكَ الأيّامُ ترْبيها ؟! حـتّـى تقضَّتْ فأنت اليومَ باكيها !! كـمـا تـقضّى من الأيام زاهيها !! قد كنتَ في روضةٍ تجني زواكيها !! يُـشَـنفُ الرّوحَ بالألحان شاديها !! ذاك الشّذا من عبير الطّفل تُهديها ؟! حـتّى نسيت بذي الدّنيا عواديها !! حتّى غدّوا مضربَ الأمثال ساميها !! كـلٌّ يـطير كما الأقدار تزجيها !! ذو هـمّـةٍ ، وفعال الخير يبغيها !! بـكـلّ سـانـحةٍ تخفى مراميها !! وامـنـحـه عافيةً تبقى دواعيها !! رسَـتْ سـفينتها ما شاء مرْسيها !! بـحـارَ وهـمٍ فما بانت خوافيها !! يـا ربّ حـقـقْ لنسرينٍ أمانيها !! لـكـنتُ أُهدي لها الدّنيا وما فيها !! مـنـكِ العبيرُ إلى الآفاق يطويها !! أنّ الـسّـمـاءَ تحَيي من يحَييها !! يجزيكِ ربيَ في الأخرى زواكيها !! عـن الـعـيون وما غابت معانيها فـأيـن مـنـهـا فعالٌ لا تدانيها ؟ غرست في الجيل أخلاقاً نناجيهاً !! عـن الـشّهامة في أعلى مراقيها !! فـي ذي المساجد أضواءً نرَجّيها ؟! يـضـيء آفـاقـهم حتّى يجليها !! تـعـيـدَ للأمّة الحيرى دراريها !! * * * حـلوَ الأماني وغيثاً من غواديها !! خـيـر الـجزاء وجناتٍ نناجيها !! فـهـل أُبـلـغُ أعواماً تواليها ؟!! وجـنّـةَ الخُلد في أعلى مراقيها !! |