بلاد الحرمين
محمد عبد الرحمن باجرش
[email protected]
فديتُها من يرقى إلى مجدِها الأرقى
تـكـتِّمُها صوْناً سويداك ما انبرت
بها مهبطُ الوحي الذي حفَّت المُنى
وإن وَطَـئَت حصبائَها راحةُالندى
لـهـا قـدرٌ تـبقى جبيناً لأرضها
تـجـير بها الأرجاءُ سبقاً بجاهِها
تـمـدُّ ظِـلالاً لـلأمـان زها بها
تـبـيـت رباها في حبور سلامهاِ
فـتَـروى خوافقَنا الظِماءَ برَوحها
تـصـب علينا من شآبيبِ رحمةٍ
يـدوم وأشـواقـي مقامي برحبها
تـقـبلها شمسُ الضحى في غدوها
رسـت بـجـبالٍ للكرامة حيَّرتْ
مـمـهـدةٌ بـالمرع جرعائُها بها
ونـجـمٌ إذا طـرق السماءَ بسؤددٍ
ومـلْـكُـهـا مخضلٌ كرامٌ ملوكُهُ
لهم من معاني الطيب جوهرُ معدن
تـمـد بـواسقُها من الخير عاذقاً
فـتـأسـر أكـباداً تفدِّي بطاحها
إذا حـان وقـتٌ للصلاة مشتْ لها
وتـقضي نعيمَ العمر في حمد ربها
ومـا نـفسٌ إلا في مناها ترومها
ويـأوي الى مهوى القلوب حنينُها
ومـن يرمقُ الخضراءَ حتماً يحبهاربوعاً تهيمُ الروح في رَحْبِهاعِشْقا
تبوحُ به الأعضاءُ من ودِّها صدقا
يـروح بـها ذكراً ويغدو بها عَبْقا
فـقـد وطَئَت فوق الجنانِ بها أفْقا
و طـلعتُها الغراءُ في غربها شرقا
وقـد كانت الأرجاءُ من قبلها لََحْقا
على زمرةِ العافين في سُوحها رفْقا
و تستجلي الأمجادَ من سردها برقا
فـنـنتشق الريحان من عبقها نشقا
عـواهنُ بيضٌ من عوارضِها ودْقا
و قد طارتْ الحسادُ من حولها حَرْقا
و ما ترتوي الآصالَ من حبِّها حقا
جـموعَ البرايا يوم أبدتْ لهم حِذْقا
نسيمٌ يهادي القلبَ من روضها خفقا
فـيطرقها بالخلد في إسعادها طرقا
يـشُّـكونَ حبَّاتِ القلوب لها طوقا
جـلا عطرُه منه الرياض به تُسقى
بـحلو ربيب الشهد من يمنها يُلقى
وما تشتهي في الحب من رقها عتقا
قـلـوبٌ وأبـدانٌ بمعراجِها ترقى
وقـد ساق من كل البقاع لها رزقا
وقـد أُتْرِعتْ حدَّ الضلوعِ لها تَوقا
ويـطـلـق من قيد الجفاء له ربقا
ويـشـرب من نهرٍ لعشاقها شوقا