امرؤ القيس
16تموز2011
محمد فريد الرياحي
محمد فريد الرياحي
شـيـبـتـك الـقـصائد العرباء
يـا فـؤادا أسـرت بـه لحظات
مـا مضى من حضورك الفذ شعرا
هـذه لـيـلـة الـرؤى فاستبقها
الـقـصيد القصيد في ليلة الشعـ
إنـمـا الـشعرفي الهدى ما تغنت
وتـسـامـت في لحنه الحر بلقيـ
إنـمـا الشعر ما نوت حضرموت
وهـوت وجـدة إلـيـه غـراما
وهـج الـشـعـر لـلعروبة هدي
يـا مـرأ الـقيس هذه دفقة الشعـ
فـاقـتـبـسـهـا تر المعاني تنثا
فـكـأن الـقصيد وحي من الوحـ
يـا لـهـا آيـة مـن الله يـهتز
روعـة الـجـنـتـين يعرج فيها
سـبـأ الـخـيـر هـذه آية الله
فـكـلـوا منها واشربوا إن ما في
تـلـك آثـاركـم تـدل عـلـيكم
عـرفـت كـنـدة الـملوك فتاها
لـم يـكن في منازه الشعر ضلّيـ
عـجـلا مـغـرمـا كريما يروي
مُـدركـا لـيـلـه الـمعنى يجلي
يـا مـرأ الـقيس دأبك اليوم ثأر
سرت في الروم مُكرها يا مرأ القيـ
هـل إلـى كـنـدة الملوك سبيل
مـن مجيب ومن مناد ومن تصـ
يـا مـرأ الـقـيـس شيبتك نوار
فـقـف الـلـيـل بالعروبة حتى
يـا مـرأ الـقيس هذه يقظة العر
فـالـتـمـسـها تر المواقع نقعا
بـيـن ظـل مـن الـحميم وحر
فـتـسـربـلـت بالقصيد شراعا
يـا أمـيـرا وشـاعـرا ورضيا
فـخـذ الـشـعـر سـره عبقريا
هـل إلـى كـنـدة الملوك سبيل
يـا أمـيـرا وشـاعـرا ورئـيا
لـسـنـى الملك قد خلقت وللشعـ
شـعـرك الـحر من رؤاك تدلت
هـي فـي شـعـر يعرب ونزار
إنـمـا الـشـعر يقظة الحس يتلو
أنـت بـالـشـعـر عبقرا تتغنى
قـضـي الأمر ليس في الأمر شك
لـيـلـك الـلـيـل في لظاه بلاء
صـحـبـك الخيل والقصيد وهذا
لـيس في الشعر من إذا مسه الضر
دونـك الدرب هل إلى الدرب مهوا
يـا مـرأ الـقيس فانفر اليوم جلدا
كـيـف يـصغي إلى ندائك ميت
يـتـلـهـى بـكل لون فما يصـ
يـا امـرأ الـقيس ما وقوفك بالدا
أقـفـرت من عنيزة الدار وارتب
مـا بـكـاءالأمـير بالدار لم يعـ
دونك الدرب يا امرأ القيس فاركب
يـا مـرأ الـقيس والفواجع تترى
هل عرفت الديار في الوهم أم هل
الـغـوايـات والـصبابات حبلى
والـمـسـافات في دوائرها الجن
يـا مـرأ القيس خذ سبيلك في اليم
أدرك الـمـجـد بـالعروبة سعيا
وتـوهـج فـإنـك الـفـرد جمعا
يـا مرأ القيس خذ سبيلك في الملـ
لـيـس لـلـحـكم أن يرد فغامر
إنـمـا الـمـجـد أن تحاول ملكا
أنـت فـخـر لكندة العرب ترعا
الـفـتى من يقول أصلي وفصلي
إنــمـا أمـره إذا رام مـجـدا
مـلـك يـصـنـع المواسم فخرا
حـكـمـه الفصل في البرية عدل
جـل مـلك في حكمه الحلم والحك
لـمـع مـن روائـع الملك زهر
لـيـس فـيـهن طنطنات عجاف
لـيـس مـا تـفـعل القبائل مجدا
إن مـا تـفـعـل الـقـبائل أنكا
الـصـبـاحـات لـيـلها مستباح
فـتـنـة إثـر فـتـنة إثر أخرى
تـلـك أهـواؤنـا تمادت فما أب
أيـهـا الـمـلك في جلالك رفت
لـيـس لـلـملك في الجلالة شبه
لـك مـنـا يـا مـالك المجد عهد
مـلـك مـلـكـه الـعـدالة والبأ
إنـمـا الـمـالـك الـهمام شهاب
أيـهـا الـمـالـك الـهمام سلام
إنـهـم فـتـيـة تـساموا فأبلوا
كـنـت فـيـهـم مظفرا تتباهى
وإذا ســخــر الإلاه شـبـابـا
يـا امـرأ الـقـيس للعروبة مهوا
مـن نـزار أبـوك والأم عـربا
إنـمـا الأمر أمرك الحر من بعـ
الـصـبـايـا لهن من عشقك المو
والـمـنـايـا يحمن حولك في دا
لـك فـي هدأة الوجود من الطيـ
لـم تـزل في ضمائر الشعر تختا
هـي أنـبـاؤك الـتـي أدركتها
فـي رؤاهـن رائـعـات حـسان
يا مرأ القيس طاب شعرك واللحـ
الـعـذارى والـفتكة البكر تجري
هـي ثـالـوثـك الـمقدس ترضا
شـاعـر صـبحه الأوابد والشعـ
مـن يـسـاوي بـه وقـلبه نور
إنـمـا الـفحل من إذا مسه العشـ
تـفـخـر الـعرب بالفحولة معنى
ليس منا من لم يمت والهوى والـ
يـا مرأ القيس شاب ٍرأسك والشيـ
لـم يـشـب قـلبك الذي أنت فيه
إنـمـا الـشيب شيب قلب تردى
يـا مـرأ الـقيس ليلك اليوم خمر
مـا مـضـى فـات والمؤمل ملك
حـسـبـك الشعر إن دهتك ظنون
يـا مـرأ الـقـيس ما الفحولة إلا
يـا مرأ القيس بالقصيد ملكت الـ
كـيـف يـرتـد عن قصيدك قوم
دونـك الدرب يا مرأ القيس وعرا
هـل تـراءت قصور قيصر بالرو
فـخض الدرب يا مرء القيس طودا
قـدرا كـان سـعـيـك المر فيه
فـقـف الـيـوم بـالعروبة حتى
إنـمـا الـمـلـك بالعروبة يبقى
عـربـي أنـا أقـولـهـا فـردا
يـا زمـانـا مـن الإرادة شـئنا
فـإذا قـالـت الـعـروبـة قولا
طـاب قـول مـن الـعروبة معنا
الـحـضارات ألقت السمع طوعا
كـيـف نـسـعى إذن لعيشة ذل
نـحـن عـرب ولـلعروبة محيا
نـحن عرب في سالف الدهر شئنا
نـحـن عـرب وبـالعروبة نبقى
فـاسـتـجـابت لها مكارمه الغر
نـحـن عـرب وبـالـعروبة كنا
كـيـف نـرتـد عن هدانا قعودا
يـا مـرأ الـقيس ليس منا خؤون
أسـد فـي الـعـلى وكندة صنوا
هـاهـنـا بـاليقين جاءك طوعا
نـبـأ أنـنـا نـمـوت وتـحيا
جـرت الـريـح من هواك رخاء
يـا أمـيـر وشـاعـرا ورضـياهـي لـحـن وأنـت فـيه الغناء
مـن جـلال الـشعور هن وضاء
لـم تـغـب في اللظى له أصداء
تـنـتـجـبـك المواهب العذراء
رأفـي لـيـلـة الـقصيد مراء؟
بـه فـي جـلـوة الـردى زرقاء
س وهـامـت بـلـيـلـه الزباء
ورأت فـي جـلالـهـا الـبطحاء
ولـهـا مـن غـرامـها ما تشاء
عـلـقـتـه الـبـتراء والزوراء
رتـدلـت ولـيـلـهـا الإغـواء
ل قـصـيـدا عـليك وهي ثراء
ي تـسـامـى بـآيـه الإنـشاء
الـجـنـى فـيها حظوة والرواء
عـن يـمـيـن وعن شمال دعاء
تـجـلـت فـي روْحـها النعماء
يـمـن الـيُـمـن للهدى والنماء
لـيـس فـيـها عن العيون خفاء
مـلـكـا بـالـهـدى له الأسماء
لاولـكـنـه الـفـتـى الـعـداء
نـفـسـه الـحرى والغرام شفاء
لـيـلـة الـحـسم وهي فيه عناء
ون_ـف_ـار وك_ـرة وب_ـلاء
س فـلـمـا بـلغت كان الصلاء
مـن نـزار تـعـلو بها ضوضاء
هـال خـيـل خـلال ذاك رغاء؟
وديــار مـن كـنـدة غـبـراء
تـسـتـجـيـب الكتيبة الشهباء
ب تـجـلـت عن وجهها الظلماء
أكـبـرتـه الـخضراء والغبراء
ضـيـعـتـك الـمواسم العسراء
وتـسـامـت بـشـعـرك الأنباء
أنـت فـيـنـا الـمـنبأ المنشاء
وخـض الـلـيل أنت فيه الضياء
هـي لـلـشـعـر دولـة علياء
لـيـس فـي الـشعر للأمير كفاء
رولــولاه لـم يـكـن إرخـاء
صـور الـحـسـن لونها الإغراء
مـن جـنـاك الـيتيمة العصماء
هـامـن الـحـلم في العلى إغفاء
كـيـف تـرقـى رقـيك الشعراء
إنـمـا الـشـعر ما روت صنعاء
وعــنــاء ورجـفـة وهـذاء
الـسـيـف فـيه الوقيعة الحمراء
تــولــى ومـوتـه الإرغـاء
ك مـضـيـا تـعـدو بك البيداء
رحـل الـصـحب عنك والقرناء
مـسـه الـوقـر فـالـفؤاد هباء
نـع إلا مـا تـصـنـع الحرباء
ر وفـيـم الـسـؤال وهي خلاء؟
ت يـقـيـنـا ولـيـلـك اللأواء
ف مـن الـدار رسـمها والفناء؟
ألـمـعـيـا فـإنـهـا الـوجناء
هـل قـلاك الـهدى فأنت هواء؟
عـرفـتـك الـمـدائـن البلقاء؟
والـمـنـايـا والـبيد والأصداء
تـراءت والـغـول والـعـنـقاء
ســويـا تـفـتـح لـك الآلاء
أثـل الـمـجـد صـولة والبناء
والـرزايـا مـزاعـم وافـتـراء
ك فـإن الـسـبـيـل حكم مضاء
فـيـه صـلدا واحكم فأنت القضاء
يـا امـرأ الـقيس أو يكون العفاء
هـا قـيـامـا وحـرزها والوقاء
وهـواه الـمـواسـم الـزهـراء
عـبـقـريـا أن تـسـجد الآناء
وإذا شـاء شـاءت الـعـلـيـاء
وســلام ورحــمـة وشـفـاء
مـة والـرأي والـحجى والحجاء
أدركـتـهـا الـعـزائـم الشماء
لا ولا فـيـهـا نـزوة جـوفـاء
إنـمـا الـمـجـد عـزة قـعساء
ث تـحـلـت بـنـسجها الخرقاء
والـلـيـالـي صـباحها الظلماء
لـيـس فـيهن يا ابن حجر جلاء
قـت عـلـيـنا من جهلنا الأهواء
هـمـة الـمـلـك رفـعة واللواء
لا ولـيـسـت لـمـلـكه نظراء
روحـه الـحـب والـفدا والوفاء
س الـحـمـيـا وحكمه الإمضاء
أشـرقـت مـن لألائـه الأضواء
لـك مـن فـتـيـة الوغى وولاء
لـيـس بـعـد الـبلاء منهم بلاء
بـك عـلـيـاء بـعـدهـا علياء
لـمـلـيـك فـإنـهـم خـلصاء
ك وبـالـعـرب أمـرك الوضاء
ءوتـلـك الأرومـة الـعـصماء
د عـيـون أوحـت بـها الصهباء
صـول شـوق وشـهـوة وانتشاء
ئـرة الـخـيـل وهي عنك عماء
ر اغـتـداء ووثـبـة واهـتداء
ر لـك الـمـفـردات والأنـبـاء
لـيـلـة الـحـسم نفسك الورقاء
وعـيـون مـن الـجـنى عذراء
ن وطـاب الـهـوى وطاب الغناء
هـا نـفـارا والـشـربة الحمراء
ه لــك الأمــهــات والآبـاء
ر الـثـريـا ولـيـلـه الإسراء
رابـعـا طـوحـت بـه الأدواء
ق تـلـظـت من عشقه الرمضاء
عـبـقـريـا كـانـت به الأحياء
عـشـق فـيـه سـجـية والبكاء
ب هـيـام وصـبـوة وازدهـاء
هـل تـشـيب القلوب وهي ظماء
فـهـو مـن ردة جـنـاها هواء
وغـدا أمـر والـسـيـوف دماء
ولـك الـشـعـر مـنزلا والبهاء
يـا مـرء القيس والوغى والطلاء
أن يـمـوت الفتى ويبقى المضاء
غـيـب فـي غـفوة فكيف تساء
جـاءهـم مـنـك سـلسل لألاء
رحـل الـصحب عنك والنصراء
م وهـل راءهـا الـفـتى البكاء
إنـمـا الـدرب حـيـة رقـطاء
يـا ابـن حـجـر وكان هذا الداء
مـطـلـع الـملك أو يكون الفناء
لـيـس بـالـوهـم يسترد البناء
ومـن الـعـرب كـانـت العلياء
ه قـضـاء فـكـانـت الأشـياء
عـجـلـت لـلـعروبة الجوزاء
ه إذا قــيــل صـدق الأمـلاء
والـمـنـارات كـلـهـا إصغاء
والـهـدى فـينا والندى والمضاء
نـا ولـلـحـق سـعـينا والوفاء
صـولـة الـمـجد والعلى ونشاء
نـسـب فـي العلى دعته السماء
فـكـان الـهـدى وكـان السناء
فـبـنـيـنـا وصـرحنا العلياء
وهـي فـيـنـا المحجة البيضاء
لا ولا فـيـنـا مـسـرف مشاء
ن وفـي صـولـة الـملوك رئاء
يـا امـرأ الـقيس صبحنا المساء
فـي سـنـاك الـعـروبة العرباء
نـعـم هـذا الـهوى وهذا الرخاء
كـيـف تـرقـى رقـيك الشعراء