هذه الدّنيا
25حزيران2011
لمياء الرفاعي
الشاعرة الراحلة: لمياء الرفاعي*
بعيد وفاة زوجها، كتبت الشاعرة القصيدة الأولى؛ وقبيل أن يوافيها الأجل بعد ثلاث سنوات، وجدناها قد أضافت عليها مجموعة أخرى من الأبيات، تحت نفس العنوان!
| هـو الـعـمرُ حلمٌ قصيرُ المدى ربـيـعٌ وروضٌ سـقـاهُ النّدى شـبـابٌ.. يُـسابق دربَ المُنى وقـنـديـلُ نـورٍ بـعيد السّنا سـريـعـاً.. مُـريعاً فما يرتوي * * * وتـعـدو خُطاها رياحُ الخريف ويـمـحو سناها ضبابُ الشتاء.. وفـي راحـتـيه سيوفُ الرّدى لـهـا فـي الـمقادير سَهمٌ رمى * * * وتـفـنـى الخلائقُ في صرخةٍ ويـبـقـى سـراباً بريقُ المنى فـفـي كـلِّ يـومٍ شُـروقٌ بدا ومـا الـعمرُ إلا كتابُ الزَّمان.. | وطـيـفٌ بـدربِ الزَّمانِ يدورْ وزهـرٌ وعـطـرٌ وظـلٌّ ونُورْ ولـحْـنٌ يُـغـنّـي ونفسٌ تثورْ يُـنـادي.. فـيلهَثُ فينا الغُرورْ وما يستكينُ الهوى في الصّدورْ! * * * وتـذوي المغاني وعِطرُ الزّهورْ يطوف الصّحارى ويطوي البُحورْ تـجوبُ الليالي.. وتغشى السُّتورْ ومـا يُخطئ السّهمُ قلبَ النّسورْ! * * * ويـفـنى الزّمانُ.. وتفنى الدّهورْ ونـغـفو.. لنصحو بيومِ النُّشورْ وفـي كـلِّ يـومٍ غروبٌ يَمورْ ويمحو الزّمانُ.. ويُبقي السّطورْ!! |
أبو ظبي الاثنين: 22 ربيع الآخر الثاني 1427 ه.
20 أيّار 2006 م.
وهذه الدّنيا...!!
| تـذوبُ الشّموعُ.. وتبقى الدموعْ وسـيـفُ الـمنايا سريعُ الخُطى كـبـرقٍ تـدانى.. بعيدَ الصّدى كـمِـشْـكَـاة نُـورٍ خَبا نورُها فـذابـت.. وكانت رحيقاً سَرى وكـانـت شـراعاً علا وارتقى إلـى الـحقِّ.. تجثو وفي كُنْهِها | ومـا مـنْ إيابٍ وما منْ رجوعْ! كَـسَـهْـمٍ تـسلّلَ بين الضُّلوعْ! فـمـا تملكُ الرّوحُ إلا الخُضوعْ وأودى سَـنـاها بِطُولِ الهُجوعْ مـع الـفجر عِطراً بكلِّ الرُّبوعْ لآفـاق نـورٍ عـظـيمِ السُّطوعْ من الحقِّ فضلُ الرّضا والخشوعْ! |
*لمياء عمر بسيم الرفاعي: شاعرة من مواليد سورية عام 1936 م. أقامت مع الأسرة في "أبوظبي" منذ مطلع الثمانينات. صدر لها ديوان بعنوان "قالت المرآة". رحلت يوم 30 كانون الثاني/يناير 2009 م.
