يا دائمَ الظِّلِّ

عبد اللطيف استيتي

عبد اللطيف استيتي

[email protected]

وطـنٌ عـلى جمرِ التناحُرِ يُحْملُ
وعَـجـائِبُ الأحداثِ تُبْدِي سِرَّهَا
جَـثمَ الهَوانُ على صُدورِ iiحُشودِهِ
يـا دائـمَ الـظـلِّ الوثيرِ مُهيمِناً
قـد بـايعوكَ على الحِفاظِ لِعَهْدهمْ
مـا بـيْـعَـة الدُّنيَا عَلى iiعِلاَّتِها
لـكـنَّ  فوْضى الرَّأيِ أدَّتْ iiفِعْلَها
ظـنَُـوكَ  تـاجَ عِقالِهمْ iiوَمُخلِّصاً
مـا  كُـنتَ يا بدْرَ الليالِيَ iiساطِعاً
حـملوكَ فِي رحْبِ الصُّدورِ مَحَبَّةً
مَـنـحـوكَ حُـبَّاً لا يَلِيقُ iiلِكائِنٍ
أعطوكَ  من معنى الحياةِ iiشجونَها
غـنوكَ سِحْرا في البيانِ iiوصفَّقُوا
بـاتتْ على النزرِ اليسيرِ iiبُطونهم
جعلوكَ درعاً كيْ تصونَ iiعُهودَهمْ
هـتـفُوا  بإسمكَ ضارعِينَ لربِّهمْ
رصُّوا الصفوفَ وراءَ خَيْلِكَ جَبْهةً
صـانتْكَ آلافَ الرِّجالِ مِنَ iiالأذَى
هُـمْ  طرَّزوكَ على المَدائِن iiتُحْفةً
غـامَرْتَ في إرثِ الألى iiمتوَشحَا
فـانظرْ لشعبكَ يستفيقُ منَ الكَرى
ويـرى  الـديارَ أسيرةً iiمغصوبَةً
وكـذا الـعروبةَ تُستباحُ iiحياضُها
وتـقـامُ  فـي مـدنِ البلادِ iiمآتِمٌ
وكـأنَّ  ما يَجري بأهِلكَ من iiأذىً
فـالـدارُ ناحتْ والقلوبُ iiتفطَّرتْ
والـصـبـرُ نافَ الأربعينَ iiتألُّماً
يـكـفيكَ أنْ هَجرَ الملاحمَ iiجُندُهَا
أسـكرْتَ  في جنحِ الظلامِ iiليوثهِا
ونسيتَ  أرضاً في الحِمَى iiمسْلوبَة
نبتَ  الفسادُ بظلِّ بطشِكَ iiوازدَهى
لـم تـرعَ أسـبـابَ البقاءِ iiكقائِدٍ
مـا هـكـذا ردُّ الـجـميلِ iiلأمَّةٍ
مـا هـكـذا ترعى الأباةٌ iiذِمارَها
بـالـعدلِ  والشرفِ الرفيعِ وهمَّةٍ
هـبَّـتْ  نـسـائِمُ عزةٍ iiوكرامَةٍ
هـتـفَ الورَى بربيعِ أمَّةِ iiيَعْرُبٍ
الـشعبُ يرغبُ فِي امْتلاكِ زمامِه
بـادرتَ  تـوقدُ في البلادِ مَحارقاً
فـاتركْ  لِشعبكَ فِي اختيارِ iiحياتهِ
وارْحـلْ كـما رحلَ الطغاةُ بِغيِّهمْ








































وَيُـغـالُ فِي وَضَحِ النهارِ iiويُقتلُ
والـناسُ مِنْ وَهَجِ الحريقِ iiتُوَلولُ
فـتـدابَـرَ  الـحدثانِ والمستقبلُ
والناسُ حَولكَ في الجَحِيمِ iiتجَوْقلوا
ولِـصـونِ أعراضِ العِبادِ iiتقبَّلُوا
إلاَّ  سـرابٌ لـيْـسَ فيها iiالمَأمَلُ
آلـتْ إلـيْـكَ وَحِينَ عَزَّ iiالمَوْئِلُ
مِـنْ قـهْـرِ ظلمِ السَّابقينَ فأقبَلُوا
لـوْلا  شُـمُوسُ المُخْلِصينَ iiلَتَأْفِلُ
أمَـلاً بـنـصْـرٍ أنتَ فِيهِ الأوَّلُ
كـيْ لا تُضامَ ورَكْبُ خيْلِكَ iiيَجْفِلُ
وقـيـادَهـا  المأمولَ فيك iiتأمَّلُوا
أحْـيُـوا  الـليالِيَ والدِّيارُ iiتُهلهلُ
فَـنَعمتَ  في ترفِ الحَياةِ iiتُهرْولُ
وهُـمُ  وراءَكَ فِـي الجهادِ تَمَثَّلُوا
يـا أيُّـهَـا الـمغوارَ عَلَّكَ iiتَعْدلُ
وتـأهَّـبُوا  للنصرِ كَيْ iiيستبسلُوا
كَـيْ  لا تُهانَ ورمشُ عيْنِكَ iiيَذبلُ
هُـمْ دلـلـوكَ فـلا يَغالكَ iiغائِلُ
بـاقـاتِ  وهْـمٍ لا تـدومُ iiفتذبَلُ
فـيـرَى شِـعارَك خائِباً لا iiيفعلُ
والأمـهـاتُ الـمـاجداتُ iiتُرَمّلُ
والـمـاجـنـاتُ بنورِها iiتتكحَّلُ
والـنـازلاتُ بـقـضِّها iiتتجحْفلُ
هُـوَ شـائعاتُ (جَزيرةٍ) لا iiتسألُ
والأرضُ مـاجَتْ والأنامُ iiتحَوْقلُوا
قـدْ غِـيلَ جيلٌ في زمانِكَ iiجُهِّلوا
بـلْ رُحتَ تنعُمُ فِي الثراءِ iiوتنهلُ
فـدَنـا  لِـبـابكَ داحِسٌ iiومُهلهلُ
وخميسُ جَيشكَ في الكرَى iiيتململُ
وتـوغـلتْ  زمرُ الفسادِ وأوْغلوا
بـلْ رُحْتَ تسحقُ فِي العِبادِ iiتُنكِّلُ
أهـدتكَ  منْ عشقِ القلوبِ iiوتبذلُ
يـا  مَـنْ رفـعتَ شِعارَهَا تتعللُ
تـحـمِـي  الحقوقَ وعِفَّةٍ iiتتكللُ
نـادَتـكَ بالتغييرِ , صِرتَ تُعطلُ
لـمَّـا  تـغنَّى فِي الصَّفاءِ iiالبُلبُلُ
لِـيضئَ شمْعا في الوجودِ iiويُشعِلُ
خَـفَّ  الـعَـدوُّ لِـهَولِهَا iiيَتدخَّلُ
هـذا  زمـانُ العاملينَ قُلِ iiاعْمَلُوا
فـالـشَّعْبُ  باقٍ والنوائِبُ iiتَرْحَلُ