ليس يدري

عبد الحميد السماوي

عبد الحميد السماوي

رداً على قصيدة الشاعر الكبير ايليا ابو ماضي ( الطلاسم)

أفكون فوق كون متوازي الحركات

شاسع الأبعاد رحب متداني الحلقات

مفعم بالنور مغمور بأسرار الحياة

صادر عن غير قصدٍ من مديرٍ

ليس يدري

حسبي الكون دليلاً كلما عزّ الدليل

وتخطيت بامكاني ضفاف المستحيل

إن لي، ألف سبيل في وجودي وسبيل

قد تغشيت به الكون إلى ما

ليس يدري

حسبي العجز اعترافاً بوجود المقتدر

ما اندحار الجيش إلا رمز جيش منتصر

وغموض السر قد يستدرج العقل لسر

فهو لو لا الليل بالشهب السواري

ليس يدري

أيها الكون ازدني في احاجيك بيانا

إنما أنت لسان الله مذ كنت وكانا

ما رآك العقل إلا ورأى الله عيانا

فهو لو لا الهيكل الماثل أضحى

ليس يدري

يتسامى نحوك العقل إذا ضلَ الدليل

فوجود الكون ، لولاك وجود مستحيل

سبحت باسمك أبائي جيلاً بعد جيل

فحنانيك تفضلت على من

ليس يدري

ايُ آثارك تخفى؟ اي آلائِك تجحد؟

أنت في الكوخ المعفى، أنت في الصرح الممرد

أنت أنت اللهُ بالأمس، وأنت الله في الغد

أنت سر السرِّ في العالم ، لكن

ليس يدري

لمن الأرض استقلت فوق اثباج الهواء؟

ألحكم الجذب دانت؟ أم لحكم اللاخلاء؟

ام على قاعدة النشئ سرت و الارتقاء؟

أم لناموس قضاء الله ذلت؟

ليس يدري

قد اديلت يا ابنةَ القطر ويا أخت النبات

حلقات النشئة الأولى ، ولا جاءت نشأت

وإذا صح ترامي الذات في شرع الحياة

فلماذا قد أحالوه عليه

ليس يدري

جرفتنا نحوك الأوهام من يم ليم

فتعالى لجب الدهر وضوضاء الأمم

حسبوا كماً وكيفاً حيث لا كيف وكم

حسبوا أيناً ولا أين ولكن

ليس يدري

فكرة الشاعر كلت ويراع الكاتب

ولسان المصقع الفذ وقلب الراهب

ودماغ الفيلسوف اندك دون الواجب

ادرك الآثار لكن ما وراها

ليس يدري

صرخة الحق ترامت في صدى الكون المرنَّ

وفم العدل يناجي كل ذي لحن بلحن

ان تكن اذنك صماء فما ذنب المغني

أو تكن لا تفقه اللحن فكم من

ليس يدري

فشعوري بوجودي هو برهان الوجود

واضطراري في حياتي شاهد أني مقود؟

وكما جئت ابتداءً سوف أمضي وأعود

فلماذا وهو ذو عقلٍ وحسٍّ

ليس يدري