قتلوا حمزة
ناجي الصافي
في السابق قتلوا حمزة
قتلوا صنديد بني هاشم
قتلوا جبلاً من ثوران العزة
كان يصيد أسود الغاب
و أسود البشر يجندلهم
و كأن الفارس منهم بين يديه إوزة
قد أوقد حمزة في الماضي نبراس الأحرار
و اليوم يطل علينا
يولد حمزة آخر بين الأحجار
وضعته حرائر أهل الشام
قد رضع حليباً ممزوجاً بدم الثوار
قد ثار على الذل المستشري
ممتشقاً سيف النخوة
يصرخ يهتف ارحل ارحل يا بشار
لم يقتل أسدا
بل طالبه بأن يرحل عن هذي الدار
ليعيش ربيع الحرية
يستنشق عبق الأزهار
يستشرف نور الفجر
يتطلع شوقاً لمعين ليروُِي دوح الأغيار
جاء الرد على حمزة مختلفاً
عما كان لحمزة المغوار
ما قام بغدره وحشيٌّ
قد ندم و أسلم
و عاش بقية عمرٍ في استغفار
بل قام وحوش الإنس بجرمٍ
قد تخجل منه وحوش البر
وتصرخ هادرةً شجباً و استنكار
قد جمعوا حقد الأرض
وصاغوه حمماً و رصاصاً
قد صبوا جام غضبهم شواظاً من نار
قد نصبوا البدن الغضَّ دريئة
و تباروا أيٌّ منهم
أمهر في الرمي
و أدنس عرقاً و أحط بذار
و على خوفٍ منهم
من أن يكبر يوماً
و يخرج من صلبه جيش الأحرار
قاموا بمحو رجولته
ليحسوا بالأمن
و يحسوا نخب الاستقرار