القَلَمُ
القَلَمُ
عبد اللطيف استيتي
ناطِفٌ كالشَّهْد ِ عِطرا أوَّلُ الـخـلق ِ سِمَاتٌ عَـلَّـمَ الانسانَ حَتّى إنْ دَعَـاه ُ الطفلُ لبَّى أيُّـهَـا الـتـائِهُ عَنْهُ مـبصرٌ شق َّ الدياجي شـاهِد ٌ أعْطى وَثِيرا هُـوَ لِـلـعَدْل ِ إمام ٌ شـاعِرٌ يَحْدُو القوافِي قـائِدٌ كالسَّيْف ِ يَمْضِي فِي سُطور ِالعِلم ِ وِرْدٌ مِنْ أريج ِالرُّوح ِ يُهْدي قـائِدٌ كالسَّيْف ِ يَمْضِي فِي سُطور ِالعِلم ِ وِرْدٌ فـصَّـلَ الأقدارَ بَوْحَا أمَّـة ٌ آلـتْ إلـيْـهِ نـالتْ الدُّنيا وصارتْ | ًحـامـلٌ كالبَحْر ِ مِـنـهُ لوْحُ الله ِ يُقْرَا أيْـقـنَ الايمانَ فوْرَا أوْ دَعاهُ الصَّبُّ أغرَى كُـنْ لبيبا ً فِيه ِ تَثرَى من ْ به ِأهدى واسرى ً مِنْ نزيف ِالقلب ِفكرا نـاطِق ٌ بالحَق ِّ جَهْرا مُـبْـدِعٌ فنّا ً وَسِحْرا يَـمْلأ التاريخ َ نصْرا رافِـدٌ نـهْـرا ً فنهْرا مـنـبرَ التدوين ِ تِبِِِْْرا يَـمْلأ التاريخ َ نصْرا رافِـدٌ نـهْـرا ً فنهْرا واعْتنَى سَطْرا ًفسَطْرَا لَهيَ فِي التنويرأحْرَى لـلـعُـلا تبْنيه ِ فخرَا | دُرَّا
*****
حادي العيس
22/10/2009م
ام العبد قالت: تعليق مها على قصيدة القلم : ذكريات الطفولة ترويها مها في التعليق ,,
بينما كان ينزل المطر ويعم الخير ويضحك مرج ابن عامر فرحا بعطايا الخالق ويشكره ويحمده راودني شعور ملح بالكتابة فوجدت نفسي اجلس امام الحاسوب وافتح مدونتك والدي واكتب لا ادري ماذا اكتب وبماذا ابدأ بالذكريات الجميلة لايام طفولتنا والمطر ام باولئك الناس الذين تركو بلا مأوى في غزة والقدس وكثير من المنكوبين في العالم ويصرخون ولا احد يسمع.
وانا في هذه الحظة ساكتب عن الذكريات الجميلة المحفورة في ذاكرتي والتي لم ولن انساها وانسى عبيرها الذي لا يفارقني نعم ذكرياتنا ايام المدرسة عندما كنا نذهب في الصباح الباكر وايدينا الصغيرة ترجف من البرد وعندما تدخل المعلمة الصف تبدأ بتحريكنا وملاعبتنا رياضة للتدفأة واحيانا من شدة البرد تكون المعلمة في واد ونحن في وادي اخر ننظر الى المدفأة في البيت والى الفراش الدافيءوننتظر قرع الجرس بلهفة قبل ان تزفنا الدنيا بامطارها ويا عيني لما تزفنا نصل البيوت وكأننا في بركة سباحة وعندها تلقانا امنا الحنونة لتغير ملابسنا وتجلسنا قرب المدفأة وننتظر قدومك بلهفة لنتناول الغداء.
كان اجمل ما في شتاء بيتنا نافذة المطبخ التي كنا ولا زلنا نجلس طويلا لننظر للمطر النازل عليها ليقول لنا عمتم مساء.
واجمل ما كنت اتمناه في الشتاء ان تقطع الهرباء لتضيء لنا امي الفانوس ونجتمع حوله وتبدأ بحكاياتك لنا عن طفولتك وذكرياتك كم كان ذلك جميلا ورائعا.
وفي مرة من المرات قلت لنا الحقوني على سطح البيت اريد ان اطعمكم شيء يؤكل في الشتاء وكانت جدتي تعمله الكم والله وطلعنا معك الى السطح في غرفة الغسيل فاحضرت امي قمح ووضعته في مقلاة وقمت انت بتحميصه وبعد ذلك قلت لنا صحتين وعافية واذا بها قلية يومها قلنا بصوت واحد (هاي هي) يعني اصبنا بالاحباط فكرناها اكلة حلو.
اكتفي بهذا القدر اليوم واستودعك الله مقبلا يديك والوالدة ,,,,,
شكرا مها على هذا التعليق الرائع ,,, تذكير وذكريات ,,
أبوك :
تعليق الاخ ونادو :
حادي الركب
اجمل ما القصيدة هو متانة بنية النص .
برغم ان سلاسة الالفاظ ودقتها ميزة واضحة حيث ان
وصف القلم بهكذا اوصاف ليس بالهين لان يخرج الوصف دقيق
بكلمات محددة ودقيقة . الا في البيت الاول حيث :
ناطِفٌ كالشَّهْد ِ عِطرا ً
ساكِبٌ كالبَحْر ِ دُرَّا
حيث ان جمال التصوير هنا في ان ما ينثره القلم
هو كالعطر اضافة الى ما يختزنه كالدر
اي جمالية تصوير صورتين عن نتاج هذا القلم وعن مخزونه .
لذا فان استبدال كلمة خازن مثلا او ما شابه ذلك ستتناسب مع روعة التصوير . فالدر مخزون في البحر
ولا يسكبه البحر .
والامر الاخر هو ترتيب ابيات القصيدة واسمح لي ان استمتع بقراءتها هكذا .
ناطِفٌ كالشَّهْد ِعِطرا ً
ساكِبٌ كالبَحْر ِدُرَّا
أوَّلُ الخلق ِ سِمَاتٌ
مِنهُ لوْحُ الله ِ يُقْرَا
عَلَّمَ الانسانَ حَتّى
أيْقنَ الايمانَ فوْرَا
إنْ دَعَاه ُ الطفلُ لبَّى
أوْ دَعاهُ الصَّبُّ أغرَى
أيُّهَا التائِهُ عَنْهُ
كُنْ لبيبا ً فِيه ِتَثرَى
مُبْصِرٌ شقَّ الدَّيّاجي
مَنْ به ِأهْدَى وأسْرَى
شاهِد ٌ أعْطى وَثِيرا ً
مِنْ نزيف ِالقلب ِفكرا
هُوَ لِلعَدْل ِ إمام ٌ
ناطِق ٌ بالحَق ِّ جَهْرا
شاعِرٌ يَحْدُو القوافِي
مُبْدِعٌ فنّا ً وَسِحْرا
قائِدٌ كالسَّيْف ِ يَمْضِي
يَمْلأ التاريخ َ نصْرا
فِي سُطور ِالعِلم ِ وِرْدٌ
رافِدٌ نهْرا ً فنهْرا
مِنْ أريج ِالرُّوح ِ يُهْدي
منبرَ التدوين ِ تِبِِِْْرا
فصَّلَ الأقدارَ بَوْحَا
واعْتنَى سَطْرا ًفسَطْر
نالتْ الدُّنيا وصارتْ
للعُلا تبْنيه ِ فخرَا
أمَّة ٌ آلتْ اليْهِ
لَهْيَ فِي التَّخلِيد ِأحْرى
طبعا الامر لا يحتاج للحديث عن ان حديثنا هنا
اقل من ان يتعاطى مع مستوى الشعر المكتوب
فهو نص راقي قلما تجده هنا ,
حادي الركب
وما ركب الجمال والرقي الا نادرا هذه الايام .
لك محبتي وتقديري