ليالي الأندلس
28أيار2011
محمد فريد الرياحي
ليالي الأندلس
محمد فريد الرياحي
إلى الشيخ شعبان شيخ الطرب الغرناطي
يـا أيـهـا الـشعر غن اليوم الـحـسـن مـشتعل من ليل أندلس والـعـطـر مـؤتلق من كف غانية والأنـس يـا لـه مـن أنس أرجّعه يـا لـيلة الأنس جئت اليوم من عدن قـد جـئت والشعر لا تخفى عجائبه أنـا الـفـريـد إذا غنيت من طرب يـا أيـهـا الـشعر غن اليوم قرطبة واسـأل عـن النغم الموزون مرسية يـنـبـيـك من شهد الألحان أن له شـعـبـان قل في بديع اللحن قافية آمـنـت أنـك فـي الإلهام صاحبها هـل يـستوي من سما باللحن عبقره يـا لـيـت شعبان فينا عبقرا غردا يـا أيـهـا الـشيخ هذا العود مقتربا وتـلـك قـيثارة الأشواق ما برحت لـحـن من اللحن في ليل بذي سهر كـأنـه الـسـحر من أسحار جازية تـغـنّ بـاللحن في الجنات من سمر فـيـا لـه نـغـمـا مـن ليل دانية مـن كـل أروع فـي لألاء أنـقرة يـا أيـهـا الشيخ هل أطربت أفئدة وهـل رأيـت مـن الأعراس ملحمة وهـل وهـل شـربت وَزّانُ من وله جـوّدت فـي اللحن يا شعبان مقتدرا إن الـمـوازيـن قـدبُـلغتها غررا هـدي الـمـوازين من بغداد طلعته هـي الـمـوازين هل أنبئت روعتها وهـل أتـيـت إلـى زرياب تسأله فـن مـن الـفـن لا تـفنى رقائقه فـقـل لـمـن يدعي في الفن فلسفة الـلـحـن فـي دفقة الأوزان وجهته شـعـبـان جـود من الألحان نغمتها إنـي إذا آدنـي لـيـلـي بضحوته عـجـلـت لـلنغمة الغيداء أشربها إنـي أنـا الـشاعر الموزون في ألق مـن الـتـسـابـيح من ألحانهن أنا إنـي شـهـدت مـن الأنـباء رائعة مـلـكـت مـن درر الأقـمارأبدعها شـعـري أنـا لـمـع ألهمتها سحرا مـا كـنت في ليلة الإلهام من جنف ألـسـت أشـعـر من غنى مقصدة أنـا الـفـريـد إذا أنـشـدت قافية وجـئـت بـالـفلق المورود أصورة فـكـيـف يدركني في الشعر رَابعهم الـشـعـر من لهب الأسحار عبقره عـشقت والعشق من ديني ومن خلقي إن الـعـيـون التي في طرفها حور أصـبـو إلـى سحر من ليل مارية مـي ولـيـلى وذات العقد من قدري تـلـك الأوانس في ليلي وفي سحري شـيّـبـنـني وعيون الليل مشرعة أكـلـمـا جـنـحت نفسي بذي سلم أنـا الـعـمـيـد وما عشقي بمستتر إنـي إذا مـسـني من ظلمهن لظى أقول والشعر في عرقي وفي عصبي يـا أيـهـا الـشيخ غنّ اليوم أندلسا تـلـك الـربـوع من الأقمار جارية تـهـفو إليك وفيها من هداك ضحى إنـي لأذكـرهـا لـيـلا بما وهبت والـتـيـن والـعنب الإبريز منتشيا إنـي لأذكـرهـا لـيـلا بما وهبت لـوْريـط فـي ليلة الأقمار يذكرني يـا أيـهـا الـنهر ما ولاّك عن قمر ألـم يـجـدك ربـيـعـا في بدائعه فـكـيـف تـنـكر لحنا من بدائعه الـلـحـن مـن لهب روّى مواعدنا يـا نـهـر يـحيى فلا ليل ولا قمر خـف الـقـطـين فما ليلي بمشتعل بـالأمـس وجدة في الجنات ناضرة والـيـوم وجـدة لا لـحن ولا وتر رحـلـت شـعبان عنا والردى قدر أبـكـيـك بـالدم يا شعبان من أسف تـبـارك الـلـحن ما أحلاك أغنية ذكـرت فـيـك مـن الأنباء أندلسا قـد حـرق الـحـلـم المفقود أفئدة يـا أيـهـا الـشـيخ غنّ اليوم قافية ظـلـت مـواسمك الخضراء مرسلة حـتـى أتـيـت من الألحان أبدعها قـد كان ما كان من لحن ومن طرب الآن الآن نـلـت الـخـلـد مزدلفا الـشـعـر شعري أنا من ليل أندلس أنـا وأنـت مـن الإلـهـام طينتنا حـلـم مـن الـحلم لا تنسى مواهبه هـي الـمـواهـب إن شئنا مباهجها سـعـت إلـيـنـا من الأقدار منزلة بـشـرى لـنا في جلال الخلد إن لنا هـي الـمـواعـد في أنبائها عجب الـفـن وجـهـتـنـا واللحن وقدتنا شـعـبـان هـذه مـن رؤياي قافية هـي الـعـيـون إذا أبـدت رقائقها جـاءوا لـروعـتـها ليلا على قدر إن الـفـنـون الـتي في آيها غرر هل ألهمت وهْي في الألحان معتصما وهل وهل في جلال الحسن من طرب آذار أقـبـل يـا أيـار فـي ظـلل والـهـيف من شغف تبدي سرائرها والنور والنار في روحي وفي جسدي والـلـحن في رعشة الأشعار مؤتلقا والـكـأس رائـقـة والـخيل شائٌقة والـيـاسـمـين على دورات دفقته والـورد مـن لـهف ضاءت أصائله فـي فـتـيـة ألـفوا حلو المقام وما تـلـك الـحقيقة في الجنات أشهدها يـا لـيـلة من ليالي الأنس مسرجة هـذي مـواعـده فـي جـنة فتحت قـد كـان شـعبان فينا عبقرا غردا إن كـان أسـرف مـن طيف ألم به | شعبانامـن الـتـلاحـيـن بـالإلهام والـلـحـن فاح من الأوتار سكرانا حـنت إلى العود في الأوطان تحنانا بـيـن الـتـسـابيح أنغاما وألحانا ولـي مـن الـشوق ما أجلوه عنوانا أمـوسـق الـلـيـل أقمارا وشطآنا تـمـوسـق الـليل بالأشعار جذلانا مـا كـان مـن طرب في ليل بغدانا واسـأل طـلـيـطلة واسأل تلمسانا مـن الـبـدائـع أنـوارا ونـيرانا جـاءت إلـيـك من الأسحار ديوانا وأنـك الـفـرد إبـداعـا وتـبيانا ومـن تـلـبـس بـالإفلاس خذلانا ولـيـت غـيـره بـالألقاب ما كانا يـشـدو بـلحنك في الأسمار ولهانا تـهـديـك مـن يدها روْحا وريحانا كـأنـه الـسـلـسل المورود ريانا أنـعـم بـه نـغـما فاغنمه سلطانا ألـسـت أحـسن من غنى بوهرانا؟ رفـت مـواسـمـه حـورا وولدانا وكـل غـيـداء مـن فاس وتطوانا تـهـوي إلـيك وهل أسمعت آذانا؟ زهـا بـهـا الـمجد أفراسا وفرسانا أسـرى به اللحن فوق النجم برهانا؟ وجـئـت بـالـنغم الموزون ميزانا مـن لـيـل أنـدلس فازددت أوزانا قـد خـاب من لم يكن بالوزن هيمانا مـن لـيل هارون أم من ليل مروانا مـن الأنـاغـيـم فـي جيان أفنانا؟ روى الـعـروبـة أرواحـا وأبـدانا خـسـرت جـوهره فازددت خسرانا هـلا سـألـت عـن الأوزان شعبانا ألـم تـكـن فـي عيون الفن فتانا؟ وصـرت مـن بـلج الأشعار يقظانا مـن لـحـن قـيثارة أوهتك أحزانا مـن الـتـسـابيح هل أسلوه نسيانا؟ يـوم الـتـبـاريـح قد مُثِّلت إنسانا وشـمـت مـن وهج الأسماء سحبانا وقـمـت فـي غرر الأشعار عربانا ومـا اتـخـذت من الشيطان شيطانا بـتـارك شـرعـة الإلـهـام غيانا وأشـعـر الـنـاس إلهاما ووجدانا؟ أطـربـت من عجب الألحان حسّانا أعـيـت بـدائعها في الحسن غيلانا ومـا أعـد لـهـذا الـشـعر بنيانا؟ ومـا رأيـت دعـي الـشـعر نبهانا ألـسـت أعـشـق خلق الله إنسانا؟ قـتـلـنـنـا ثـم لـم يحيين قتلانا وأجـتـلـي صـورا من ليل مَرْيانا وقـبـلـة الـشعر في الإلهام جُليانا أرهـقـنني في الهوى العذري طغيانا كـيـف الـمـآل إذا ما مت ظمآنا؟ لـلـسـلـم أشعلن ليل الحلم عدوانا؟ أرجـو لـهـن مـن الرحمان غفرانا أقـول مـهـلا وبـالمجنون إحسانا يـا لـيـل حي على الألحان غدرانا وغـن وجـدة بـالأسـحـار جذلانا تـعـطـيك من دمها المشبوب قربانا وتـشـتـهـي مـنك بالألحان ألحانا ألـم تـهـب في الهدى نخلا ورمانا؟ ورائـعـا مـن جـنى الزيتون فينانا ألـم تـفق في جلال الحسن أوطانا؟ ونـهـر يـحـيى ألم أذكره أزمانا؟ أحـيـى مـن النغم الموزون عيدانا؟ ألـم يـكـنـ فيك بالأسحار حرانا؟ قـد هـز فـيـك من الأبكار أردانا؟ حـتـى إذا هـلـت الأقـمار أردانا أيـن الذين مضوا في الأنس جيرانا؟ قـد كـان فـي زمن الجنات ما كانا تـعـنـو لـجـلوتها الأقمار عُبدانا فـأيـن مـن رحلوا صحبا وأقرانا؟ فـهـل وجـدنا من السلوان سلوانا؟ هـل كـنـت للعهد يا شعبان خوانا؟ أجـريـت في ليلة الزهراء أشجانا ورحـت أذرف فـي الـبلواء هتانا وقـرح الـدمـع دمـع العين أجفانا عـذراء صـافـيـة تجري لممسانا وبـات لـيـلـك بـالأوزان سرحانا وصـغـت بـالـنغمة الزهراء دنيانا يـا أيـهـا الشيخ فاغنم مجدك الآنا ونـلـت مـن عجب الألحان وديانا والـلـحـن لـحـنك من أنباء لقيانا وفـي مـواسـم هـذا الحلم مسرانا هـي الـمـواهـب مجرانا ومرسانا شـاءت ومـا رغبت عن سر نجوانا هـذي مـواعـدنـا تسعى يا بشرانا مـن الـمـواعـد زريابا ورضوانا تـسـمـو روائـعها باللحن رجحانا والـوزن وثـبـتـنا والحسن مثوانا سـلـكـتـها في بديع الشعر عقيانا سـعـى لها الناس كل الناس عربانا ولـم يـمـروا بـهـا صما وعميانا هـل أطربت في عكاظ الشعر ذبيانا؟ وألـهـبت وهي في الأوزان حمدانا أسـرت بـنـابـغة الأنغام دحمانا؟ مـن الـغـمـام يـهيج اليوم نيسانا مـن لـيـلـهن وهل تسطيع كتمانا؟ فـهـل أطـيق من الهجران هجرانا؟ يـجـري مـن الجنة المهداة حوْرانا والـحـور بـاسـقة والأنس ما بانا سـحـر تـمـثـل للأسحار تيجانا فـهـل أمـوت من اللذات صديانا؟ مـن رهـبـة عرفوا بالعسر رهبانا فـي لـيـلـة الـحلم أترابا وأخذانا هـلا ذكـرت مـن الأشـياخ شعبانا لـمـن رجـى الله إسـلامـا وإيمانا فـكـيـف يشرك بالرحمان شيطانا؟ فالله يـغـفـر بـالإحـسان عصيانا | أفنانا
نهر يحى نهر الولي الصالح يحيى بن يونس وهو على بعد ستة كيلومترات من وجدة .
لوْريط جنات من ظلال وعيون كانت في تلمسان، ثم ذهبت وكأنها لم تغن بالأمس.
رضوان ابن شيخ الطرب الغرناطي بتلمسان الشيخ العربي بن صاري،وكان فنانا قديرا دحمان شيخ من شيوخ الطرب الشعبي بالجزائر.