عِبَر الزمَن الجَارح

د. مصطفى المسعودي

عِبَر الزمَن الجَارح

د. مصطفى المسعودي

[email protected]

لا يَكفِي أنْ يُوصَفَ شئٌ مَابجَمَـالٍ

     لِيَكونَ الشئُ بدِيعاً وجَمِيلا   

الناسُ ترَى شكلَ الأشيَاءِ وَظاهِرَهَا

      وَالشكلُ بمُفردِهِ ليْسَ دَليلا

مَاذا تعْنِي اليَـومَ مَفاهِيـمُ القِيَــم العُليَا

   كيْفَ يَكونُ المَرْءُ اليَومَ نبيلا؟ا

 فهَلِ الطاوُوسُ سَيبْدُو أجْملَ فِي مِشيَتِهِ

       لوْ،مَثلا، ترَكَ الكِبْرَ قلِيلا..؟

إنـّي أبْصرتُ بحَارالدّنيَا تصْفو لِثـــوَانٍ

       لكِنّ الأمْواجَ تهيجُ طويلا

وَالناسُ ظِلالٌ تمْشِي مَائِجَة فِي سَكرَتِهَا

       فترَاهُمْ قتلى يَسْتجْدُونَ قتِيلا

وَلقدْهَاجَ الدّمْعُ بعَيْنِي حِينَ تذكرْتُ زمَاناً

    مَعَ أحْباب غابُوا قصْراً وَرحِيلا

فعَرَفتُ حَقِيقة هَذِي الدّنيَا فِي جَوْهَرهَا

      الدّنيَا لاتـُبْقِي لِلمَرْءِ خلِيلا

كمْ مَلِكٍ قدْ جَاءَ إليْهَا مَزهُواً فِي حَاشِيَةٍ

       لكِنهُ مَاتَ وَحِيداً وَذلِيلا

شـقّ فؤادِي حَالُ بلادِي خيْراتهُ ضَاعَتْ

    بَيْن أيَادِي السّلطةِ صَارَ عَلِيلا   

وَلقدْ جئتُ إلى الدّنيَا يَحْذونِي أمَلٌ فِي الإنسَانْ

       لكِنْ خذلتنِي الألوَانْ؛ مُلِئتْ تضْلِيلا

أحْسسْتُ كمَا لوْأني بمَـجيئِي أخْطأتُ العُنوانْ

        وَمُقامِي أضْحَى كالحِمْلِ ثقِيلا

فلِذاكَ بَكيْتُ كطِفل فِي صَمْتِي وَكتمْتُ البُرْكانْ

         فِي المِحْرابِ طلبْتُ رَحِيلا

إنـّي اليَومَ سَأرْمِي نحْوَالشمْس الحَمْراءِ كِيَانِي

        فعَسَانِي ألقى فِي الشمْس بَدِيلا

وإذا الشمْسُ انفجَرتْ بلهيبِ لظى البُركانْ

         أولدُ ثانِية كالظلّ ظلِيلا

مِنْ مِيلادِي أعْلنُ أني سَأغني لِجَمال الإنسَانْ

        أجْملَ شِعْرفِي الثوْرة قِيلا

وسَأمْشِي فوْق جرَاحِي لاأخْشى سَطوَة جَبّار

      وسَأمْشي لاأخشى رعْديداًوعَمِيلا

  مَعــْذرةً لالحْظة عِندِي لِمَزيدٍ مِنْ ألم أقرَأهُ

          وَقتِي صَارَاليَوْم قصِيراًو ضَئِيلا                   

فحِصَانِي الأسْطوريُّ عَلى البابِ غدَامُنتظِرًا

         قدْ مَلأ الدّنيَا حَمْحَمة وَصَهيلا

وسَأمْضِي..وسَأمْضِي..