أتهطلُ قطرًا

أتهطلُ قطرًا

زاهية بنت البحر

سؤال ٌ تهادى رقيقَا

وديعًا

على ثغرِ حزنٍ شفيفِ العتابْ

بهمسٍ شجيٍّ

وصوتٍ رخيمٍ

ولحنٍ نديٍّ بدمعِ انصبابْ

على شطِّ وعدٍ

تدفَّقَ  موجًا

بحملِ الأماني لوأدِ الغيابْ

أترجعُ يومًا

من الهجرِ شوقا

وتحملُ وهجا بودق السَّحابْ؟

أتهطلُ قطرًا

وتنبتُ زهرًا

وتغلقُ ثأرًا عيونَ اليبابْ؟

أتنشرُ عطرًا

وتبزغُ شمسًا

وتبعدُ عنَّا نعيق الغرابْ؟

أتبدلُ صبحًا

بوحشةِ عتمٍ

وترفعُ رأسًا بغيرِ اضطراب؟

أتقتلُ يأسًا

وتمسحُ دمعًا

وترأبُ جرحًا وتنهي العذابْ؟

إذا كنتَ حقًا

بصدقِ اشتياقٍ

فهيَّا نشقُّ طريقَ الإيابْ؟