لقاء فوق الغيمات
رأفت عبيد أبو سلمى
فوق الغيمات تلاقينا
فوق الغيماتْ
صافحنا أشعّــة آمال ٍ
فوق النجماتْ
بعثرنا شوقَ أمانينا
ورفعنا صوت أغانينا
والقمرُ الساهرُ يحرسُنا
ما عاد يروِّعُنا أبدا ً
وَجْهُ الظلماتْ
أرأيتَ الحُلمَ لنا يهمي
بدموع الفرحةِ عطـَّرنا
وعيونٌ كانتْ باكية ً
تنماعُ بحزن ٍ لا يرحلْ
الآنَ تحدِّقُ أو تغفو
يوقظها همْسُ الضحكاتْ
وأيادٍ كانتْ مرتعشة
الآن تصافحُ في ثقةٍ
وجدانَ الحُبِّ العائدِ
من رحم الأيامْ
تخشعُ أفئدة ٌ حانية ٌ
في الفجر ترتلُ خاشعة ً
فإذا المحرابُ هو المأوى
والروحُ لها شوقٌ آخرْ
إذ عادتْ تعرفُ في ولـَهٍ
معنى الصلواتْ
مَن حرَّكَ فينا ثورتنا
مَن أضحك فينا آهتنا
وأعاد البلبلَ غرِّيدا ً
مِن فوق الغصن المَحنيِّ
كي نسمع منه الآياتْ
***
فوق الغيمات تلاقينا
وحمدنا اللهَ وكم نشكرْ
نتذاكرُ إذ كنا الموتى
والله الخالقُ أحيانا
وشربنا ماءَ كرامتنا
وطردنا منا الخذلانا
قد كان القهرُ يطاردُنا
بالذلِّ إلى الذلِّ مشينا
بالقهر إلى القهر سعينا
لكنَّ الثورة قدَّرها
مَن أنبت في الأرض الحبَّهْ
من جعل النائمَ إذ يصحو
ويهبُّ مِن القمقم ِ هبَّهْ
كالرَّعدِ له صوتٌ عاتٍ
كالفجر له نورٌ آتٍ
لا خوفَ اليومَ من الظلماتْ
يحدونا الأمَلُ البرَّاقُ
لغدٍ ما أحلى موعدَهُ
لغدٍ ما أصدقَ لهجتهُ
لغدٍ ما أبهجَ مُهجتهُ
والطفلُ العائدُ في روحي
لنْ يقبلَ أن يحيا يوما ً
تحتَ الأقدامْ
لن يرضى إلا أن تشرقَ
شمسُ الإسلامْ
****
فوق الغيمات تلاقينا
كي تسمعَ صوتي
كي أسمعَ صوتكْ
وتفتشَ في معنى رأيي
أعتزُّ برأيكْ
لن نبحرَ إلا أحبابا
لن نغلقَ لحوار ٍ بابا
كنْ أنتَ القائدَ أو غيرَكْ
فسواءٌ عنديَ أو عِندَكْ
أن يبحرَ وطنٌ للأمن ِ
وبأي منا أن يبحرْ
ليواجهَ خطرَ القرصانْ
لنْ نندم أبدا ً ما عشنا
أو بعد الموت إذا متنا
إن كان العدلُ هو الميزانْ
ويذوبُ الفارقُ في الفـُلكِ
ما بين الراكبِ والقبطانْ