رِسَالَةُ عِتَابْ... إلَى الكُتَّابْ
رِسَالَةُ عِتَابْ... إلَى الكُتَّابْ
عمر أبو عبد النور الجزائري
مدخل إلى القصيدة :
يكفي لإزالة الظّلام من غرفتك أن تشعل المصابيح، ولو حاولت أن تزيله دون ذلك بكل ما تملك من قوة وسلاح فانك لن تستطيع أبدا، وستجلب الخراب والدّمار لغرفتك، هذا شاننا مع الغرب، فيكفي لدحر استكباره وفساده أن نظهر ما في الإسلام من حق وتوجيهات حكيمة
وحلول رحيمة للمآسي التي أوقعتنا فيها المادية الغربية، وذلك واجب الكتّاب والدّعاة والمفكرين. فأين الكتاب والمفكّرون المسلمون من إشعال مصابيح الإسلام في هذا الظلام؟ بل يكفيهم إزالة القذى عن العيون، والحجب عن العقول حتى ترى بوضوح شمس الحق والحضارة الراشدة في هدى الإسلام الباهر، لماذا يهدر كتابنا ومفكرونا وإعلاميونا (كما نرى في الصحف والقنوات التلفزيونية) الوقت والفكر والورق في الأمور الهامشية في الدين والحياة، ويتجنبون المواجهة الفكرية المفروضة علينا من الغرب عقيدة وحضارة، اهو الريب، أم الجبن، أم الجهل بالإسلام؟
لماذا هذا الغَمْط للحق والقيم الإنسانية والحضارية التي يتميز بها الإسلام، والسكوت عن الأباطيل والمظالم والمفاسد والرذائل التي تنبني عليها الحضارة الغربية وتعمل على فرضها على الشعوب؟
لماذا لا يركز كتابنا ومفكرونا على القضايا الجوهرية في صراعنا الفكري مع الغرب خدمة للحقيقة بكل نزاهة وصدق وعدل؟
ومن بين القضايا التي أرى أنها جوهرية ما يلي :
- إظهار أدلة بطلان الإلحاد والشرك و شواهد تحريف المسيحية واليهودية وكتبهما
- إظهار الأدلة الفكرية والعلمية والواقعية على مصداقية الإسلام عقيدة وشريعة وإبرازه كمنهج منقذ للعالم من التردي والفساد الذي ألقاه فيه النمط الحضاري الغربي
- القيام بتحقيقات موثقة بالأدلة التاريخية القاطعة عن ضحايا الحروب والمجازر والإبادة التي مارسها الغرب منذ امتلاكه القوة.
- القيام بدراسات موثقة بالإحصاءات والأرقام عن سرقات الغرب لثروات الشعوب قديما وحديثا
- اظهار السرقات العلمية التي مارسها الغرب مع التراث العلمي للأمة الإسلامية بالأدلة التاريخية القاطعة
- التحقيق في وضعية الأخلاق، الأسرة، المرأة، في المجتمعات الغربية وأتباعها
- بيان حقيقة الديمقراطية التي يتبجّح بها الغرب، هل هي حرية اختيار فعلية أم هي لعبة يحكما المال والنفوذ الصهيوني؟
- هل حرية التعبير والتفكير مكفولة حقا في الغرب؟ فلماذا يقمع الكتاب والمفكرون عندما يظهرون بالأدلة العلمية أباطيل وأكاذيب اليهود (قضية الهولوكست مثلا) او ينتقدون فسادهم وظلمهم؟
- هل حقوق الإنسان مرعية في التعامل الغربي مع الشعوب أم هي عنده وسيلة للضغط والتدخل لتحقيق مصالحه اللا انسانية خاصة مع الشعوب الاسلامية كما يفعل مع السودان وليبيا وسوريا؟......
هذه الأمور وغيرها مطروحة من طرف بعض الكتاب النزهاء حتى من الغربيين أنفسهم لكن حضورها الإعلامي خافت باهت فوجب على أهل الرأي والقلم من المسلمين أن يُجلُّوها للعقول اكثر بالتركيز عليها إعلاميا، إظهارا للحق ودحرا للظلم وفضحا للغش والتزوير.
والقصيدة تصب في هذا المصب فهي موجهة إلى الكتاب المسلمين من خلال كاتب جزائري معروف بعباراته البليغة ومعلوماته الدقيقة ونبرته الصادقة، (اسم الكاتب مشار اليه في البيت الأول من القصيدة.
يا هادياً لِسَنَا الهداية عَلَمٌ يصولُ الحقُّ في أقوالهِ قد كنتُ ألمسُ في مِدادِكَ غِيرة ً يسري كنورٍ ضاربٍ بشعاعه يسعى بحجَّةِ ربِّه ورسوله مالي أراهُ مائهاً ، مُتثاقلا ً يُطْرِي الشُّيوخَ مُنوِّهاً بِخلالهمْ ذِكْرُ الشيوخِ الصَّالحين فضيلة ٌ لكن أنغرقُ في مناقب مَيِّتٍ فدَعِ المدائحَ للرِّجال فإنَّهم فجزاؤُهم عند العليم مضاعَفٌ فهم الرِّجالُ سعوا على أرض البَلا انظرْ بعقلك في جِوارك كم ترى انظر فكم في الأرض من مُتهالكٍ كم مسلمٍ نسي الصِّراط فأدبرتْ ابعثْ مقالك في النُّفوس جداولاً ركِّزْ على جهل العدوِّ وظُلمهِ وادعُ العقول ترَ الحقائق في الدُّنا انفضْ غبارَ الوهم عن إفسادهِ فلَكَمْ تعالى الكفرُ في أيَّامنا آهٍ على الحقِّ المُغيَّبِ في الدُّنا فالعلمُ في زمن الجحود مهانة ٌ كم من كتابٍ في الحمى وصحيفةٍ كم من أديبٍ حاذقٍ ومفكِّرٍ اللَّغوُ دَيدنُ من غفا عن دينه فلَكَمْ أضيقُ بكاتبٍ مُتعالمٍ ولَكَمْ أُغاظُ لعالمٍ متنوِّرٍ ولَكَمْ أظنُّ بمؤمنٍ متعلِّمٍ اكتبْ لربِّكَ لا لبطنك يا فتى العقلُ كنزٌ والبيانُ نفائسٌ كم من فخورٍ بالذي يأتي به الظَّرفُ يصرخُ : يا رجال تحرَّكوا هبُّوا ارفعوا بصرامة ونباهة ٍ احيوا العقيدة بالبيان ورسِّخوا أم تحذرون بني الغباء غباوة ً ؟ يا قوم إنَّ الله ينصرُ دينَه يا قوم إنَّ الأرضَ تمخرُ في الوغى قوموا انشِلوا خَلْقا تفاقم بؤسهُ قوموا ابعثوا نورَ الرَّحيم لتهنَأوا الدِّينُ يهدي للأمان فآمنوا عفوُ الكريم لمن يؤوبُ مُيسَّرٌ | يَنشُرُفي أعينٍ تبغي الهداية ويهزُّ عرشَ الكفرِ حين يُفكِّرُ وهداية ً تنمو به وتُبلوَرُ نحو القلوب فتنتشي وتُنوَّرُ ويلامسُ الرَّانَ الغليظَ فيُكسرُ مُتغافلا ً، متساهلا، يَتعكَّرُ بعلومهم وصلاحهم يَتندَّرُ مَن ذا الذي لشيوخه يتنكَّرُ ؟ وخلالُنا بحياتنا تتدمَّرُ ؟ ذهبوا الى ربٍّ بفضله يغمُرُ والسَّعيُ منهم في الكتاب مُسطَّرُ فافعلْ كما فعل الرِّجالُ وشمَّرُوا من مُنكرٍ ورذيلة تتجذَّرُ في جهله وضلاله يتجرجرُ خطواتُه ، في غيِّه يتعثَّرُ تُحيِ القلوبَ فترتقي وتُطهَّرُ وخليقةٍ بفساده تتضرَّرُ ودعِ الوجود لظلمه يتذكَّرُ أظهر بعلمكَ ما يُهيلُ ويَسترُ والحقُّ يُدفنُ في الصُّدور ويُطمَرُ من ذا ينيرُ به العقول ويُظهرُ والعقلُ في عَفَنِ الأنا يتحجَّرُ للوعي والفهم السَّديد يُكدِّرُ يرمي بيانَه في الهوى ويُبعثرُ وغدا بليدا في التَّوافهِ يَمخُرُ بجهالةٍ تئِدُ النُّهى يتبختَرُ يُقصيه أربابُ الهوى ويُؤخَّرُ من أجل حظٍّ زائلٍ يتحسَّرُ فاللهُ رزَّاقٌ يُنيلُ ويَقْدُرُ أَوَ في المطامع والرِّياء تبذَّرُ ؟ يوم الحساب لسعيه يتحسَّرُ خوضوا المعارك بالعقول ففكِّرُوا دينا قويما في الرُّغام يُعفَّرُ نجُّوا الأنامَ من الضَّلال وحرِّرُوا الله أولى من يُخافُ ويُحذرُ فتجرَّدوا لِهُدَى العقيدة تُنصرُوا والإثم في جَنَباتها يتخمَّرُ ردُّوا الذين تنكَّرُوا فتحيَّرُوا إنَّ الهنا دون الهدى يتعذَّرُ والكفرُ يرمي في المهالك فاحذرُوا فالله يرأفُ بالعباد ويعذِرُ | يكبرُ