إليكَ
26شباط2011
لمياء الرفاعي
الشاعرة الراحلة: لمياء الرفاعي*
بعد عمر كامل شاركته فيه الحلو والمرّ.. رحل الزّوج الذي جاوز الثمانين.. وظلّت شريكة الحياة تبكي ذكراه قصائد ترسلها "إليه" تَتْرَى.. حتى غادرت الدنيا بعد ثلاثة أعوام.. لم يَرْقَأ خلالها الدّمع ولا فَتَرَت الأشواق!
نـادتـكَ مـنْ خلفِ الغيوبِ ودنـا الرحيلُ، فأظلمتْ شهبُ السنا سـكـنـت تـراتيلُ الحياة، كأنّما وتـثـاقـلـتْ بالحزنِ أنفاسُ الدُّنا ويـدُ الـمـنـايـا تـستعدُّ سهامها لمْ تُبقِ في الجسد النحيل سوى صدىً * * * وأراكَ كـالـطـير الجريحِ موسّداً تـرنـو بـعـيـداً والعيون كَلِيلةٌ وتـطـوف بالذكرى مع العمر الذي وتـودّعُ الـجـدرانَ والأشـياء في فـي عـالـمٍ قـد غبتَ في أسراره وأرى قـنـاديـل الـيـقين تعلّقت والـنور يذبل في العيون.. فينطفي والـصّمت ينعي في سحابات الدُجى * * * ودنـا الـرحيل.. فما الطبيبُ دواؤه سـكنت مرارات الجراح.. وأسلمت والـروح تـسـمو للسماء وترتقي وتـشـبّـثـت كـفّي بكفّكَ تكتوي وتـعـلّـقـت عيني بعينكَ ترتوي * * * نـاداكَ قـلـبي.. والحنينُ ولوعتي نـادتـكَ روحي والأنينُ وحسرتي نـاداكَ عـمـرٌ قـد نذرتُ شموعَه نـادتـكَ أحـزانـي ولوعة خافقي وعـلمتُ أنّي اليوم أغرقُ في الدُجى وعـلـمتُ أنّي دون روضك أنثني فـأنـا الـيـتيمُ على ترابكَ أرتمي | غُيوبُوجـرى الـقضاءُ.. فما يفيدُ ولـكـلّ شـيءٍ في الوجود غروبُ صـوتُ الـحـياة مع المساء يغيبُ وسـرتْ بـوَهْـن الليل، فهو كئيبُ خـلفَ الجراح.. وبالجراح تُصيبُ مـن بـعـض عمرٍ أثقلتهُ خطوبُ * * * نـارٌ تـمـوج بـصـدره ولهيبُ تـشتاقُ عطرَ الروض وهو جديبُ! تـاهَـت بـه الأيّـام وهو غريبُ صـمتٍ.. وتسأل صمتَها.. وتجيبُ! هـل شـاغلتكَ مع الغيوبِ غيوبُ! بـيـن الـضـلوع تُنيرها، وتُنيبُ وعـلـى الـجبين توسّلٌ وشحوبُ وصـدى أنـيـنٍ خافتٍ ووجيبُ.. * * * يـشـفي القلوبَ.. ولا يفيد حبيب! روحـاً كـأنـفاس الرياض تطيب وتـضـيـئ في الآفاق وهي تغيبُ ويـدُ الـقـضـاء تردُّها.. فتخيبُ مـن نـاظـريك.. فتنثني وتؤوبُ * * * ولـهـيـبُ أنفاسي.. فلستَ تجيبُ نـاداك دمـعـي والأسـى ونحيبُ وزهـورُ عـهد.. لستُ عنه أتوبُ وصـدى أنـيـنٍ في الفؤاد يذوبُ وأطـوف بـحرَ الحزن وهو رحيبُ قـد ضـيّعتني في الدروب دروبُ وأنـا جـناحٌ في الطيور.. غريبُ! | نحيبُ
أبو ظبي الخميس: 16 صفر 1427 ه.
16 آذار 2006 م.
* لمياء عمر بسيم الرفاعي: شاعرة من مواليد سورية عام 1936 م. أقامت مع الأسرة في "أبوظبي" منذ مطلع الثمانينات. صدر لها ديوان بعنوان "قالت المرآة". رحلت يوم 30 كانون الثاني/يناير 2009 م.