أناشيد الحب و الذكرى

(إلى مساجد حماة التي هُدمت ، و مساجد حلب التي حوصرت ،

و قد مرّ عليها ذكرى المولد النبوي ، و هي صامتة)

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

أعِرْ قلبي جناح الطير كي يسمو

قريبا من مآذنها

قريبا من مساجدها

فتلك منائرُ الشهباء قد فاحت

شذا التسبيحِ و التهليل

في الفجرِ ...

و دَعْني كي أَلـُـمَّ اليوم ما نثروا

و ما قد قاله المُدّاح في الهادي

فهذا مسجدُ الخطّاب و السلطان و العُـمَري

و هذا جامعُ الإيمان في السَّحَرِ

به دمعٌ لعـبَّادٍ

تلألأ في زواياه

يشُــعُّ نضارةً و سَنا ....

 و هذا جرحُ قافيةٍ

أعِنـِّي كي أضمّـدَه

و هذا جرح مئذنةٍ

و قنطرةٍ لمحرابٍ

تزيِّـنُه التسابيحُ

و آياتٌ تـَــفيض سنا

فأنصِتْ – يا أُخـيّ – هنا

قوافي الشعر قد ذبحَتْ

فإني لا أَشُمُّ بها

سوى التكبير ينبعـثُ....

فلا الأنقاض تدفِـنُها

و لا تقوى

فهذا عطرُها الفـوّاح تنشره التباريحُ

و هذا صوت إنشاد ٍ

به عَبَـقٌ من الذكرى

و من عطرِ الصلاةِ على النبي المصطفى الهادي ..

بقايا من نشيدِ الروحِ و الحُبِّ

صداها لم يزل يعلو

بِـحبِّ محمدٍ يعلو

فتشدو كلُّ مئذنةٍ

و محراب ٍ

و زاوية ٍ

و قافية ٍ

نشيدَ القلبِ للقلب ِ......

ففيه بعضُ تعزيةٍ

و زادُ مسافرٍ يمضي

حُداءً يبعث الذكرى

و يجعل دربَ هجرتِهِ

طريقاً مِلـؤُها الأشواقُ و البشرى.....