يا شاعرَ الجسر
12شباط2011
د. محمد محمود جديد
"مهداة إلى الشاعر الكبير: زهير المزوّق"
د. محمد محمود جديد
يـا شمسَ أحلامي الدّفينة واسـتـنـهضي تلك الأمانيَّ التي عـشرٌ مضت، وهواكمُ في خافقٍ أيـسـوءُنـي أن الأحـبةَ غرّبوا عـمّـرتُ أبـراج الوفاء، لينزلوا ورجـوتُ أن ألـقـاهم عيناً، كما لـكـنـها الدنيا، وبعضُ همومها فـعـذرتـهـم، وعلمتُ أني ظالمٌ * * * يا صاحبي، هلاّ وقفتَ على الذُّرا وقـرأتَ نـونَ كـتابها، مسطورةً وقـبـسـتَ نارَ جمالها، لما بدَتْ وَعَـذَرْتَ من ساقتهُ أفلاك الهدى تـمـضي السنون سريعةً، نزّاعةً واسْـتـعبرِ "الذكرى" تجد ما قلتُه "ذكـرى" لها مني الفؤادُ وما حوى أوَ بـعد ذلك، يا أُخيَّ، تقول لي! * * * يا شاعرَ الجسر الكبير، وصاحبَ حـمَّـلـتني ما لا يُطاق، فلو بكم فاعذر، وأنت الحرُّ، إذ حالي طغتْ | أَشْرقيوتـضمّخي بشذى "زهير ذبَُـلـتْ على لفحِ الهجير المُحْرقِِ غـضٍّ، بـذكـراكم، نديّ، مورِق أو شـرّقـوا؟ كلا، فَهُمْ في مُطلقي وأَنَـرْتُـها بشموع صمتٍ مُطبقِ ألـقـاهـمُ قـلـبـاً، بغير تفرُّقِِ مـا يـمنعُ الأرواحَ من أن ترتقي لـوفـائـهـم، إن كنتُ لم أترفَّقِِ * * * ووصـفـتَ ما شاهدتَ للمُتشوّقِِ؟ بـلـطائفِ القلمِ المحيط المُطلقِ؟ مـن شاطئ الوادي، ولم تتحرَّقِِ؟ فـانـدكَّ طـورُ جلالهِ، لما لُقي؟ لِـمُـرادهـا، فـكـأننا لم نُخلقِِ! فـي الذكر بين المُحكماتِ، فَصَدِّقِ مـن حـبـه، وحنانهِ المغرورق "أتُـراك تـذكرُ ذلك الودَّ النقي"؟ * * * الـغُـرَرِ التي، بصفائها، لم تُسبَقِِ عـلَّـقـتُ ألفَ قصيدةٍ، لم أَلْحقِ فَغَرِقتُ، أو قد كدتُ، إن لم أغرقِ | مُزوَّقِِ"