تَسَاؤلات في زمَنِ العَوْلمَة
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أتُـرى لـهم يا قلبُ بعدكَ تصفحُ
وعـلـيكَ حاكوا ألفَ ألف حكايةٍ
ولـبـسْـتَ ثوباً ما عهدْتَ كمثلِهِ
وبـكـلِّ يـومٍ يـصنعونَ جريرةً
وبـكـلّ حـيـنِ يَـعمدون لفريةٍ
وتـذيـعُ أخـرى الإدِّعاءَ مشوّهاً
وبـأنّ مَـكـرَ اللهِ يـعلو مَكرَهم
نفرَتْ دروعُ الصبرِ منك وغادرَتْ
وَجـعٌ تمترسَ والجوَى فاضت به
فـإلـى.مَ أبـنـاءُ الـدّعاةِ تقودُنا
وإلـى.مَ لـلـشـذّاذ نحني هامةً
وإلـى مـتـى الأمّـي يحكمُ دولةً
مِـنْ كـلّ جـنسٍ قادمونَ لذبْحِنا
لا ديـنَ لا إيـمـانَ لا خـلقٌ لهم
يا قلبُ فاصبرْ واحتسبً أمراً جرى
هـلْ يـا تُراكَ وقد طويْتَ زمانَهم
وتـنـامُ عـمـا بـيَّـتوهُ وطالما
راهنت ، ما كسبُوا الرِّهانَ وغرَّهُمْ
كـلَّـفتَ روحَكَ وِزْرَ أعباء دَجَتْ
وبـسمْتَ والسّودُ الخطوبُ تعاقبَتْ
هُـمْ سـعّـروها يا مَهابطَ عْريهم
فـغـداً وآتٍ حُـكـمُ ربِّك عادلاً
ووقـفـتَ وحدَك أشعلتكَ جِمارُها
(فـكلامُ ذي القربى أشدّ مَضَاضةً)
هُـمْ ألـبسوكَ من العواقبِ سَوْءةً
قـلْ لـلـذيـن تـوهَّموا بغبائِهم
عـن أي ذنـبٍ سـوْفَ أغفرُ زلَّة
ولأيّ خـطـبٍ أشـعلوُهُ بغيضِهم
عفتُ الديارَ وقد هجرْتُ على قِلىً
هـو ذا الزمانُ يُريكَ أصنافَ المَلا
وخـطـوبُـهُ إمّـا تـكدّسَ ويلُها
فـأشـدُّ وَقـعـاً ما تَحُوكُ شُكولَهُ
وأشـد ذُلاً لـنْ يُـجـاءَ بـمثلِهِ
فـاخـْتـرْ لنفسِكَ موْطنا تحْيا بهِ
هُـمْ زَوّروا وتـفـنَّنوا وتألـَّبوا
سـافـرْ سـتـلقى مَنْ يهمُّكَ أمرُهُ
واعـلـمْ ففي التـّرحالِ خيرُمنافعِ
فـالـزمْ لنفسِكَ واحْتكمْ في أمرِها
ما دمْتَ لا تنوي الرّحيلَ عن الأذى
واعـلـمْ بأنّ البيتَ بيتـُكَ يا فتى
أوصـيـكَ يـاهذا فلا تكُ مُضغةً
لا بـلْ وكُنْ لُغزاً يُحيِّرُ ذي النُّهى
كُـنْ جـمـرةً كمْ تُـتَّقى موقودةً
واتـركْ مهازيلَ الرِّجالِ فما جَنتْ
واتـركْ مَـصاحبةَ اللئيمِ فكمْ جَنى
أهـلـي الـذين بهمْ أراهِنُ بالعُلا
فـلـكـلِّ داهـيـةٍ هُمُ قد وُطِّنوا
مـا لـي لأمـرٍ بـيـَّتوهُ جريرةً
فـركـبْتُ أخشنَ مرْكبٍ وَتخلَّفوا
خـابُـوا وبـاعـي ما لوَتْهُ مُلمَّةً
يـرْمـونَ بـالـبهتانِ حوْلي بينما
وبـهمْ أرى شُزْرَ العيونِ تنالـُني
وتـراهُـمُ مِـنْ غيْظِهم كمَراجلٍ
بـالـرُّوحِ يَـحْملُ إحنةً مَسْعورةً
لـي فـي الـقلوبِ مَهَابةٌ ومحبة
لـو لـمْ أكـنْ مـنهُمْ أجلَّ مَكانةً
مَـنـحُـوا إلى رُوحِ العَداوةِ نابَها
لـنْ يَـغـفـرَ الرَّحْمنُ زَلَّةَ فِعْلِهمْوعليكَ من راشوا السهام ولوّحوا ؟
ومـضـتْ بها زُمرُ الزُّناةِ تصرِّحُ
ثـوبـاً ، ولـلـضُّلال ظلماً تقدحُ
وعـلـيـكَ جُلُّ كلابِهم تُسْتـَنْبَحُ
وبـهـا تـخـطِّطُ زمْرةٌ وتُصحِّحُ
ونـسـوا بـأنَّ اللهَ يسْمعُ ما لَحوا
فـيـمـا بـه كذبوا وفيما جَرَّحوا
خـطـواتُ دربِـك دربَها وتلمِّحُ
نـارُ الأذى وضميرُ روحِك يَطمَحُ
وإلـى مـتـى فينا الرّعاعُ تُرجِّحُ
وَهُـمُ الـذين من المباذلِ قد دُحُوا
ويـصـولُ في طولِ البلادِ ويفلحُ
وَبـهِـمْ بـنا مَنْ عَاونُوهُ وَلمّحُوا
وَهُـمُ على ضرْبِ الجهادِ تسلّحوا
لـلـهِ ، حـتماً رُغمَ ما بك ترْبحُ
تـبـقى يراودُك السَّماحُ فتسمحُ ؟
قـصُرتْ نوازِعُهم وخابَ المطمَحُ
أنَّ الأمـورَ لـهـم تؤولُ وتصبَحُ
وصـبـرْتَ وحدَك للمدامعِ تسْفحُ
تـبـغيكَ والفـُوضى تـَعُمُّ وتلفحُ
وَنَـسـوا بـأنّ سَـعيرَها لا يُكبَحُ
وبـهـمْ خطوبُ النازلاتِ سَتجْنحُ
ووقـيْـتَ نـفسَكَ والأقاربُ تذْبحُ
مِـمَّـا يـقولُ به الغريبُ ويُفصِحُ
ووقـيْـتَ نفسَكَ وهي فيك تطوِّحُ
إنـي لأمـنـع مـنهم بل أجرح
ولأيِّ جـرْحٍ سـبَّـبـوهُ سأمْسَحُ
أنـسـى ، وأيّ فـعالِهمْ أستسمِحُ
بـيـتـي ، وما زالوا كِلاباً تنبَحُ
فـيـهِ الـوديعُ وفيه مَنْ لا يَصلُحُ
تـبْـقى على ما فيكَ رُغماً ترْزحُ
أبـنـاءُ عـمِّـكَ والأبـاعد تمدح
مـا قـالَ فيك الأقربونَ وَصرَّحوا
فـوِعـاءُ قـلـبِكَ بالمواجعِ يَطفَحُ
جـمْـعاً . وَلكنْ وعْدُ ربِّكَ أفـْدَحُ
واطلبْ صديقَ الصّدْقِ حتمَاً تنْجحُ
تَـجْـنـي جَناها والحياةُ ستصْدَحُ
فـسـهـامُ أهْلكَ في فؤادِكَ تجْرحُ
لا تـرْجُـوَنّ لك الخلاصَ فتفرَحُ
سِـجْـنـاً سيغدو فيهِ نفسُكَ تجنَحُ
تـحـلو لغيرِكَ في المذاقِ وتسْنَحُ
ولـظـىً يؤدِّبُ مَنْ يَخونُ وَيقبُحُ
أو شـوْكـةً بفم المشاحنِ تـَقرَحُ
كـفَّـاكَ مـنـهُـمْ غيرَ هَمٍِّ يُبْرِحُ
مـالاً لـغـيـرِ نـفاقِهِ لا يَصْلُحُ
عَركوا الضّلالَ وبالضلالِ تبَجَّحُوا
مَـلـكوا زِمامَ الكذبِ فيه وَجنَّحوا
إلا لأنـي جـزْتُـهـم وتطوَّحُوا
وركـضْتُ في دربِ العُلا وَتقيَّحوا
وأنـا لِـمَـا أبـغيهِ رحْتُ أرَجِّحُ
عـنْـهُـمْ أذبُّ بـنيلِهِم لا أسمَحُ
وجـنـونُـهم يُرْغي عَليَّ وَيمْتَحُ
بـالـحِـقدِ تغـْلي والفؤادُ مُقرَّحُ
وبـهِ يُـداهِـنُ دونـمـا يتوضح
وأنـا لـيَ الـقِدْحُ المُعلّى يُقـْدَحُ
مـا كـانَ ضُـغْـنُهم يَئزُّ وَيَفتحُ
وأنـا أشُـدُّ بـفـتْـقِـها وأصَلِّحُ
وأنـا لـهُـمْ يـومَ اللقا لا أصْفَحُ