التوسل
الشيخ أمين الجندي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد : فأنا أظهر على الدوام محبتي للشاعر العالم المتفنن الذواق الشيخ أمين الجندي رحمه الله وذلك لعذوبة أشعاره ورقتها وصدقها ، لم لا وقد أثرى الأدب العربي بفصاحته وعلو منزلته كعالم تفرد عن علماء عصره وأدبائهم وذلك في القرن الثامن عشر
من قرأ موشحاته وسمعها فلابد له أن يطرب لها ولد الشاعر في مدينة حمص عام 1766 وتوفي فيها في عام 1841 وكان شاعر عصره بلا منازع خدم الجندية في مدينة الطرب حلب وأعطى أساتذتها الملحنين أحلى الكلمات حتى غدا من أشهر الوشاحين
أصابه مرض عضال أقعده في الفراش وانقطع الناس عنه حتى ظن أن الحي غير آهل وشكى إلى الله إعراض الأصحاب عنه وجلس يكتب قصيدته الغراء والتي سميت التوسل يتضرع فيها إلى الله ويتوسل بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يشفيه ليشارك أصحابه الصلاة والعبادة وما أن انتهى من كتابة قصيدته حتى من الله عليه بالشفاء وفوجئ الناس به يسير إلى المسجد ليصلي الصبح جماعة ، وحاشى لله أن يترك عبده المؤمن وكان له ماسأل رضي الله عنه وأرضاه .
أحب أن أذكر بأن ماأعددت هو جزء من قصيدة طويلة اجتهدت في انتقاء بعض زهراتها كي لاأطيل وبعض الورد يدل على باقيه
عبير الشعريعبق من أمين كما في الروض يعبق أقحوان
أطلب من القراء الذواقين قراءة هذه القصيدة بتأمل ورَوِيَّة عسى أن يجدوا المتعة في حناياها .
عامر حسين زردة
تـوسـلـت بالمختار أرجى الوسائل هـو الرحمة العظمى هو النعمة التي شـمـائـلـه تنبيك عن حسن خلقه وأخـلاقـه فـاهَ الـكـتاب بمدحها نـبـي هـدى سن التواضع من عُلا دعـوتـك يـاالله مـسـتـشفعا به سـألـتـك كشف الضرعني بجاهه إلـهـي تدارك ضعف حالي برحمة فـإنـي جـذوع لاصبور على البلا وبـالسقم أعضائي اضمحلت جميعه ومـن فـرط مابي من نحول ولوعة كـأنـي غـريب بين قومي ومالهم أنـادي فلا ألقى مجيبا سوى الصدى ألا ليت شعري هل تفردت في الورى ومـا دون كل الخلق عولجت بالأسى أجـرنـي وأنـقذني من الهم والعنا وفـي العيد عادات الكرام لقد جرت وهـاأنـا مـحـتـاج فلا تك قاطعا فـإنـك أولـى بـالـمـكارم منهم فـحـاشـى ظـنوني أن ترد بخيبة فـإن كـان في العمر انفساح فعافني وإن تـك قـد حـانت وفاتي فآوني وثـبـت على التوحيد قلبي ومُنَّ لي وكـن لي رحيما في البلاء وفي البلا وكـن راضـيا عني كذاك ومُرْضيا فـإنـي أرى الـدنـيا سرابا وأهلها وإنـي لـراض بـالـقضاء وماتشا ولـكـنـني أشكو البلا لك لاالقضا أشـاع الـورى في هناتي وأظهروا فـدع عـصبة البهتان تصنع ماتشا فـمـن أين للخفاش أن يبصر الضيا ومِـنـي عـلـى طه الصلاة مسلما مـدى الـدهر (ماالجندي) أنشد قائلا | نـبـي لـمـثـلي خير كاف غـدا شـكرها فرضا على كل عاقل فـقل ماتشا في وصف تلك الشمائل ولاسـيـما الإعراض عن كل جاهل فـحـل مـن الـعليا بأعلى المنازل فـكـن مـنـجدي يامنتهى كل آمل وحـاشـاك ألا تـسـتـجيب لسآئل ولـطـف خـفـي عاجل غير آجل ودائـي عـضـال لامـحالة قاتلي فـلـم يـبق منها مفصل غير ناحل بـكـت رحمة لي حسًّدي وعواذلي شـعـور بـأشعاري ولا في رسائلي فـأحـسـب أن الـحي ليس بآهل بـكـسب الخطايا وارتكاب الرزائل قـصـاصا وحسبي زلتي وتضاؤلي فـغـيـرك مـالي ملجأ في النوازل بـبـر الـيـتـامى وافتقاد الأرامل حـبـال رجـائي منك ياخير واصل وأجـدر بـالإحـسـان من كل باذل وفـي بـابك المأمول حطت رواحلي مـن الـسـقم وارحم يارحيم تناحلي بـدار نـعـيـم عـزها غير زائل بـخـاتـمة الإيمان من غير فاصل بـدنـيـا وأخـرى يارجا كل سائل خـصـومي ويوم الدين لاتك خاذلي أحـاديـث يـرويـها الزمان لغافل وعـنـدي يـقـين أن لطفك شاملي لأنـك أنـت الـحـق أعـدل عادل الـشـمـاتـة فـيما بينهم بالتداول فـمـا الله عـمـا يـفـعلون بغافل وهـل تـألف الجعلان ورد الخمائل وأصـحـابـه والآل مـع كل كامل تـوسـلـت بالمختار أرجى الوسائل | وكافل
رحم الله شاعرنا امين الجندي