مدَّاحُ العولمة

عدنان إستيتيه ( أبو يعرب )

[email protected]

يُحكى أنَّ عبيدَ الكونِ تنادوا                          

 من كلِ رياحِ الأرض

وانساقوا من كل جهات الرفض                    

 وتخَلوا عن نظم مديح الكُبَراء

وتناسوا كل شعور و إباء

وتناخوا ألا يبقى مغبونٌ

أو مرذول

من كل خطوط الطول

وكل خطوط العرض

وتناءت قمم الأنحاء

وتعالت فيها الأسماء

من كل حذاءٍ وحذاء

ورباط العُنٌق الملساء

فتلاقت كل نفوسٍ شوهاء

لتقول بأنَّ العالمَ أضحى قريةً

ما أعجب .. ما أتفه هذي الفِرْية !

تلك القريةُ .. فيها الحارس

فيها الساحر فيها العُمدة

و أشاروا .. يُمنح من يسجد للسلطان

   .. يداعب أشياء السلطان

   .. ويعظم ألقاب السلطان

من يَحنِ الرأس لشارة أي بنان

من يصدع أمر السلطةِ

             تجزِل رِفدَه ،  

من يَعْصِ الأمر الهمايونيّ

          تقطع وِلدَه

من يلعق كعبُ حذاءِ العُمدةِ

          يُطلع سعده

فالعُمدة يهوى الغلمان ،ويُغُرم بالصبيان

وله فيها من شتى أصناف النسوان

      من كل إماءِ الأرضِ

             يحابي أمةً

قد جُمعت فيها زُمَرُ القبح

            وشوهات الإنسان

والكِلْمةُ بين مشا فرها زقوم وهوان

    لكن.....

إن غمزت عيناً

وأمالت طرف بنان

يأتيها من كل جهات الكون الخصيان

    ويقبِّلُ أطراف أناملها

         ويُغنِّي الألحان

ويدّبج فيها المدح يُوِّشيها

             اللؤلؤ والمرجان

.. لا كنتِ ولا كانت دنياك

          سوى أمةً للعُبدان

فأنت نتاجُ طغاة الشرقِ

       سليلةُ بغي الغرب

فلا كنت ِولا كان الطُغيان

          ****************

والعُمدةُ .. يا ذاك العمدة

    يتكرّش مثل َ وحيد القرن

    يتلوى كعمود دخان

ويُسِّلي  النفس .. ويغصب كل ملاح القرية

       يستجمع كل قوى الشرِّ

يطعمها المنَّ .. ويطعمها السلوى

       *****************

والقرية فيها الساحرُ

 يهوى تحضير الأرواح

ويلملم أشلاء الإنس

يخاطب زعران الجان

ويعاقر .. لا يُبقي خمراً بدنان

ويقول ....

بذاك وذيّاك يرام الإصلاح

           **********

والساحر يفرك مصباح علاء الدين

ويلملم طرفاً من أطراف الكون

من حمص .. لبغداد .. لبيروت

ويطوَّف أنحاءً

ويجمعُ من صنعاء لشنقيط

ويتمتم : " أشتاتاًأشتوت "

من ينقل من صنعاء القصر الممرود

ويجوز به – في طرفة عينٍ –

أنحاءً وحدود

   تأتيني بلقيسُ وزمرتها

       ورؤوس أعزَّتها

ويحيط بأنحاء القصر الوردي

لتكشف بلقيس وناديها

          سيقاناً ونهود

لكنَّ المصباح ينفث نَفثَ دخان

لا فعل له ......لا عزم

                 لا عنوان

فانقلب السحرُ على الساحر

               يسقيه الخذلان

           ***********

والقريةُ   فيها الحارس

           يهوى تشكيل الأكفان

يتقن تمزيق الجسد الممشوق ِ

                وتحطيم الرهبان

ويطوِّح بالسيف رقاب الخلقِ

              يُقطِّع كل بنان

كي  يُحظى برضا العمدةِ والساحرِ

    وينادي بالناس :

من يُطعِ الآمر

        فلا تثريب عليه

ستُساق الجنةُ طوعَ يديه

ويُجمِّع أمجاد الخلدِ

وأمجاد الدنيا !!!

لكن....... يكتشف الخلقُ

             بأنَّ الحارس من طين

             وأنَّ الساحر من طين

             وأنَّ العمدة من طين

لا يُصدر ....

           إلاَّ صوت نشيج وأنين

           والأرضة تأكل مِنْسأتهْ

           وتعرّيه جسداً خاوٍ

           يسكنُه الهون .