ذِبّانَهْ
د. جاسم العبودي
ذبَّانهْ.. هربت من بغدادَ بجلدها من غدر السلطانْ
فسكنتْ مدىً خِربةَ الجيرانْ
تقتاتُ على فُتات الموائدِ والديدانْ
سمعتْ أزيزَ دبَّابهْ
هرعتْ إلى الميدانْ
حطَّتْ على خُوذةٍ قذرهْ
سكرتْ من الرائحة النتنةِ للدخانْ
وتخيّلتْ لها خرطومَ فيل جوعانْ
ونادتْ أترابَها.. والذبان يعرف اللبّانْ
فتجمَّعَ حولها البرغش والبقّ والذبّانْ
ونُصِّبتْ على مملكةٍ بدون حيطانْ
فقالتْ: إهجِمُوا.. قوم عشتار وَسنانْ
وبين ليلةٍ وضحاها حوَّلُوا القوم
إلى قِدرٍ يغلي في كفِّ شيطان
تلدغُ.. تمصُّ.. تسرقُ.. وتنفثُ الأدران
وقوم عشتار خُرسُ القلبِ واللسانْ
وبعد سنين عجاف.. انتفضُوا لإزالة العدوانْ
فطاردوا "بالطاوات" والقدور والأحذية كلَّ الذبّان
وجراثيمَ المحتلِّ التي جاوزتِ الأركانْ..
فأقاموا دولة العدل والحق يزدانْ
في مملكة عشتار، فواحة بعطر البَيْلَسان..