أرجوكَ يا صديقْ
مصطفى الغلبان
تـعِـبْـنـا ولـم نـرتحْ بيومٍ نَـفِـرُّ مـن الأحـزانِ والحزنُ ظِلُّنا فـلا الـهـمُّ زائـلٌ ولا القهرُ مائلٌ نـعـيـشُ على حرفٍ نتوقُ لفجرِنا عـذابٌ مـصـاحـبٌ وشعبٌ مُعذَّبٌ شُـعوبٌ تحرَّرتْ وأرضي تدهورتْ تـمُـرُّ لـيـالي العمرِ تعدو لقبرِها | دقيقةًوملَّتْ جميعُ النَّاسِ من هَوْلِ ما يجري رفـيـقٌ مـرافـقٌ لـنا طِيلةَ العُمْرِ ولا الغيرُ سائلٌ عن النَّارِ في صدري فـمـن ذا يُـعِـيـننا بإطلالةِ الفجرِ وأصـلٌ مُـغرَّبٌ عن الجِذعِ والجِذرِ عـروشٌ تـظاهرتْ بأكذوبةِ النصرِ فـأيـن رجـالُ الفدوِ أنموذجُ الفخرِ |
أرجوكَ يا صديقْ
دعنا من العواطفِ اللعينةِ
دعنا من المشاعرِ المُهينةِ
دعنا من التلحينِ والتمجيدِ
والتزويقْ
دعنا من التصفيقْ
أرجوكَ يا صديقْ
***
أرجوكَ يا صديقْ
نضيعُ كلَّ يومٍ مرةً أو مرَّتينْ
نسافرُ المساءَ في قطارِنا الحزينْ
ونمخرُ البحارَ تائهينْ
نقولُ جاءَنا البشيرُ بالطحينْ
نقولُ جاءَنا وزيرُنا الأمينْ
في موطنٍ حزينْ
في موطنٍ لا يعرفُ الشمالَ واليمينْ
في موطنٍ مُوزَّعٍ مُقطَّعٍ
سجينْ
***
أرجوكَ يا صديقْ
نضيعُ كلَّ يومٍ في خزينةِ الرئيسْ
نطارحُ الجوعَ الغرامَ كلَّ يومٍ ألفَ عامْ
نصارعُ الحالَ العقيمْ
ونلعنُ الكبارْ
جميعُنا نخافْ
لأننا ضِعافْ
جميعُنا نُساقُ كالشياهِ كالخِرافْ
في موطنٍ لا يعرفُ الشمالَ واليمينْ
في موطنٍ مُوزَّعٍ مُقطَّعٍ
سجينْ
***
أرجوكَ يا صديقْ
عباءةٌ المجدِ القديمِ خطبةٌ مكررةْ
وقادةٌ مستنفِرةْ
تفرُّ حينما ترى لو في المنامِ قسورةْ
قيادةٌ حكيمةٌ مظفَّرةْ
أنظمةٌ وهميةٌ شكليةٌ
مشهورةٌ في نشرةٍ
أخبارُها مصوَّرةْ
يكفي الكبارُ أن تقولَ
كان يوماً ها هنا فتىً
يُنادَى عنترةْ
في موطنٍ لا يعرفُ الشمالَ واليمينْ
في موطنٍ مُوزَّعٍ مُقطَّعٍ
سجينْ
***
أرجوكَ يا صديقْ
دعْنا من العواطفِ اللعينةِ
دعْنا من المشاعرِ المهينةِ
دعْنا من التلحينِ والتمجيدِ
والتزويقْ
دعنا من التصفيقْ
أرجوكَ يا صديقْ
***
رخيصةٌ أرواحُنا وأصبحتْ
كعملةٍ قديمةٍ
مصكوكةٍ عديمةٍ
حياتُنا كصفقةٍ مضمونةِ الخسارةِ
راياتُنا لا تسترُ العوراتِ
في مدينتي !
في موطنٍ لا يعرفُ الشمالَ واليمينْ
في موطنٍ مُوزَّعٍ مُقطَّعٍ
سجينْ
***
أرجوكَ يا صديقْ
قالوا قديماً حاذِروا !
لا تكرهوا السياسةَ المذبذبة ..
لا ترفضوا السياسةَ المجرَّبة ..
أفكارُنا مُهرَّبةْ !
عقولُنا مُحجَّبةْ !
وقادةُ شُعوبِنا عن نفسِها
مُغيَّبةْ
مطيعةٌ وديعةٌ
قيادةٌ سعيدةٌ
شعوبُها مكتئبةْ
في موطنٍ لا يعرفُ الشمالَ واليمينْ
في موطنٍ مُوزَّعٍ مُقطَّعٍ
سجينْ
***
أرجوكَ يا صديقْ
كثيرةٌ أغاني الانتصارْ
لكنَّها فقيرةٌ غبيةٌ حقيرةٌ
تغيِّرُ الأقدارَ بالخيالْ
تنمِّقُ الأمجادَ والنضالَ
بالخيالْ
عميلةٌ أغاني الانتصارْ
تؤلِّفُ الأكاذيبَ الطوالْ
وتدَّعي بأنَّنا انتصرْنا في القتالْ
فُزْنا ولا جدالْ
يا دولةً مسلوبةَ النبالْ
يا دولةً مسبيةَ الرجالْ
يا دولةً منفيةَ إلى جزيرةِ الزوالْ
يا دولةً مخصيةً تغرِّمُ الأديبَ
حين يكتبُ المقالْ
في موطنٍ لا يعرفُ الشمالَ واليمينْ
في موطنٍ مُوزَّعٍ مُقطَّعٍ
سجينْ
***
لا أكرهُ النصرَ الحقيقَ يا صديقْ
لكنَّني ذرعاً بأهلِ الزورِ دائماً أضيقْ
لا أكرهُ المجدَ العتيقَ يا رفيقْ
ولانتصارِنا أتوقْ
بربِّكم متى نفيقْ
متى يحينُ موعدٌ فيه نقومُ
من سُباتِنا العميقْ
أرجوكَ يا صديقْ
أرجوكَ يا صديقْ