عتابٌ لدمشق وكلمة وفاء لشهداء سورية
02آب2008
د.جعفر الكنج الدندشي
د.جعفر الكنج الدندشي
كتبت هذه القصيدة عام 1981، حيث كان الأبرياء يعلقون على المشانق من كلّ صوبٍ وجانب، ودمشق تقف متفرجةً أمام هول الحدث والأحداث...وكنت أتعذب لأجلهم من بعيد، كأي جبان...
أجـهـلتَ يا شيخ الهموم لـي في سرير اللحن سلسة ً بها أُبـكـي بها جيلاً سيحملُ بعدنا أتـريـدُ مـني أن أعيشه مُسعداً أنـا يا خياليَ إن عشقتُ يراعنا * * * لـو يفهم الشعراء بعضَ قصائدٍ لـتـلـملمَ المسترزقون بشعرهم هـاتِ بـربك يا قوافي واطلقي والـقـي علينا ما يداعب روحنا * * * أبـكـيكِ رغم رجولتي وغيابي أنـا يا بلادي إن يئستُ من اللقا أشـتـاقُ طـوراً لـلبكاء فعللي أنـا مَن عُدِمتُ من المآذن لحنها أنا في مقاهي الغربِ أركع تائهاً أيـظـلُّ شاعرك المهاجرُ نخلة ً أرأيـتِ أنّ الـنـخلَ يحلو تمرُه * * * عـجباً دمشقُ وما استفاقتْ ويلها لـولاه مـا كُـنّـا وما مرّت بنا يـا شـام أنـتِ كواحةٍ لمسافرٍ إن أنـهـكـتـهُ الـنائباتُ فإنّما جـلستْ شيوخ الدهر تسألُ بينها فـرأتْ بأنّكِ يا دمشق ولِدتِ مِنْ فإلى متى هذا الغياب عن الوغى ويـجول في صدر العرينِ مُنافقٌ تـيـمـور سوريا يَلمّ ُ جَماجماً يـعـلـو على كلِّ العبادِ عواؤهُ * * * كـرّتْ دمـشقُ وبعدَ يومٍ أدبَرتْ عـادتْ تـلـمُّ شتاتها لتَكرَّ مِنْ كـسـر الدمشقيون رمحكِ ويلهم * * * أهـلاً ومـرحى ثمّ أهلاً موطني فـي كـلّ عـصرٍ تَستبدُ حُثالة ٌ فـإذا تمادوا، قمتَ تصرخُ مُرعَباً (الـجـنـبلانيون) من أحقادهم * * * قـلْ لـلـذي باع الربى بدراهمٍ فـالـمـجد ليس الباطنيّةُ شأنها فلسوف نجعلُ من صراخِكَ آية ً ولسوف نَصنعُ من مشانقكَ التي أقـواسَ نصر ٍ كي تسطّرَ قِصّة ً | عذابيوتـريـدُ منّي أن أعيشَ مـا يـربـط الأشعار بالأنسابِ رايـاتِ(بـدرٍ) في دُنا الأعراب كالليثِ في قفصٍ غريب الغابِ ؟ لـن أسـتعيضَ بهِ مجونَ شبابي * * * أو يـرتـوون بـمائها المنسابِ عـن نـورها وتستروا بحجابِ آلام جـلّـقَ فـي سطور كتابِ فـجـراحـنا مَن تستبيحُ عذابي * * * يـا أنـتِ يا مَن تَنظرين إيابي واسـتوطن الهجران في أعقابي هل في الدموع خلاصةٌ لعذابي؟ وحُرِمتُ أن أرتاح في المحرابِ حينَ الضياعُ يَجول في أعصابي مـرمـيّـة ً محرومة الإنجابِ ؟ فـي موطن ٍ للثلجِ والأغراب ِ؟ * * * (بـردى) يـغور فودِّعي أحبابي أمـمٌ تـمـرُّ عليكِ مثل سحابِ سـمّـوه تـاريخاً مدى الأحقابِ يـرتـاح بـيـن مآذن ٍ وقِبابِ عـن نـسـلها وتعدُّ بالأحسابِ قـبل ِ الزمان ِ ومنطقِ الأنسابِ لا تُـشهِرين بسيفكِ القرضابِ * (أسدُ الخُصيب ِ)مسممُ الأنيابِ(1) هـتْـكُ الحرائرِ ثمّ قطْعُ رقابِ بَـطَـلٌ يُـمجّدُ في عيون ذئابِ * * * فـرَّ الـدمـشـقيونَ دونَ رِكابِ حـيـث السما كم تلتقي بشهابِ أهـلُ الـتجارةِ، عهدهم كسرابِ * * * وكـرُ الطغاتِ ومصنعُ الإرهابِ بـبـنـيكَ قتلاً دون أيِّ حسابِ حـرقـوا تُـراثي ثمّ بيعَ تُرابي مَن أبدلوا(الصدّيقَ) بالكذّاب (2) * * * لـيـهـودِ خيبرَ، مجدهم كيَبابِ (تشرين تحريكٍ) كعقود ثقابِ(3) تُـتـلـى كـأمثالٍ مع الأسبابِ حَـمَـلَتْ شبابَ (محمّدٍ) لثوابِ لـلـمـجد والأجيال والأعرابِ | شبابي
* القرضاب هو السيفspan>
(1) الخُصيب كناية عن حمدان الخصيبي الفارسي الذي أدخلَ المذهب النصيري إلى بلاد الشام. بمساعدة محمد بن جندب الجنبلاني.
(2(2) الجنبلانيون هم النصيريون أتباع ابن جندب الآنف الذكر.
(3) حرب تشرين/أكتوبر 1973، والمسمّاة بالتحريرية، أطلق عليها الشعب العربي في سوريةك حرب تشرين التحريكية بدلاً من التحريرية، لتحريك المؤامرة بعد معاهدت روجرز الأمريكي.