السلام الضائع
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]
عـجـبـاً ! يَـمدُّ المسلمون ولاءَهُمْ
هـذا اشِـتـراكـيٌ و ذلـك مَذْهبٌ
وجَـمـيـعُهمْ لَبِسُوا لباسَ الدَّينِ رَقَّ
ويُـقَـطَّـعُ الـودُّ الصّفيّ بذاك بَيْـ
حَـفـظوا عهودَ المُشْركين ! وليْتَهُمْ
حَـتـى تَـقَـطّعَت الحِباَلُ ولم يَعُدْ
فَـقَـدوا الـمَهَابَة مِنْ قُلوبِ عَدُوَّهم
وتـوالـتِ الـنـكـبات بين هزائِمٍ
لـم يَـكْـسَـبُوا الدنيا ! وربُّك عَالمٌ
* * *
ويْـحي ! وقَدْ حَمِيَ الوطيسُ ولم يَعُدْ
وتَـلـفَّتوا ! وعَلا الصُّراخُ و مَالَهُمْ
وعَـلا الـصُّـراخُ وراحَ كُلُّ مُفَزَّع
وَثَـبَ البَقيّةُ ! ويْحَ نَفْسي ! هل تُرى
مَـاذا يُرادُ ؟! وما يُدارُ ؟! وكَمْ تَرى
شَـرَكٌ يُـنَصَّب في القِتال وفي مُفَا
لـم تُـغْـنِ " أوكار الفَسَاد " ولا مِرا
يـا لـيْـتَـها حُطِمتْ هناك ولم تَعُدْ
* * *
كـيـفَ القِتال ؟! وقد تَنازَلَ جَمْعكُم
هَـذي الـوَثـائِـقُ والمواثيقُ التي
كـيـفَ القِتالُ ؟! دُوَيْلةٌ ؟! يا بئسَما
أدُوَيْـلةٌ ؟! لا جَيْشَ فيها ، لا اقْتصا
خَـدَمـاً لأبْـنـاء الـقُـرودِ أذلّـةً
هَلْ تَخْدَعون ؟! رُويْدكُمْ ! أمْ تُخْدَعو
كَمْ صَفّقَتْ لكُمُ الدُّنَا؟! كَمْ زَمجَرت ؟!
فَـلِـمَ القِتالُ ؟! ومن تُرى قَدْ ساقَكُمْ
ولِـم الـقتال ؟! وأيُّ أمر يُرْتجى ؟!
لا تـحْـلُـموا بالسَّلْم ! لا أحداً أرَى
إنَّ الـسّـلام بِـشَرْعهمْ ذُلُّ الضَّعيـ
كُـلُّ الـعُـداةِ تَـطـلَّعُوا للأفْق يَرْ
فُـتِـحَـتْ لَهُمْ كُلُّ الدُّروب وفُتَّحتْ
فَـلِـمَ الـقِـتال ؟! وأيُّ سِلْم يُرْتجى
هـاجَـتْ مـطـامِـعُهمْ لثروةِ أُمّةٍ
لـيـسَ الـجهادُ الحقُّ نَزوَة طائشٍ
أمَّـا الـجـهـادُ فـإنّـه الحقُّ الذي
أمّـا الـجـهـادُ فـإنّه النُّور الذي
وهـو الـحَـيـاةُ لأُمّة حَمَلتْ رِسَا
وهـو الـسـبـيل لأمة مرصوصَةٍ
مــا سـوّغَ الإسـلام أيَّ تـفـرُّقٍلـعَـدُوَّهـم وعـدوُّهـم لـم يَحْفَلِ
ثـانٍ وآخـرُ فـي هـوى مُـتَحوَّلِ
ولـم يَـعُـدْ يُـخْـفِـيْ طَوِيَّةَ جُهَّلِ
ن الـمَـسْـلِـمين على هوى مُتبَدَّلِ
حَـفِـظُـوا عُـهَود أخٍ لهم مُتَجَمَّل
لأُخـوّة الإيـمـان صَـفْـوُ المَنْزِلِ
أبَـداً ومَـا نَـالـوا رضا الله العلي
تَـتْـرى وبـيْـنَ مَـذَلَّـة وتَحَوُّلِ
بِـمـصـير يومٍ في الغُيوبِ مؤجَّل
* * *
فـي الـسَّاح مِنْ لَهْوٍ ولا مِنْ مَهْزلِ
مـن مُـنـقِـذٍ أبـداً ولا مِنْ مُقْبِل
يـا نَـفْـسُ قـد جَدَّ الهلاكُ فَوَلوِلي
يَـقْـوَوْنَ فـي إحْـيـاء ما لمْ يُفْعَل
مـن مَـسْـرح بَـيْـنَ الدّيار مُغَوَّلَ
وضَـةٍ لِـكُـلَّ هَوىً يُحاورُ معْضِل
ء المجْرمين ولا هَوى المسترسِلِ (1)
خَدراً يَسيل إلى العُقُولِ ويَخْتلي (2)
* * *
عَـنْ سَـاحَـة كُبْرى وحَقًّ قَدْ جُلي
نُـشِـرتْ لَـنـا ترْوي تَمامَ مُسَلْسَلِ
ظَـنّـتْ عِـصَـابَـةُ تائِهٍ مُتسوَّلِ
دَ ولا كِـيـانَ لأُمَّـة فـي مَـحْفَل
لـلـكـافـرين ! فأيْنَ عِزَّةُ من يَلي
نَ ؟! غـداً نرى ! ويلَ الذي لمْ يَعْقِلِ
كَـمْ مُـنْـشِـدٍ لـشِـعَارِكُمْ ومعلّل
سـوقـاً لـمَـهْـمَـهِ فِتْنَة لم تنجلِ
سـلْـمٌ ؟! فـلا سـلـمٌ لواهٍ أَعْزَلِ
يَـرجـو الـسَّـلام من العُداة العُجَّل
فِ لـكـي يـظلَّ على هوانٍ مُرْسَلِ
جُـون ازْديـادَ مَـطـامِـعٍ وتَغلْغُلِ
تِـلْـكَ الـقُـلـوب لِـفتنَةٍ وتَحَلُّلِ
والـزحْـفُ مُـتَّـصِـلٌ ولمّا يَكْمُلِ
وَيـزيـدُهـم جَـشـعاً هَوانُ الغُفَّل
أو مُـدّع أو عـاجـزٍ ومـمـثَّـل
يُـعْـلـي لـنـا نَهجاً أبَرَّ ويجْتلي
شـقَّ الـسـبـيـل لـكلَّ داع أَمْثلِ
لـةَ ربّـهـا ومَـضَتْ لأكْرَم مَنْهَلِ
صـفّـاً بـغَـيْـر تَـمـلْمُلٍ وتَعَلُّلِ
لـلـمـسـلـمـين ولا فَسَادَ تأوّلِ
(1) إشارة إلى بيوت اللهو والقمار التي أقاموها على شواطئ غزّة وفي أريحا لُيظهروا أنفسهم مساوين للغرب في الفتنة والفساد ، إرضاءً لهم .
(2) يختلي : ينزع ويذهب بالشيء .