أنفاس الشعر
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
بـوحـي بـسـرِّ الهوى رفافةَ الهُدبِ
ونـادمـي في ضفاف الحلم أشرعتي
بـوحـي بـأيِّ فـمٍ إني على شغفي
كـونـي كـمـا شئت حرفا لمَّ آهتنا
تـقـوْلـبـي فـأنـا آتيك بي ظمأي
شـدّي فـؤادي دمي المحروق عذّبني
ضـوعـي عبيراً وفيضي موجَ ساقيةٍ
أنـفـاس شـعري بغابات المسا قمراً
يـا واحـة الـطـيبِ يا أسرارَ مملكة
وردّدي وجـعـاً يـغـتـالُ حاضرَنا
جـمـيـلة كانفلات الصبح لو لمحت
قـد كـان قبل احتضارِ الوعدِ موعدُنا
لـوحـي سـراباً وكوني بوحَ ذاكرتي
يـا واحـة مـلأتْ أيـامَـنـا عـبقاً
كـونـي لِـروحـي أنا أحلى مغامرةٍ
حـتـى أفـتِّـقَ كـنـزَ الريحِ أوقدُه
أنـا أغـنّـيـك أشـعاري دِما زمني
يـا واحة الشعر بوحي بالذي احترقت
وحـدّثـي عـن غـزاةٍ دمّـروا بلدي
كـونـي أمـيرةَ حرفي غازلي وتري
صِـلي أصِلْك انثيالُ الحرفِ في شفتي
أجـيءُ حـرفـي بـعطرِ الليل أنسجُه
يـا قـصـة العمرِ يا نهراً أطوفُ به
هـاكِ اقـرأيـنـي كتاباً خُطَّ مِن دمِنا
تـلـمـلمي سرحةً في غصنِ شاردتي
حـان الـقطاف وكفُّ الصمت مترعة
كـونـي نـزيـف دمي بالحلم ينقشني
كـونـي مـلامح وجهٍ غابَ من زمنٍ
تـنـام عـنـد خطوط الصمت قافلتي
كـونـي لـواقـعـنـا دنـيا ملونة
قـصـي شـواردنـا لـلأفق يحملها
لا تـسـالـي فـانـا للحب منطلقي
ومـا أزال ربـابـي قـد لوت وتري
كـونـي مـلاذي أعـاصيري تدمرني
تـقـولـي فالهوى العصري يجرفني
قـصـي شـواردنـا لـلأفق يحملها
أنـثـى خـطـاهـا على دربي تنقلها
مـا كـان أجـمـلـها تمتد خارطتي
ظـلـي ربيع هوى دوسي على وجعي
ولـمـلمي عن ضياع العمر أرصفتي
يـا واحـة الـظل ظلي خيمة غمرت
لا تـسـأليني متى اغتالوك وانصرفوا
سـتـرجـعين بنا عمق التحدي زها
فـلـن تـكـونـي سوى بغداد حاملةوفـوق غصنِ الشذا بوحا به انسكبي
واسـتـنـطقي حُرقا بالروح والتهبي
ومـن جـنون دمي يا حلوتي اقتربي
ودمّـري فـي حـريقي لوعة النصبِ
وفـيّ تـرقـدُ نـارُ الـوجدِ فارتعبي
ولـلـوصـالِ كشلال الضحى انسربي
عـلـى طريق الندى في رنّةِ القصبِ
يـزف أحـلى جناح الشوق في كتبي
لُـوحـي بـثوبِ السّما مبلولة القشُبِ
لـيـزهـرَ الجرحُ في الأعماق باللهبِ
وزيّـنـت شـهـقـةَ الأنفاسِ بالأدبِ
بـه تـعـرّى انكسارُ الوهمِ بالوصَبِ
واسـتـنفري غُصصي قدسيّةَ الغَضَبِ
إنّـا نـهـيـمُ بـها للوصلِ فاقتربي
حـتـى لـنـعصرَ خمرَ اللوزِ والعنبِ
وكـي أمـرَّ بمجْري الطيبِ والطّربِ
وغـربـة ُالـروحِ فيها شهقةُ العتبِ
فـيـه الـقلوبُ وناجتْ لوعةَ السغبِ
ومـا آتَّـعـضْنا ولم ننهضْ ولم نثبِ
وأهـرقـيـهـا شظايا العود كالحببِ
يـلـوحُ وحـيـاً على أجفان مكتئبِ
عـلـى شواطيهِ نامَت رقصةُ السّحبِ
ورجـفـةُ الموجِ تغريني مع الصّخبِ
وقـطّـعـتْـه أكـاذيـباً من الخُطبِ
بـه تـدلّـت عـناقيد الضحى التعِبِ
بـهـا سـنـجني أزاهيراً من الذهبِ
عـلـى رباب الهوى وعدا من الحُجُبِ
يـجـتـرُّه ألـمُ الـتـذكـار والنُّوَبِ
وفـي الـجوانح أملى النصل مغتصبي
مـن الـتجاريب عرت عورة النُّصُبِ
بـوح الأثـيـر عـلى شبابة الحِقبِ
عـلـى جـناحين من حبِّ ومن عجبِ
ولـحـن صـمتي غفا في أمة الكذِبِ
فـشـهـوة الـنـار في دوامة الكربِ
عـن الـمـسـار وفي الأبعاد منقلبي
درب الـسـكون على طاحونة الرِّيبِ
رجـع الـحكايا سمت في واحة الأدبِ
على طريق الضحى في الشاطئ العربي
مـنـي سيجري لظى البركان بالطلبِ
ضـاقـت خـطاي بما حملت رهبِ
بـالـمـبـدعين وكوني جنة الحِقبِ
أبـنـاء عـمّي وباعوا المجد باللُّعَبِ؟
إلـيـك يـبـقـى مدار التاج واللقبِ
عـرس الـكـفاح لتصحو أمة الهربِ