دمشق يا ليلاي
12تموز2008
إبراهيم الصغير
دمشق يا ليلاي...!
إبراهيم الصغير
مـزجـتُ حـبّـك فـي شعري وفي كبدي دمشق يا قبلة العشّاق قـلـبـي ومـا ضمّ من حبّ ومن وله أحسّه جبلاً قد ذاب في جسدي فـي نـبـضه دائماً يشدو وفي نغم أهواك، أهواك، يا حبّي ويا بلدي فـأنـت فـي أضـلـعـي نار يؤجّجها شوقٌ مقيم وأثقالٌ من السهد شربتُ من صدرك الصافي كلؤلؤة كأس الهوى فتشظّى الحب في كبدي وذقـت مـن شـفتيك الورد ممتزجاً بالتورت كالشهد سيّالاً على البرد عـيـنـاك نـجـمان يلهو فيهما ألقٌ وفيهما تسبح الأمجاد في صُعُدٍ وتـحـت جفنيك أحلامي تهدهدني مثل العصافير في شدْو وفي غرد دمُ الـمـحـبين فوق الخدّ منسكبٌ والياسمينُ زها في النحر والعضد وتـحـت شَـعـرك تـغفو ألفُ مئذنة ألحانها قد علت للواحد الأحد تـطـلّ مـن وجـهـك الـفـتّان أغنية لسمعها بردى يهتزّ في ملد وقـاسـيـون كـتاج الشمس منعقدٌ على جبينك ضدّ السحر والرصد والـغـوطـتـان هـما نهداك قد برزا كالفرقدين بنور أخضر وندي عـنـقـود حـسـنـك فـوّاح وممتلئٌ بخمرة الحبّ في لهو ومبترد لـمـا الـربـيع رأى مغناك مزدهراً جنّ الربيع وأضحى فاقد الرشد فـيـا دمـشـق لأنـت اليوم ملهمتي وأنت شعري وإيماني ومعتقدي كـلّ الـقـصـائد والألحان قد مخرتُ بحر الغرام الى عينيك في مدد مـن أجـل حسنك هذي الريح راقصةٌ والبحر قيثارة والطير في غرد والـشـمس تهديك فيض النور باسمة والبدر من حبّه قد شفَّ كالجمد فـالأصـل أنـت، وأنـت الدرّ نادرهُ وغيرك الزيف كالفخار والزبد دمـشـق يـا تـحـفـة الباري وصنعتهُ وسرّه الرائع المكنون للأبد فـريـدةٌ أنـت فـي حـسن وفي عِظَم ومثلك اليوم هذا الدهر لم يلد دمـشـق يـا نـغم تشدو على شفتي شدو البلابل في دفء وفي رغد لأنت يا شام ليلاي التي رقدت في عمق قلبي وفي روحي على الوسد الـشـوق فـي أضـلـعي يا شام ملتهبٌ كالأم في غربة تشتاق للولد مـشـيـمـةُ الـعـشق مازالت تكبّلني إليك يا بلسم الأحزان والكمد وحـبّـك الـيـوم تـيّارٌ بأوردتي يجول في العين والإحساس والخلد أحـنّ لـلـمـرجـة الـغـرّاء كحّلها عطر الشهادة والإيمان والجلد أحـنُّ لـلـقـلـعـة الـشـمّاء شامخة تاريخها عبق ينساب كالزرد أحـنّ لـلـسـوق، للحمّام منتشياً وللحواري، وقصر العظم، والصُّعُد لـلـمـسـجـد الأمـويّ الـخلدُ زخرفهُ فسيفساء بلون المجد والأبد ولـلـتـقـالـيـد والأعـياد كم تركتْ في داخلي أثراً لم يمحَ أو يبدٍ أحـنّ لـلـربـوة الـمغناج ضاحكةً والماء من حولها والزهر كالعقد وأنـت يـا شامُ وجه الحسن مزدهراً في النيربين وركن الدين والبلد صـوت الـمـؤذّن فيك اليوم يطربني وقرع ناقوسك الجذاب كالغرد كـأن مـروان فـي عـيـنـيك معتكفٌ وخالدٌ رابض يحميك كالأسد وفـيـك يـبـدو صـلاحُ الـدين منشغلاً ومثلهُ ظاهرٌ يهواك في كبد لـحـسـن وجـهـك نور الدين منجذبٌ كأنه العاشق الولهان من أمد وهـا هـو الشيخ محي الدين في طرب من فيض حبّه كمْ يأتيك بالمدد لأنـت قـبـلـةُ كـلّ الـعاشقين وهمْ إن عدّهم أحد فاقوا على العدد ولـسـت مـعـشـوقة للشام قاطبة بل أنت للعرب عشق ثابت الوتد ولـلـعـروبـة مـجداً أنت رافعةٌ كما رفعت شموخ الشرق في رشد وشِـدْت عـلـماً وعمراناً بأندلس لولاك صارت بلاد الغرب في بدد فـأنـت عـاصمة الدنيا بما رحبتْ منك العواصم قد مادت من الحسد ولـلـثـقـافـة صـرت اليومَ عاصمةً وللعروبة صرحاً شامخ العمد وسـوف تـبـقـيـن نبراساً يؤججهُ إيمان شعبك في عزم وفي جلد وسـوف تـبـقـين مثل الطود شامخة يفنى الأعادي وأنت العزّ للأبد | للأبد