مرثية البيت القديم

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

و مررتُ بالبيتِ القديمِ

مُحاصراً بالأسئلةْ

من كان يسكنهُ

و من تركَ الحوائطَ

خابياتٍ

و النوافذَ مُشرعاتٍ

و الستائرَ مُسدلةْ

من كان يرعى وردَ شرفتهِ

و يقطفُ ظلَ كرمتهِ

و يمنحُ عند مدخلهِ

الأكفَ السائلةْ 

من كان يوقدُ دفئهُ

و يمرُ في غرفٍ

تداعتْ مُقفلةْ

 

و مررتُ بالبيتِ القديمِ

محاصراً بالأسئلةْ

نَقَشتْ أيادي الريحِ فوق جدارهِ

وجهاً حزيناً شاحباً

و رمى الخرابُ

صفيرَ صمتٍ حولهُ

و رفيفَ بومٍ

في الزوايا المُهمَلةْ

و تزاحمتْ في خاطري صورٌ ..

حياةُ .. أغنياتُ ..

كركراتُ البابِ ..

 صلصلةُ الملاعقِ

نقرةٌ للطفلِ في لوحِ الزجاجِ ...

و خطوةٌ ترقى على الدَرَجِ

و أخرى نازلةْ

 

و مررتُ بالبيت القديمِ

محاصرا بالأسئلةْ

و أصابعُ الزمنِ العتيدِ

تحركُ الأيامَ و الأحلامَ

ذاهلةً لوديانِ الأسى

و تسوقُ قطعانَ الفصولِ الهائلةْ

و ذكرتُ أوطاناً

و ساحاتٍ مضتْ

و أماكناً نزحتْ

و أبقتْ في دمي

حزنَ القوافلِ

و القلوعِ الراحلةْ

و تلفّتَ القلبُ

إلى أمسٍ سرى

و هوى رذاذاً

من غبارٍ أو صدى

من تحتِ شمسٍ

سوف يُنبِتُ ضوؤها

مدنَ السنينِ المقبلةْ