إلى المستضعفين في مصر
إلى المستضعفين في مصر
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]لأنـتَ ترقُبُ ما يجري وإن عَجزتْ
لأنـتَ تقدرُ أن تَرْعى الضَّعيف فلا
مـا كـنـتُ أعـلمُ أنَّ الكفرَ يحكمُنا
ربَّـاهُ لـولا يـقـيـنـي أنَّني بشرٌ
وأنَّ مَـظـلَـمتي في كفِّ مصلحتي
لانْـهَـدَّ مِـنِّي قِوامُ المتن وانسحقتْ
وكـيـف لا والأذى قـد غُـمَّ فاعله
وكـيـف لا وجـراحُ الـقلب نازفةٌ
كـم يُـسعد القلب أن يُرمى بقارعةٍ
* * *
مالي أرى الرأي في مصر الهدى نَتِناً
مالي أرى الأمرَ في كفِّ الذين سَفَوْا
أرى الأمـانـة قـد نـيطت بخائنها
أرى الـشـعوب غدت نَوْكَى مُضلَّلةً
تـنـحـطُّ في طمَعٍ ، تهفو إلى بِدَعٍ
ويح الشعوب إذا طاشت، وقد فعلت،
ويـح الـشـعـوب إذا تاهت مذلَّلةً
الـكـفـر يَعْفِسُها ، والخزي يلبسها
يـا شعب مصرَ سوادُ الشَّعب مُؤتَمَنٌ
خـذلُ القريب إذا استشرى دليلُ وَنَى
لا لـيـسَ للسَّيْرِ خلف الكفر معذرة
لِـمَ الـسُّكوتُ عن الظُّلم الذي سكنتْ
لِـمَ الـتَّـغاضي عن الإفساد في بَلَهٍ
اصـمـتْ لـتسترَ بَلْواكَ التي نَتِنَتْ
انـهضَْ لتركبَ عزًّا في المعيشة أوكـفِّـي وتـعـلـمُ يا ربَّاهُ أسراري
تُـخـزيـهِ غـائلةُ الفجَّارِ في الدَّارِ
تُـخـزى الـشُّعوبُ إذا نيطت بكفَّارِ
أحـوالُـه حُـبـكـتْ قَـبْلاً بأقدارِ
والـخُسْرُ ليس سوى التَّخليدُ في النَّارِ
فـيـه الـخـلايا بوقْعِ الهمِّ والعارِ
و مـا أرى في الورى دربا إلى الثارِ
غـارت بـغائلة المستأمنِ الضَّارِي
كـبـرى تـطهِّرُه في طاعةِ الباري
* * *
والـشـعـب يـنبَتُّ في ذلٍّ وإدبارِ
سـاسـوا الأمـورَ كـقُطَّاعٍ وشُطَّارِ
هـل يَـصلُح الأمرُ في الدنيا بغدَّارِ
تـرتادُ صاغرةً جُرْفَ الهوى الهاري
تـنـكَّـرت لـحقوق الإبن والجارِ
عـن شـرعة الحقِّ وانقادت لخوَّارِ
وراء مُـفـتَـتَـنٍ نـذْلٍ وخـمَّـارِ
والـذلُّ يـدهَـسُـها ، جذلى بدعَّارِ
عـلـى المكارمِ رغم الغائلِ السَّارِي
مـن أمَّـةٍ ركـبـت أوهـامَ أعذارِ
الأرض لـلـه لا لـيـسـت لأغيارِ
بَـلـواهُ في أنفسٍ تُخزى وأمصار ؟ِ
والأرضُ تـصرخُ من حُزْنٍ وأكدارِ؟
لن يستُرَ الصَّمتُ بلوى حكمِكَ العَارِي
تـمـوتَ مَـيْـتـةَ أبطالٍ وأحرارِ
