اختلط الحابل بالنابل ، واختفت الحدائق بل تحولت الى مزابل ، وتحول ولي الامر الى عميل قاتل ، وهاهو الشعب بين مخدوع وخادع ، ومتسلط وخانع ، ومتخم بمال الشعب وجائع ، وهاهو الجار المسلم في غزة العزة يضيّق عليه ليموت بالجوع والمرض خدمة لبني صهيون
***
ولكنْ خذْلةَ الاخوانِ حزَّتْ في شرايينِي
أمصري ٌ يلوك العارَ جمًّا في قذى الدُّونِ
أما في القوم من فحلٍ = يقول الحقَّ يشفينِي
أما في القوم من خُلُقٍ = ومن عقلٍ ومن دينِ
فهل شعبي وهل بلدي = بهذا العار يرميني ؟
وهل وطني يبيع الشَّعب = مكتوفا لصهيونِ
وهل رأس الحمى يخدعْ = بهذا المكر يؤذيني
وهل صارت جيوبُ البعض = تُملا بالمساكينِ
عرفتُ الله عن علمٍ = بآي الله في الكونِ
عرفتُ الله من حُججٍ = توالت بالبلايينِ
عرفتُ الله من خَلْقٍ = ومن ذكرٍ بني ديني
فلا الأهوالُ تمنعني = ولا الأهواء تُغريني
أرى في مصر كارثة ً = بِزيغٍ من شياطينِ
أنا ليثُ الهدى قطْعاً = وعارُ الذلِّ يعلونيِ ؟
أنا المصري ُ كيف غدا = غبارُ الخزي يكسوني ؟
فيا شعبي ويا وطني = ويا جارا يُداريني
ستأتي الغضبة ُ القصوى = ولو ما بعد تسعينِ
ستذوي خسَّة ٌ سكنت = وباضت في الملايينِ
سينهدُّ الفسادُ ولا = يدوم الظلم في ديني
أنا حرٌّ وإن رَكبت ْ = علينا عُصبة ُ الهُونِ
سيأتي الحسمُ يا وطني = ويُزري بالثعابينِ
وذي آمالُ مطَّلعٍ = وليست من تخامينِي
فصدرُ الشَّعب مُحتدمٌ = كظيظٌ كالبراكينِ
أخي في غزّة العزَّهْ = على رأسي وفي عينِي