طُفُولَةُ الْقُدْسِ
10تموز2010
سعيد ساجد الكرواني
سعيد ساجد الكرواني
سَـوَارِي الْـقُدْسِ أَرَّقَهَا وَأَرْضُ الْحَشْرِ تَشْكُو مِنْ ضَيَاعٍ بِـبَـغْـيِـهِمُ قَدِ انْفَرَطَتْ عُقُودٌ تَـحَـامَلَتِ الْبُغَاثُ عَلَى طُيُورٍ عَـبِـيـرٌ زَهْـرَةٌ بَتَرُوا يَدَيْهَا وَلَـكِـنْ قَـدْ تَـأَبَّتْ عَنْ ذُبُولٍ أَصَـرَّتْ أَنْ تُـصَاقِبَ كُلَّ هَوْلٍ جَـبَـانٌ يَـحْطِمُ الْأَطْفَالَ عَدْواً شَـبَـابٌ فِي جَمَالِ الْوَرْدِ ذاَبُوا مَـسَـاجِـدُهُمْ، كَنَائِسُهُمْ تَهَاوَتْ مِـنَ الْأَنْـقَاضِ قَدْ رَفَعُوا عِمَاداً فَـصِـيـحاً صارَ فِعْلُهُمُ فَبَاحُوا أُسُـودُ الْـقُدْسِ ضَاقَ بِهَا عَرِينٌ إِلَـى عُـمَـرٍ وَعُـهْدَتِهِ تَنَادَتْ رِبَـاطُـهُـمُ، مَـنَـافِيهِمْ شِدَادٌ سَـأَلْتُ الْقُدْسَ عَنْ إِصْرَارِ جِيلٍ فَـقَـالَـتْ لِـي هُمُ أَجْنَادُ عِزٍّ مُـرَاغِـمَـةٌ صُـدُورُهُـمُ لِغَيٍّ دِمَـاؤُهُـمُ رَوَتْ أَكْـنَافَ بَيْتِي بُـرَاقٌ كَـادَ يَـنْـطِقُ مِنْ سَنَاهُ شَـرُفْـتُ بِحَمْلِ أَنْفَسِهِمْ رَسُولاً وَحَـاوَرَهُـمْ بِـمِـعْرَاجٍ سَنِيٍّ ضِـيَـاءٌ مِـنْ سَنَاءِ الْغَيْبِ نُورٌ إِذَا فَـتَـحُـوا بِـأَقصَانَا جُيوباً وَإِنْ جَـنَـحُوا إِلَى تَهْوِيدِ قُدْسِي شُـؤُونُ الْـقُدْسِ تَغْسِلُهَا شُجُونٌ مَـغَـارِبَـةٌ إِلى الْأَقْدَاسِ جَابُوا خِـفَـافـاً أَوْ ثِـقَالاً بَلْ سِرَاعاً صَـلاَحُ الـدِّيـنِ بَـوَّأَهُمْ مَكَاناً مُـعَـلَّـقَـةً قُـلُـوبُـهُمُ بِبَيْتٍ فَـشُـدُّوا الْقَوْسَ يَا أَحْبَابَ قَلْبِي فَـمَـا مِـنْ مَنْزَعٍ فِي اللَّيْلِ بَاقٍ تَـسَـامَتْ قُدْسُنَا اشْتَعَلَتْ مَنَاراً بِـعَـاصِـمَـةٍ مُبَارَكَةٍ تَبَاهَتْ إِذَا كَـسَـبَتْ عَوَاصِمُنَا شُعُوراً مِـنَ الْأَوْرَادِ تُـزْهِرُ فِي صُدُورٍ هِيَ الْأَقْبَاسُ تُشْرِقُ فِي سُطُورِي لُـحُـونُ الْـقُدْسِ جَملَهَا رَنِينُ فَـمَـاءُ الْـعَيْنِ يَسْقِي كُلَّ شِبْرٍ بِـرَائِـحَةِ الصَّلاَةِ وَرِيحِ مِسْكٍ سَـدَاةُ الْـبَـحْرِ يَنْسُجُهَا صَفَاءٌ جَـلاَلُ الْـحَـرْفِ جَلَّلَهُ جَمَالٌ | انْتِحَابُوَهَـذَا الـطِّـفْلُ مَزَّقَهُ وَظُـلْـمُ الْـقَوْمِ يَتْبَعُهُ الْخَرَابُ بِـسَـاحَـتِـهِمْ سَيَنْهَمِرُ الْعِقَابُ وَلَـكِـنَّ الـنُّـسُورَ لَهَا حِسابُ بِـقَـصْـفٍ جُنَّ أَعْقَبَهُ الْيَبَابُ بِـعَـزْمٍ لَـنْ يُـطَاوِلَهُ السَّحَابُ فـكـانَ الـصَّبْرُ يا نِعْمَ الْمَآبُ صَـنِـيـعُ الشَّانِئِينَ أَلاَ يُعَابُ؟ مِـنَ الـزِّلْـزَالِ وَالْأَنْكَالِ شَابُوا مَـدَارِسُـهُـمْ، مَـشَافِيهِمْ تُرَابُ هُـمُ الْأَشْـبَـالُ تَـفْدِيهِمْ رِقَابُ وَصَـاحَ الْقَلْبُ قَدْ جَلَّ الْمُصَابُ بِـجَـمْـرِ الْحُزْنِ يَتَّشِحُ الْعُقَابُ حَـسَـاسِـينٌ لِتَجْمَعَهُمْ صِعَابُ تَـحِـنُّ إِلَـى لِـقَائِهِمُ الرِّحَابُ لِتَشْمَخَ فِي حِمَى الْأَقْصَى الْقِبَابُ بـعـوْدَتِـهِـمْ لقَدْ نَطَقَ الْكِتَابُ إِذَا ثـلَّ الـسِّـنَانُ أَوِ الضِّرَابُ قِـطَافُ النَّصْرِ يَغْبِطُهُ الْجَوَابُ إِلَـى الْأَمْـجَادِ لِلْأَقْصَى انْتِسَابُ يَـؤُمُّـهُـمُ فَـهلْ بَلَغَ الْخِطَابُ؟ إِلَـى أَبْـهَـى الْبَهَاءِ فَلاَ حِجَابُ تَـقَـطَّـرَ شَهْدُهُ الْعَسَلُ الْمُذَابُ وَأَسْـعَـفَـهُـمْ بِهَا ظُفْرٌ وَنَابُ فَـهَلْ يَكْفِي مِنَ الأقْصَى عِتَابُ؟ دِمَـاء الْقَلْبِ لِلْأَقْصَى الْخِضَابُ قِـفَـاراً لَـمْ يـخَادِعْهُمْ سَرَابُ رِجَـالاً تَـحْـتَفِي بِهِمُ الرِّكَابُ بِـجَـيْـشِ النَّصْرِ فَيْلَقُهُمْ يُهَابُ بِـوَقْـفِـهِـمُ قَدِ اكْتَمَلَ النِّصَابُ فَـطَـعْـمُ الْفَوْزِ تَمْرٌ يُسْتَطَابُ نَـسِـيـمُ الْفَجْرِ آنَ لَهُ اقْتِرَابُ مَـدِيـنَـتُـنَا تُنَاوِشُهَا الْحِرَابُ ثَـقَـافَـتُـنَا فَحَالَفَهَا الصَّوَابُ سَتُورِقُ فِي سَمَا الْأَقْصَى الرِّغَابُ إِلَـى الْأَقْـدَاسِ يُرْسِلُهَا الشِّهَابُ مَـزَامِـيـرٌ مُـؤَوِّبَـةٌ عِذَابُ سَـلِـيلُ الشِّعْرِ تَعْرِفُهُ الْهِضَابُ وَمـاءُ الـنَّحْرِ ضَمَّخَهُ انْسِيَابُ عُـيُونُ الشِّعْرِ سَاغَ بِهَا الشَّرَابُ وَوَافِـرُهُ تُـرَوِّيـهِ الْـوِطَـابُ وَلُـحْـمَـتُـهُ الطُّفُولَةُ وَالشَّبَابُ | الْعَذَابُ