جلس الضياء بجانبي
03تموز2010
د.جعفر الكنج الدندشي
جلس الضياء بجانبي
(ملحمة المعتصم بالله)
د.جعفر الكنج الدندشي
فـي غـربـةٍ جلسَ الضياءُ وشـمـوعُ أعـوامِ الـحياةِ وقد خَبَتْ عُـمْـرٌ يُـلـوّح لـي بقبضةٍ غادرٍ فـتـبـعـتـهُ واخضرّ وجهيَ حُمرةً واسـودُّ بـي خـيـطُ الحريرِ بغزْلهِ أنـفـقـتُ أيّـامَ الـزمـانِ مقامراً ونـشـرتُ أنصابي علىحَبل الهوى يـا هـذهِ الـدنـيـا خـذي بمآخذي شـرعٌ وتـشـريـعٌ بـفـقه محبّةٍ لِـتُـنَـزّلَ الأحـكامُ في وحي الهوى ويـجـرجـر الـمـتـخاذلون بقيّةً الـحـبُّ يـعـلو في سمائي شامخاً والـلـيـلُ نـوّر فـي ظلام منابري ومـتـيـم الـقـلـب اليتيم بأضلعٍ هـذا أنـا بـالصمتِ بعض ملامحي وفـقـأتُ مـسـمـعها ببضع عَميةٍ * * * يـا شـرقُ يـا شـوقـاً تحطّم بعدما لـتـمـوجَ بي نحو الغروب سفائني شـبَـحُ أنـا، طـيـفٌ،أُصفقُ تارةً كـم أسـتـغـيثُ ولن أغاثَ لأجلِكم سـمراء..في أرض الحجاز جذورها وجـنـودهـا وزنـودهـا وجهودها وبـريـقُ بـسـمتها رعودٌ في دمي وسـذاجـةٌ وطـفـولـةٌ ونـعـومةٌ ومـنـاقـبٌ وضـفـائـرٌ ومـعالمٌ يـا نـفـسٌ آهٍ مـنكِ يا ذات الهوى ضـاقـتْ عـلـيهم أرضهم برحابها أدّى الـزمـانُ مـن الزكاةِ شحيحها وأتـيـتـه جـهراً أُرافع في الهوى جـمـهـور أوثـانٍ يُـشـردِ أمّتي أُلـقَـتْ بـصـيـرتها بياناً مُزهراً أنـتِ الـعـروبـة في خيالي رمزها كـم تـنـدبـيـن وكـم ندبت لحالنا كـأسـي وكـأسـكِ واحـدٌ بمرارةٍ حـسـبـي أنـا ألقى العذاب بنهجنا يـا لـيـتَ(مـعـتصماً)تبدد صيته يـا لـيـتـه تـرك الـمـذلةً تعتلي لـكـنّـمـا سـيف الأسود يظل في وحـفـيـدة الـتـاريخ دربك شاسعٌ فـأنـا هـنـاكَ أنـا هنا أنا مَن أنا؟ فـأنـا الـضـياع وإن تبعتُ تراثهُ يـا لـيـتـني كنتُ المصدّق حالتي يـالـيـت أوتـاري تـرنّـم رشدُها وسـقَـتْ ريـاحـيـني بمنبع لحنها (زريـاب)أيـن الـلـحن أين تراثنا أطـرَبـتَ هـارون الـرشيد وبعدهُ الـوحـدة الـسـمـراء تبقى وحدةً يـا أيـهـا الأقـزامُ كـفّـوا جـملةً * * * طـعـنـوا جذوركَ يا غريب بخنجرٍ (عـمَـرٌ) ويُـطـعـنُ كلّ يومٍ مرّةً هـل(يـزدجـرُ) أم(المبارك) يا ترى أم مـن تـعـوس أعاربٍ من نفطنا كـوتٌ وأكـواتٌ تـكـوّتُ يـا ترى يـتـكـوّتُ الـمـتـكـوّتون تكوتاً رفـقـاً بـهـا بـغداد كيف تكالبتْ وهـي الـتي أعطتْ وأعطتْ لم تكنْ مـالـي أراكِ شـجـيّـةً وحـزينةً لا لـن تـكـونـي لـلزمان شحيحةً واسـقي بني الأحرار من كأس العلى كـأسـي تـصـدّأ بالصدى وتأفّفتْ كـأسـي تـعكّر من غريبِ أعاربٍ أشـكـو ولا أشـكـو ولكن مَن ترى لا حــول إلاّ بـالـسـلاح وقـوّةً يـا أيـهـا(الـطـائي)كيف شهدتنا أرأيـتـه، فـي جَـحـفـلٍ لكرامةٍ والـيـوم حـدّث مـا تـرى بتأمّلٍ (لـبـيـكِ يـا أخـتـاه) إنّـي باذلٌ وسـأجـعـلـنَّ من الحرائر مومساً الـعـاهـرون الـعـاهـرات بأمتي كـأس الـخـنـوع لماردٍ متعجرفٍ يـا أيـهـا الـبترول كيف جلبتَ لي أحْـرَقـتَ جـيـلاً بـعد جيلٍ ليتني أبـكـي الـعـروبـةَ تُستباحُ أمامنا مـا بـيـن مـرتـزقٍ يـلملم رزقنا هـو مـالـنـا،هـو قوْتنا هو خبزنا صَـدَقَ الـذي مـن قال:دود الخلّ لا تـلـكـم رجـيـلات الـعروبة إنها لـبـنـي ابـن(بـوش)وقلةٍ من ذلّةٍ عـاهـدتـكـم كـرهاً كما عاهدتها فـامـضـي بياني يا عروبة مرهقٍ آمـالَ أمـتـنـا سـتـبـقى طالما | بجانبيوالصدرُ مضطربُ الصفاءِ خـلـفَ الـلـيالي في مَتاهِ مَتاعبي ويـقـول لـيـ:ستمرُّ عند محاسبي مـاذا جـرى مـمـا جرى بتَغرّبي! واصـفّـرَ وجـه الـياسمين مُعاتبي أسـكـرتـهـا مِن خمرةِ المستغرِبِ واخـتـرتُ أزلامـي بـجهل مناقبي نـحـوَ الـبـقـايا من عبير مذاهبي لـيـؤوّلَ الـتـفـسير بعض تعذّبي ولـيـسـعـدِ الـمـتشيعون لمهربي مـن جـثّـةِ الروح التي في موكبي والـعـشـق يحلو في روائع مذهبي لـلـفـكـر يقطفُ من ثمار مكاسبي ضِـقـنـا بها،لهفي على ما حلّ بي أخـفـيـت بـهـجتها بدون تحجّبِ وصـمـمـت أعـينها بنور مواهبي * * * كُـسِـرَتْ سواري مَن يقود بمركبي فـيـلـمّـنـي الـمنفى بدار تَغرّبي بـيـدٍ، فـلـم يُـسمَعْ قليل مَطالبي يـا ويـلـنـا مـن ويـلـنا فلتندبي وبـنـودهـا في القلب قادتْ موكبي وحـدودهـا فـي صـدرِ كلّ مُعذّبِ تـزكـيـهِ نـوراً بـالحنان الأعذبِ وأصـالـةٌ مـن آلِ هـاشـم والنبي ومـجـاهـلٌ ومـكارمٌ..لا تَحسبي ! مِـن أيـنَ لـي حـادٍ لـذاك الملعبِ ضـاقـتْ عـلـيـنا واستجدّ تعذّبي لِـمُـنـى فؤادي من رهيف المطْلَبِ فـتـصـدّقَ الـبـعدانُ فوقَ ترقّبي لا يَـرتـجـي غـير الدمار الأرهبِ ويـكـحّـلـون بـياضَ قلبك فاندبي روح الـبـيـان فـيا عروبة مذّهبي يـا خـير مَن يوحي القصائد فاسكبي نُـسـقـى مـن الأشواق لالاتشربي بـزَلازِل الـعـصر الذي قد حلّ بي يـالـيـتَ جـدّكِ لـم يـلبِّ مطلبي فـوق الـكـرامـة كي أُكونَ كعقربِ (لـبـيـكِ يـا أختاه) رمز اليعربي كـل الـمـخـاطرِ كمْ تحفّ بمطلبي أنـا لـسـت إلاّ حـيـث منهاأختبي وقـرأتـهُ مـتـصـفـحاً بمواهبي لـمّـا رُمـيـتُ إلى الوجود لمهرَبي وشَـدَتْ بـآمـالـي بـلابلُ موكبي وجـنَـتْ عـناقيدي لِطيبِ المشربِ والـظِـرْف يـا(زرياب)يهجر ملعبي أطـربـتَ أوّل خـارقٍ فـي مركبي كـعـقـيـدةِ التوحيد جوهر مذهبي عـن نـاصـرٍ، والحرُّ يدركُ مطلبي * * * مـن أيـنَ عـاد(أبو لؤيلةَ) الغبي(1) بـل ألـفّ مـرّاتٍ بـسيفٍ يُعربي والـكـسـرويُّ بـجـلقاتِ المغربِ جـعـلـوا الـبـلاد مشاعةً للأجنبي مـاذا يُـكَـوّتُ لـلـعراقِ الأعذبِ؟ وتـكـتـكـاً مـن لـؤمهم بتذبذبِ أنـيـابُ آل الأرض كـي تـتكسّبي إلاّ عـطـاءً،يـا حـضـارة فاسكبي بـغـداد طـال نـواح دجلةَ فاطربي عـودي إلـى نبع الحضارةِ واشربي عـذبـاً زلالاً سـلـسـبيل المطلبِ مـن راحـتـي أنـخابُ راحٍ أعذبِ سـكـبـوا لأهلي من سُموم المشربِ يـصغي لِمن يشكو بصوت المُندبِ؟ وشـجـاعـة الإيـمان ذاكم مَذهبي يوم اصطحبت ابن الرشيد الآشهبِ(2) تـمـضي مدى الأجيال دون تلاعبِ؟ وبـصـيـرةٍ غـير التخاذلِ نجتبي؟ لـلـذلّ عـزّه أمـتـي لا تـهربي أو مـومـسـات لـلـيـهود فجرّبي يـتـكـالـبـون على المذلةِ فاسكبي بـيـن الـمحيط إلى الخليج الأجربِ شـرّ الـبـلاء إذِ اصطنعت مصائبي ما عشتُ عصركَ عصر ذلّ اليعربي وعـلـى الـجـوانبِ نشهدَنْ بتكسّبِ يـلـقـي الـودائع في بنوكِ الأجنبي هـو مـاؤنـا أنـفـاسنا هو مكسبي يـأتـي سوى من خَلّه المستكلبِ(3) مـنـكـم وفـيـكم فاسجدوا بتذبذب مـن (آل صـهـيون) اللئيم المذهبِ حـبـي لـتـلـك الـهاشمية مطلبي وخـذي بـرايـاتِ الـجدود وداعبي ذِكـرُ الإلـه هـو العظيم المَتْربِ(4) | مُصاحِبي
(1) الغريب هو سلمان الفارسي(سلمان منّا نحن آل البيت)
(2) الطائي، أبو تمام صاحب قصيدة فتح عمّورية.
(3) المثل العامي الذي يقول: دود الخل منه وفيه.
(4) إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون – إنّا أنزلناهُ قرآناً عربيا(صدق الله العظيم)